الكأس للهلال.. والتتويج لأبناء الشهداء

ولي العهد السعودي رعى نهائي البطولة وقلد الأزرق بالذهب بعد فوزه المثير على الأهلي

الأمير محمد بن نايف لدى تتويجه قائد الهلال بكأس البطولة (واس)
الأمير محمد بن نايف لدى تتويجه قائد الهلال بكأس البطولة (واس)
TT

الكأس للهلال.. والتتويج لأبناء الشهداء

الأمير محمد بن نايف لدى تتويجه قائد الهلال بكأس البطولة (واس)
الأمير محمد بن نايف لدى تتويجه قائد الهلال بكأس البطولة (واس)

توج ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، فريق الهلال بكأسه بعد فوزه على الأهلي 2-1 في المباراة النهائية التي جمعت الفريقين على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض بحضور جماهيري كبير «مدرجات كاملة العدد».
وكان في استقبال راعي المباراة لدى وصوله إلى ملعب الملك فهد الدولي، الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، والأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، وأعضاء الاتحاد.
وقبل تتويج الفريقين بالميداليات الملونة، وفي موقف يعبر عن التقدير الكبير الذي يكنه ولاة الأمر وقادة البلاد لهذه الشريحة الغالية من المجتمع، استقبل ولي العهد أبناء شهداء الواجب الذين كانوا نجوم المحفل الكروي أمس، واستمع لقصيدة وطنية من أحد الأطفال، فيما طلب أحد أبناء الشهداء التقاط صورة «سيلفي» مع راعي المباراة، وقوبل الطلب بترحيب كبير.
وأكد ولي العهد خلال الاستقبال اعتزاز المملكة بأبنائها الذين «استشهدوا» في سبيل حماية الوطن والذود عنه، داعيًا الله عز وجل أن يحمي المملكة وأبناءها من كل سوء. وخاطب أبناء «شهداء الواجب» قائلاً: «الشباب هم بناء الوطن وأمله للسير به نحو مستقبل زاهر يتواكب مع تطلعات القيادة الرشيدة».
من جهتهم، أعرب أبناء «الشهداء» عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد، على الاهتمام بهم وسؤالهم المستمر عنهم، وتكريمهم في جميع المناسبات الوطنية التي من شأنها أن تزيد من فخرهم بآبائهم ووطنهم وقادته، سائلين الله عز وجل أن يحفظ المملكة وقيادتها من كل مكروه.
وكان الأمير محمد بن نايف وخلال مراسم التتويج أشاد بأداء الحكم مرعي العواجي وبقية الطاقم في المباراة وقال إنهم أدوا واجبهم على أكمل وجه.
وبالعودة إلى المباراة فقد مثل الأهلي كل من: الحارس ياسر المسيليم وعلي الزبيدي وأسامة هوساوي ومعتز هوساوي ومنصور الحربي ووليد باخشوين وتيسير الجاسم وايوانيس وماركينهو وسلمان المؤشر وعمر السومة.
في الوقت الذي مثل الهلال فيه خالد شراحيلي وعبد الله الزوري وكواك ومحمد جحفلي وياسر الشهراني وسلمان الفرج وعبد الله عطيف وسالم الدوسري وإدواردو ونواف العابد وناصر الشمراني.
وكان الهلال فاجأ منافسه بهدف مبكر في الدقيقة الثانية عندما سدد نواف العابد كرة قوية من منتصف الملعب ارتدت من الحارس ياسر المسيليم لتجد المهاجم ناصر الشمراني في انتظارها ويضعها في الشباك.
حاول الأهلاويون استيعاب الصدمة وبدأوا ترتيب صفوفهم وسط ضغط هلالي مستمر بهدف توسيع الفارق وضمان النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، وسدد منصور الحربي من الأهلي كرة أرضية تصدى لها الحارس شراحيلي كأول تهديد للمرمى الأزرق.
وفي الدقيقة 9 انفرد سالم الدوسري من الهلال بالمرمى الأهلاوي وكان بموازاته زميله الهارب من المراقبة ناصر الشمراني لكن الأول فرط في هدف محقق وبدلا من تمرير الكرة سددها برعونة إلى خارج الملعب.
وفي الدقيقة 18 سدد نواف العابد كرة قوية تصدى لها المسيليم وكادت هي الأخرى أن توسع الفارق بين الطرفين.
واصل الهلال سيطرته الكاملة على أجزاء كبيرة من الملعب وفي الدقيقة 19 ألغى الحكم مرعي العواجي هدفا صحيحا لناصر الشمراني الذي كسر التسلل واستقبل كرة ذكية تقدم بها وسددها في الشباك على يسار الحارس، ولاقى قرار الحكم سخطا كبيرا من الهلاليين.
وتصدى خالد شراحيلي حارس الهلال لهدف أهلاوي محقق بعد تمريرة ماركينهو التي حولها السومة مباشرة نحو المرمى وسط تألق الحارس الهلالي.
وأضاف الهلاليون هدفهم الثاني مستغلين خطأ مدافع الأهلي معتز هوساوي الذي أخفق في تخليص الكرة وسددها بالخطأ لتقع بين أقدام سلمان الفرج الذي مررها للمتقدم الشمراني ليعيدها الأخير بذكاء من جديد لنواف العابد الذي سددها مباشرة في الشباك.
وكان الهلال ظهر بمستوى أقل نشاطا في الشوط الثاني بسبب تقدمه في النتيجة، إذ رأى مدربه اليوناني دونيس الحفاظ على المناطق الخلفية ومنع أي محاولات خضراء لتقليص النتيجة، بينما كان الأهلي ظهر بمستوى أفضل من الشوط الأول إلا أنه اصطدم بالدفاعات الزرقاء شديدة التماسك بوجود قلبي الدفاع كواك ومحمد جحفلي.
لكن تيسير الجاسم قائد الفريق كسر هذا الحاجز بتسديدة قوية من منتصف الملعب الهلالي (د.88) عجز شراحيلي عن التصدي لها.
وكاد الأهلي أن يخطف هدفا في الدقيقة الأخيرة بعد تسديدة فيتفا من داخل منطقة الجزاء حيث اصطدمت بالدفاعات الزرقاء وخرجت إلى ضربة زاوية.
وكان الأهلي حقق نسخة الموسم الماضي بعد تغلبه على الهلال في المواجهة التي جمعتهما على نفس الملعب.
وكان الأهلي خطف اللقب بثنائية حملت توقيع مهاجمه السوري عمر السومة ومعتز هوساوي مقابل هدف يتيم للهلال سجله اليوناني ساماراس.
ويرتبط الهلال بعلاقة وطيدة مع المباريات النهائية لبطولة كأس ولي العهد والتي لم يغب عنها منذ موسم 2007، حيث حضر في كافة المباريات النهائية للبطولة لثماني سنوات متتابعة إضافة إلى نهائي العام الحالي وحقق خلالها ستة ألقاب، لكنه لم يحققها طوال الموسمين الماضيين إذ كانت من نصيب النصر ثم الأهلي.
ويملك الهلال أفضلية مطلقة إذ حقق اللقب 13 مرة (مضافا إليها البطولة الأخيرة) في حين يحضر خلفه فريق الاتحاد بسبعة ألقاب يليه ثالثا فريق الأهلي بستة ألقاب ثم النصر والشباب بثلاثة ألقاب لكل منهما.
وبدأت مسيرة الأهلي في هذه النسخة منذ دور الـ16 دون الاضطرار لخوض دور الـ32 بصفته حامل لقب البطولة، حيث واجه خلال هذا الدور فريق هجر ونجح في تجاوزه برباعية مقابل هدفين، قبل أن يتجاوز الاتفاق بدور ربع النهائي بهدف يتيم دون رد، وبذات النتيجة تمكن الأهلي من إقصاء غريمه التقليدي الاتحاد بدور نصف نهائي البطولة.
أما فريق الهلال فلم يختلف كثيرا عن مسيرة نظيره الأهلي، حيث تأهل بصورة مباشرة لدور الـ16 بصفته وصيفا لبطل النسخة السابقة، حيث واجه في هذا الدور نظيره التعاون ونجح في تجاوزه بهدفين مقابل هدف قبل أن يثخن شباك القادسية برباعية في دور ربع النهائي، وبذات النتيجة تمكن الفريق الأزرق من تجاوز نظيره الشباب في دور نصف النهائي.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».