وزير خارجية الصين: موقفنا من سوريا جدي ومدروس.. ومؤتمرات جنيف لن تحل عقدة الكراهية

وانغ يي قال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن الأمير سلمان والرئيس تشي اتفقا على الارتقاء بعلاقات الصداقة الاستراتيجية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء الحوار مع د. عادل الطريفي رئيس تحرير «الشرق الأوسط»
وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء الحوار مع د. عادل الطريفي رئيس تحرير «الشرق الأوسط»
TT

وزير خارجية الصين: موقفنا من سوريا جدي ومدروس.. ومؤتمرات جنيف لن تحل عقدة الكراهية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء الحوار مع د. عادل الطريفي رئيس تحرير «الشرق الأوسط»
وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء الحوار مع د. عادل الطريفي رئيس تحرير «الشرق الأوسط»

خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الرسمية للصين، التقت «الشرق الأوسط» وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وأجرت معه حوارا مستفيضا، تناول أهمية زيارة الأمير سلمان ومضامينها، بجانب طيف من القضايا الإقليمية والدولية.
أُجري اللقاء في «قاعة الشعب الكبرى»، المبنى الضخم الذي تُنظم فيه اللقاءات الرسمية الكبرى، وتُعقد في أحد أقسامه الثلاثة جلسات مجلس نواب الشعب.
تُعدّ «القاعة» (حسب التسمية الرسمية) أحد أشهر المعالم المعمارية في العاصمة الصينية بكين، بل في عموم الصين. وكان هذا الصرح اللافت المطلّ على ساحة تيان آن من في قلب بكين، قد شُيّد عام 1959 بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ويلقب بـ«أحد المباني العشرة العظام»، وهي عشرة مبان شيّدت في ذلك العام التاريخي. استغرق بناء هذا الصرح عشرة أشهر، وأُنجز بأيدي متطوعين.
ولي العهد السعودي التقى رئيس الدولة الصينية في إحدى ردهات «القاعة»، التي لا تغيب عنها صورة الزعيم المؤسس ماو تسي تونغ والنجمة الحمراء، بينما كانت «الشرق الأوسط» تنتظر الموعد المحدد مع الوزير وانغ.
جرى اللقاء مع الوزير مباشرة بعد نهاية اجتماع الأمير سلمان بالرئيس الصيني في الردهة المجاورة، وقد تجاوز موعده المحدد. وحين سألت «الشرق الأوسط» الوزير وانغ عن السبب، أجاب بأن الارتياح الذي ساد أجواء اللقاء دفع الطرفين للإسهاب في المواضيع. وقال أيضا، إن الزيارة حققت هدفين؛ الأول رفع مستوى التنسيق، والثاني توسيع مجالات التعاون الاستراتيجي وكامل الأبعاد. وأكد الأمير سلمان، خلال الاجتماع، مبدأ الصين الواحدة، وأدان الحادثة الإرهابية التي وقعت في الصين. كما تناول البحث بين الجانبين السعودي والصيني، مسائل إقليمية، في مقدمتها سوريا والقضية الفلسطينية والمشروع النووي الإيراني، وكانت الرؤى متفقة حيال معظمها. ولقد أثنى الرئيس الصيني على الزيارة، وأكد ضرورة قيام منطقة «تجارة حرة» مع الخليج، وكان هناك توافق ملحوظ حول مصر. وبالنسبة لسوريا، كان ثمة توافق في الرؤية العامة، مع تأكيد بكين رؤيتها الخاصة في هذا الشأن.
الوزير وانغ يي (60 سنة)، دبلوماسي مخضرم محترف، تتميز شخصيته بالتفاعل والانفتاح. يتكلم اللغة اليابانية بطلاقة، وتولى لفترة منصب السفير في طوكيو. وهو خريج جامعة بكين للدراسات الدولية (قسم اللغات الآسيوية والأفريقية) حيث درس اليابانية. وبعد التحاقه بالعمل الدبلوماسي، درس في معهد العلاقات الخارجية بجامعة جورجتاون في العاصمة الأميركية واشنطن. ثم حاز الماجستير في العلاقات الدولية في جامعة بكين للشؤون الخارجية. وفي فبراير (شباط) 2001، رُقّي إلى منصب نائب وزير خارجية للشؤون الآسيوية. وبعد توليه السفارة لدى اليابان، ثم إدارة شؤون تايوان، عُيّن في مارس (آذار) 2013 وزيرا للخارجية. وهو صهر تشيان جيادونغ، أحد كبار معاوني رئيس الوزراء الأسبق شو إن لاي. وفيما يلي نص المقابلة:

* كيف تقيّمون زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان لبلادكم؟
- هذه الزيارة التي جاءت بناء على دعوة من نائب الرئيس الصيني لي يوانتشاو، تُعدّ الزيارة الأرفع من نوعها، بعد زيارة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز لبلادنا في يناير (كانون الثاني) 2006، وبعد الزيارة الثانية لولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز بعد 15 عاما. فهي زيارة تاريخية نعلق عليها أهمية كبيرة. وقد جرى للأمير سلمان استقبال رفيع، إذ التقى كلا من الرئيس شي جينبينغ، ورئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ، ومستشار الدولة ووزير الدفاع تشانغ وانتشيوان. كما أجرى نائب الرئيس لي يوانتشاو محادثات مع ولي العهد السعودي، توصل خلالها الجانبان إلى توافق كبير حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ووقعا على مجموعة من وثائق التعاون الثنائي، وأصدرا بيانا مشتركا.
وقد أجمعت قيادتا الجانبين، على ضرورة الارتقاء بعلاقات الصداقة الاستراتيجية بينهما إلى مستوى أعلى في الظروف الراهنة، بما يفتح آفاقا جديدة لعلاقات ثنائية مستمرة، مما يستوجب من كل من الجانبين مواصلة التفاهم وتبادل الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر. والعمل على توسيع التعاون في مجالات العلوم والتقنية المتقدمة، مثل القطارات الفائقة السرعة، والاستخدام السلمي للطاقة النووية، والطيران، والفضاء. بالإضافة إلى توثيق التعاون في المجالات التقليدية مثل الطاقة، والاقتصاد، والتجارة، وغيرها. وتكثيف التبادل في المجالات الثقافية والإنسانية. والإسراع في إقامة منطقة التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي. والعمل على دفع إقامة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، و«طريق الحرير البحري في القرن الـ21»، بما يضفي حيوية جديدة على صداقة الجانبين. وعليه، يمكن القول إن زيارة ولي العهد، الأمير سلمان بن عبد العزيز، للصين، تكللت بنجاح تام.
* كيف تقيّمون العلاقات الصينية - السعودية في ظل الوضع الراهن؟
- لقد شهدت العلاقات الصينية - السعودية، في السنوات الأخيرة، تطورا شاملا وسريعا، بفضل العناية الشخصية لقيادتي البلدين، وجهودهما المشتركة، حيث أقاما صداقة عزيزة وأخوة طيبة، وجعلا بلديهما شريكين وثيقي الصلة، يتعاملان مع بعضهما البعض على قدم المساواة، ويتبادلان الدعم والتأييد، ويتعاونان من أجل تحقيق مكاسب مشتركة. ويعود تطور العلاقات بين البلدين بشكل أساسي، كما يرى الجانب الصيني، إلى ثلاثة أسباب:
أولا، الاحترام والثقة المتبادلان اللذان يعدان أساسا مهما لتطوير العلاقات الثنائية. وعلى الرغم من اختلاف التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي والنمط التنموي بين الصين والسعودية، فإن البلدين تعاملا دائما مع بعضهما البعض، على قدم المساواة، وفي إطار من الثقة والاحترام المتبادل. الأمر الذي ضمن تطورا مستمرا للعلاقات الثنائية مضى في الاتجاه السليم.
ثانيا، يعدّ التعاون ذو المنفعة المتبادلة قوة دافعة مستمرة لتطوير العلاقات الثنائية، التي باتت تتميز بالتكامل الاقتصادي القوي، الذي يخلق في المجرى العملي توافقا على مستوى المصالح الأساسية للشعبين، وآفاقا واعدة.
ثالثا، تعدّ الصداقة الشعبية رابطة مهمة لتقريب العلاقات بين البلدين. إن الصداقة التقليدية التي تربط بين الشعبين الصيني والسعودي تشكل أساسا اجتماعيا وشعبيا متينا لتطوير العلاقات الثنائية.
إن تعزيز علاقات الصداقة الاستراتيجية بين الصين والسعودية، في الوضع الراهن، لا يتفق مع المصلحة الواقعية والطويلة المدى للبلدين والشعبين وحسب، بل يساهم في تدعيم أسس السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
* على مدى أكثر من ألف سنة، حافظت شعوب الخليج والشعب الصيني على علاقات ودية، عبر طريق الحرير الذي حقق التبادل التجاري والتواصل الثقافي بين الجانبين. فما البرامج التي سيجري تنفيذها لدفع التواصل الثقافي والأكاديمي بين البلدين؟
- للصداقة بين الصين والبلدان العربية جذور ضاربة في أعماق التاريخ. إذ ربط طريق الحرير الصين بالبلدان العربية قبل ألفي سنة. وتعمل الصين الآن على الدفع باتجاه بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، و«طريق الحرير البحري في القرن الـ21»، اللذين يلتقيان في غرب آسيا حيث تقع السعودية وشمال أفريقيا، مما يخلق فرصا، ويؤسس لمستقبل واعد للصين ودول المنطقة، لتحقيق التنمية المشتركة والازدهار للجميع. إننا على استعداد للعمل مع الجانب السعودي من أجل بناء «الحزام» مع «الطريق»، وتوسيع مجالات التعاون، وتعميق تكامل المصالح، ورفع مستوى التعاون المتبادل المنفعة، وإحياء «طريق الحرير» الباهر.
* تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والسعودية 73 مليار دولار، هل ترون أن تجارة النفط أساس العلاقات بين البلدين؟ وما رأيكم في مستقبل التعاون الصيني - السعودي في مجال الطاقة؟
- نحن نسعى دائما إلى تعزيز التعاون المتعدد الأبعاد مع السعودية، الذي يحقق منفعة متبادلة ومكاسب مشتركة للطرفين. ومجال الطاقة، يعد فعليا، من أهم مجالات التعاون بين بلادنا والسعودية. وقد جاء انسجاما مع متطلبات التنمية في بلدينا، وحقق مصلحة مشتركة لشعبينا.
السعودية أكبر دولة منتجة للطاقة، واحتياجات الصين لها زادت بسبب نموها الاقتصادي. توجد إمكانيات ضخمة لتعاون متبادل المنفعة بين الجانبين. لكن تعاون بلادنا مع السعودية هو تعاون مميز، ولا يقتصر على مجال الطاقة، بل يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها. وسنواصل تعزيز هذا التعاون المتبادل المنفعة بيننا في مختلف المجالات في المستقبل.
* ما رأيكم في التعاون الصيني - السعودي في مجال مكافحة الإرهاب؟
- التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب تعمق باستمرار في السنوات الأخيرة، وحقق تطورات إيجابية كثيرة. غير أن العالم ما زال يعيش وضعا معقدا وخطيرا على هذا الصعيد. من جانبنا، نرفض بشكل قاطع، الإرهاب بأشكاله كافة. وندعو المجتمع الدولي إلى التعاون في مكافحته، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقواعد العلاقات الدولية المعترف بها. وندعو كذلك، إلى اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية ودبلوماسية لمعالجة ظاهرة الإرهاب بشكل شامل، بما يؤدي إلى تجفيف منابعه. كما نرفض اتخاذ معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب، أو ربطه بدولة معينة أو بعرق أو دين.
وفي هذا المجال، نقدر للسعودية إدانتها أعمال العنف الإرهابية الخطيرة، التي وقعت في أول مارس (آذار) في مدينة كونمينغ بمقاطعة يونان الصينية. إن كلينا متضرر من الإرهاب، ويواجه وضعا خطيرا ومعقدا في مكافحته. ونحن على استعداد لتعزيز التواصل والتعاون مع السعودية في هذا المجال وفقا لمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة، من أجل حماية السلام والاستقرار في المنطقة، والعالم بأكمله.
* عبّرت الصين على الدوام عن اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط؛ فما الاعتبارات الجيوسياسية، عدا موارد الطاقة، التي تحفزكم على الاهتمام بالمنطقة؟
- منطقة الشرق الأوسط كتلة مهمة وفريدة من جميع النواحي الجيوسياسية والاقتصادية والثقافية والطاقوية وغيرها. ونحن نهتم بحماية السلام والاستقرار في هذه المنطقة، وتعزيز التنمية المشتركة مع دولها. يرى البعض أن مشاركة بلادنا في القضايا الشرق الأوسطية تجري بينما أعيننا على الطاقة. لكن الحقيقة هي أن بلادنا بدأت دعمها للقضايا العادلة للشعب الفلسطيني بكل قوتها، قبل أن تستورد النفط من المنطقة.
إن ما يهمنا في منطقة الشرق الأوسط، يتمثل في النقاط التالية:
أولا، العدالة، أي حماية القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، واحترام خيارات الشعوب بإرادتها المستقلة.
ثانيا، السلام، أي حماية استقرار المنطقة، ودفع الحلول السياسية للقضايا الساخنة.
ثالثا، التنمية. إن التنمية السليمة في دول الشرق الأوسط تصب في مصلحة العالم، وفي مصلحة الصين أيضا.
رابعا، التواصل، أي تحقيق الاستفادة المتبادلة مما لدى الغير من مزايا، عبر الحوار بين مختلف الحضارات والتعلم المتبادل.
ونحن حريصون على تقديم المزيد من السلع إلى الشرق الأوسط في المستقبل، وتقديم مساهمات أكبر لتدعيم السلام والتنمية في المنطقة، وذلك تماشيا مع تنامي قدرتنا الذاتية.
* ما موقف الصين من البرنامج النووي الإيراني؟
- موقفنا من ملف إيران النووي واضح وثابت للغاية، إذ نرفض قيام إيران بتطوير وامتلاك الأسلحة النووية، ونؤيد منطقة الشرق الأوسط والخليج لأن تكون منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وقد جرى التوصل إلى أول اتفاق بين دول «5+1» وإيران، بعد عشر سنوات من المفاوضات، في جنيف نهاية العام الماضي. ويُعد ذلك تقدما مهما حققته الجهود الدبلوماسية منذ تفاقم موضوع ملف إيران النووي. وفي الآونة الأخيرة، أطلقت دول «5+1» مع إيران، المفاوضات حول الاتفاق الشامل، وعلى جميع الأطراف مراعاة هموم الآخرين، وتسوية الخلافات بشكل ملائم، والسعي إلى تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وصولا إلى اتفاق شامل يَحل ملف إيران النووي بشكل شامل ونهائي في يوم مبكر، أي يحل المشكلة من جذورها. وهذا يخدم مصلحة إيران ومصلحة المنطقة برمتها.
وبوصف بلدنا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وعضوا في آلية دول «5+1»، فقد أوفينا بالالتزامات الدولية المطلوبة، وننصح بالتصالح والحث على التفاوض، ونسعى إلى إيجاد حل سلمي يراعي هموم جميع الأطراف. ونأمل من إيران ودول الخليج العربية تسوية الخلافات عبر التشاور والمفاوضات وحل المشكلات بشكل ملائم، بما يجعل العلاقات بينها أكثر وئاما وتناغما.
* فيما يتعلق بالصراع في سوريا، كان للصين موقف واضح للغاية يعارض التدخل العسكري الخارجي فيها. فما موقفكم من مباحثات جنيف وجهود التفاوض للتوصل إلى تسوية سياسية؟
- بعد أكثر من ثلاث سنوات من اشتعال فتيل الحرب في سوريا، أجمعت الأطراف الدولية كافة، على أن الحرب لن تحل المشكلة، وأن تحقيق الحل السياسي عبر المفاوضات يمثل الطريق الوحيد للخروج من الأزمة. وقد أجرت الحكومة السورية والمعارضة جولتين من المفاوضات، في إطار مؤتمر جنيف لغاية الآن، حيث أعرب كلاهما عن رغبته في مواصلة المفاوضات، على الرغم من وجود خلافات وصعوبات، وهذا ليس أمرا سهل المنال. كما قلتُ في مؤتمر «جنيف 2»، يجب أن يكون الحوار والتفاوض عملية متواصلة تستلزم جهودا مستمرة من دون انقطاع، إذ إنه من المستحيل التعويل على مؤتمر أو اثنين لفك عقدة الكراهية التي تراكمت خلال الاشتباكات الدموية الدائرة منذ ثلاث سنوات. كما يجب على المجتمع الدولي تشجيع الطرفين السوريين على إجراء الجولة الثالثة من المفاوضات في أسرع وقت ممكن وفقا لروح بيان اجتماع جنيف، والاستمرار في المفاوضات حتى الخروج بالنتائج وإيجاد «الطريق الوسط» الذي يراعي هموم الطرفين ويحظى بقبول لدى جميع الأطراف، بما يحقق السلام للبلاد، ويضمن مستقبل الشعب.
إننا كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ندرك تماما مسؤوليتنا والتزاماتنا في الحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين. وإن موقفنا من المسألة السورية موضوعي ومنصف وجدي ومدروس، وجوهره يتمثل في: أولا، ضرورة الحفاظ على المقاصد والمبادئ لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، خاصة مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية بوصفه إحدى مسلمات العلاقات الدولية.
ثانيا، ضرورة الحفاظ على الاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي للبلدان، فهو أساس النظام الدولي.
ثالثا، ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وحماية المصلحة الأساسية والبعيدة المدى للشعب السوري، وذلك من ثوابت سياستنا تجاه منطقة الشرق الأوسط.
على مدى ثلاث سنوات، بذلنا جهودا دؤوبة، سواء في الدفع باتجاه حل سياسي أو باتجاه تدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا، أو تقديم المساعدات الإنسانية. شاركنا بشكل نشط في مؤتمر جنيف ومؤتمر جنيف 2، ولعبنا دورا بناء فيهما. وحافظنا على الاتصال مع جميع الأطراف السورية بأشكال مختلفة، ناصحين بالتصالح ومشجعين على التفاوض. كما شاركنا بنشاط في أعمال تدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا، وفي هذه اللحظة بالذات، تقوم السفن العسكرية الصينية بحراسة النقل البحري للأسلحة الكيماوية في سوريا، في البحر الأبيض المتوسط. ونتابع الأوضاع الإنسانية في سوريا باهتمام بالغ. ونشاطر الشعب السوري معاناته. وبذلنا جهودا كبيرة لدفع مجلس الأمن الدولي إلى تبني القرار بشأن القضية الإنسانية في سوريا بالإجماع. وفي الوقت نفسه، قدمنا دفعات عديدة من المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري واللاجئين السوريين في الخارج، عبر قنوات مختلفة. كل هذه الجهود تهدف إلى إيجاد حل سياسي للمسألة السورية، وإعادة السلام والأمان إلى الشعب السوري.
* كيف يقيم الجانب الصيني عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل وآفاقها؟ وما الدور الصيني في هذا الصدد؟
- جرى استئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل في السنة الماضية، وهذا أمر جيد جدا. لكن مع تطرق المفاوضات إلى المسائل الجوهرية، زادت الصعوبات. قد اتخذ الجانب الفلسطيني موقفا مرنا وعمليا من أجل استمرار المفاوضات، فنأمل من الجانب الإسرائيلي تجنب وضع مواضيع جديدة في جدول أعمال المفاوضات، وجعل أقواله وأفعاله وخطواته تعزز من القوة المساندة وتقلل من القوة المقاومة، بما يضمن تقدم المفاوضات وعدم انحرافها. كما يجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف منصف وعادل، والعمل على بذل جهود سلمية سعيا إلى تحقيق تقدم جوهري في المفاوضات في وقت قريب.
إننا كأصدقاء لفلسطين ولجميع الدول العربية، حافظنا على دعمنا الثابت لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، وندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتلعب بلادنا باستمرار دورا إيجابيا في حل القضية الفلسطينية، إذ اتخذت، منذ العام الماضي، سلسلة من الخطوات المهمة في اتجاه النصح بالتصالح والحث على التفاوض، وفي مقدمتها الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع لتسوية القضية الفلسطينية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ، خلال مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حين زار الصين، التي تكتسب أهمية كبيرة في بلورة التوافق الدولي حول تعزيز السلام.
وفي نهاية العام الماضي، زرت فلسطين وإسرائيل، حيث بذلت مزيدا من الجهود لدى الطرفين وفقا لـ«الرؤية ذات النقاط الأربع» للرئيس شي جينبينغ. وقلت لهما إن الاعتراف المتبادل بحق الوجود للجانب الآخر هو شرط مسبق للمفاوضات، وإن المراعاة المتبادلة لهموم الجانب الآخر عنصر لا غنى عنه، وإن التفكير في مكان الجانب الآخر سبيل إيجابية لدفع المفاوضات. أعتقد أنه إذا استطاع الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي ترجمة هذه النقاط الثلاث على أرض الواقع، فسيكون هناك أمل بنجاح المفاوضات.
لقد ظلت فلسطين ومعها الدول العربية متمسكة جميعا بمفاوضات السلام كخيار استراتيجي، ونحن نقدر ذلك تقديرا عاليا. إن حل القضية الفلسطينية يتطلب جهودا مشتركة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك حشد عقول وجهود المجتمع الدولي. إن الصين حريصة على توفير المزيد من «الطاقة الإيجابية» لدفع مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، ومشاركة الأطراف كافة في بذل جهود دؤوبة لتحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية في أقرب وقت.
* كيف تنظرون إلى العلاقات الصينية - الأميركية حاليا، لا سيما بعد لقاء رئيسي البلدين، الذي ركز على التنافس في المحيط الهادي وبرنامج كوريا الشمالية النووية والأمن الإلكتروني؟
- في يونيو (حزيران) الماضي، عقد الرئيس شي جينبينغ والرئيس أوباما لقاء تاريخيا في منتجع اننبيرغ بولاية كاليفورنيا الأميركية، وتوصلا إلى توافق مهم حول إقامة نمط جديد من العلاقات بينهما كدولتين كبيرتين. وهذا خيار استراتيجي اتخذته كل من الصين والولايات المتحدة بشكل مشترك، وتعهد جدي قطعه الطرفان أمام العالم بعد الاطلاع على الظروف العالمية والوطنية، وزخم تطور العلاقات الصينية - الأميركية. كما يعبر هذا عن عزم الصين والولايات المتحدة على كسر ما يُسمى بـ«الفخ التاريخي»، المتمثل في انزلاق العلاقات بين الدول الكبرى إلى المواجهة والمجابهة، وشق طريق جديد في عصر العولمة يخلو من المواجهة، أو المجابهة، ويقوم على الاحترام المتبادل والتعاون والكسب المشترك.
لقد شهد التعاون بين الصين والولايات المتحدة تطورات جديدة ومستمرة في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والمحلية والإنسانية والثقافية والطاقوية والبيئية وغيرها، في ظل التوافق المهم بين رئيسي البلدين. ويبقى البلدان على تواصل وتنسيق فعالين حول القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، وملف إيران النووي، والمسألة السورية، والتغير المناخي، وأمن الإنترنت وغيرها. ويعمل الجانبان على إقامة منظومة التفاعل الإيجابي، التي يغلب فيها التعاون على المنافسة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، حتى تصبح هذه المنطقة حقولا تجريبية لإقامة علاقات من نوع جديد بين الدول الكبيرة. ويمكن القول إن العلاقات بين البلدين مقبلة على فرص جيدة لتحقيق المزيد من التطور. الصين والولايات المتحدة دولتان كبيرتان تختلفان في النظام الاجتماعي والتاريخ والثقافة، وتعيشان مراحل مختلفة على مستوى التنمية، لذا توجد خلافات، وحتى مشاكل وتحديات في العلاقات بينهما بطبيعة الحال، ويتطلب هذا معالجة مدروسة وسليمة من الجانبين.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ35 لإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة. وخلال هذه الفترة، تحقق العلاقات تقدما تاريخيا، وفي الوقت نفسه، مرّت العلاقات بتعرجات وصعوبات كثيرة. إن أهم ما يمكن استنتاجه من هذه التجارب، ضرورة احترام المصالح الجوهرية، والانشغالات الكبرى، والسيادة، وسلامة الأراضي لبعضهما البعض. وكذلك احترام النظام الاجتماعي والطريق التنموي اللذين اختارهما الجانب الآخر، وإلا تعرضت علاقات البلدين للتشويش والأضرار. إننا على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الجانب الأميركي، والتمسك بكل ثبات بإقامة نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى بوصفه الاتجاه الصحيح، والعمل على تعزيز التواصل والتنسيق والتعاون في المجالات كافة، وإيجاد حلول ملائمة للخلافات والملفات الحساسة، بما يدفع العلاقات الصينية - الأميركية إلى تحقيق تطور صحي ومستقر ومستمر لما فيه الخير للشعبين وشعوب العالم.
* سؤال أخير، ما تعليقكم على التوتر الذي تشهده العلاقات الصينية - اليابانية؟
- هذا التوتر غير مرغوب فيه. غير أنه جاء نتيجة خطوات استفزازية متكررة من جانب اليابان، تمس قضايا تاريخية، وكذلك قضية جزر دياويوي. قبل فترة ليست بعيدة، أصرت القيادة اليابانية على القيام بزيارة مبايعة لمعبد ياسوكوني الذي يقدس أرواح مجرمي الحرب العالمية الثانية، ضاربة بمعارضة شعوب مختلف الدول عرض الحائط، الأمر الذي لا يدمر الأسس السياسية للعلاقات الصينية - اليابانية بشكل خطير، ويجرح مشاعر الشعب الصيني وحسب، بل يمس بالثقة المتبادلة بين دول المنطقة على المستويين السياسي والأمني والسلام والاستقرار في المنطقة، وأثار الحذر والحيطة لدول الجوار في آسيا والمجتمع الدولي.
نحن نتمسك بالوسائل السلمية، ونلتزم سياسة الصداقة والشراكة مع دول الجوار. وندعو دائما إلى تطوير علاقات الصداقة والتعاون وحسن الجوار بين بلادنا واليابان، على أساس المبادئ الواردة في الوثائق السياسية الأربع بين البلدين، وبروح الاستفادة من عِبَر التاريخ، ونتوجه نحو المستقبل. وقد بذلنا ونبذل، منذ وقت طويل، جهودا جبارة من أجل تطوير علاقاتنا بطوكيو بطريقة صحية ومستقرة. ونحث الجانب الياباني على تصحيح موقفه من القضايا المتعلقة بالتاريخ والأراضي الإقليمية، والكف عن القيام بخطوات استفزازية، وتغيير نهجه، وكسب ثقة دول الجوار الآسيوية، من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة، ولعب دور بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.



السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود

استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)
استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)
TT

السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود

استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)
استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)

استقبلت السعودية، الخميس، أولى طلائع حجاج بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج لهذا العام 1445هـ، وكذلك القادمون ضمن مبادرة «طريق مكة»، حيث استقبل مطار الملك عبد العزيز في جدة أولى رحلات المستفيدين من المبادرة من بنغلاديش، في حين استقبل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة أولى الرحلات القادمة من تركيا وباكستان.

السفير السعودي في بنغلاديش يودّع الحجاج (واس)

واستقبلت جوازات مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من جمهورية أفغانستان، وكان في استقباله السفير البنغلاديشي لدى المملكة الدكتور محمد جاويد باتواري، وقائد قوات الجوازات للحج اللواء الدكتور صالح بن سعد المربع، والرئيس التنفيذي لشركة مطارات جدة المهندس مازن بن محمد جوهر، ووكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج الدكتور عايض الغوينم.

إنهاء سريع للإجراءات منذ لحظة وصول الحاج للأراضي السعودية (واس)

كما استقبل سفير باكستان لدى السعودية السفير أحمد فاروق، والقنصل العام الباكستاني بجدة خالد مجيدزن، الحجاج من باكستان، والذين يقدَّر إجمالي عددهم لموسم الحج، هذا العام، بنحو 179210 حجاج. وسيؤدي نحو 50 في المائة من إجمالي الحجاج الباكستانيين المناسك تحت مظلة الحج الحكومي، بينما يؤديها البقية عبر الشركات الخاصة.

وأكدت «الجوازات» تسخير إمكاناتها كافة؛ لتسهيل إجراءات دخول الحجاج من خلال دعم منصات المنافذ الدولية الجوية والبرية والبحرية بأحدث الأجهزة التقنية التي يعمل عليها كوادر بشرية مؤهلة بلغات ضيوف الرحمن، في حين سيصل تباعاً، اليوم، رحلات المستفيدين من مبادرة طريق مكة، من مملكة ماليزيا، وتركيا.

واستقبلت شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية،، أول فوج لضيوف الرحمن من الحجاج القادمين من جنوب أفريقيا، والبالغ وعددهم 49 حاجاً، وأبدى رئيس مجلس إدارة الشركة، الدكتور أحمد عباس سندي، سعادته الغامرة بوصول أول أفواج ضيوف الرحمن.

حفاوة في استقبال الحجاج بكل المنافذ السعودية (واس)

وكان في استقبال الحجاج بمقر إقامتهم في مكة المكرمة فريق شركة «إثراء الخير»، برئاسة الدكتور محمد زواري، ومديرو الفروع محمد خالد علوي، ووليد خالد علوي، وعلي عادل علوي، وتضمّن الاستقبال تقديم هدايا تذكارية للحجاج.

وللعام السادس، تُواصل وزارة الداخلية تنفيذ مبادرة «طريق مكة» ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن؛ أحد برامج «رؤية السعودية 2030»، وذلك عبر صالات مخصصة في 11 مطاراً بـ7 دول هي المغرب، وإندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وبنغلاديش، وتركيا، وكوت ديفوار.

وتهدف مبادرة «طريق مكة» إلى توفير خدمات نقل ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها إلى المملكة، ويشمل ذلك استقبالهم وإنهاء إجراءاتهم في بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار تأشيرة الحج إلكترونيّاً، وأخذ الخصائص الحيوية، مروراً بمهام المديرية العامة للجوازات لإنهاء إجراءات دخول المملكة من مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، والانتقال مباشرة إلى الحافلات؛ لإيصالهم إلى مقار إقامتهم بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الشريكة إيصال أمتعتهم إليها.

تقديم الرعاية للحجاج منذ لحظة وصولهم (واس)

وتنفذ وزارة الداخلية المبادرة في عامها السادس، بالتعاون مع وزارات «الخارجية، والصحة، والحج والعمرة، والإعلام»، والهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، في حين سجلت المبادرة منذ انطلاقها في 2017 خدمة (617756) حاجاً.

من جهتها أطلقت وزارة الحج والعمرة في السعودية مؤخراً بطاقة «نسك»، والتي سيجرى العمل بها، خلال حج هذا العام، في إطار سعيها المتواصل لتوفير كل ما من شأنه راحة ضيوف الرحمن والاستفادة من الإمكانات التقنية لتسهيل رحلتهم الإيمانية. وتتيح البطاقة، التي تتوفر أيضاً بنسخة رقمية على تطبيقيْ «نسك» و«توكلنا»، للحجاج الاستفادة من مجموعة واسعة من المزايا والخدمات.

استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)

كما حذّرت الوزارة، في وقت سابق، الراغبين في أداء المناسك من الوقوع ضحية الحملات الوهمية التي تعلن خدماتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة متابعتها باستمرار تلك الإعلانات، وتأمل في تعاون الجميع بالإسهام في مكافحتها والإبلاغ عنها، والالتزام بالأنظمة والقوانين.

كبار العلماء

من جانبها، قالت «هيئة كبار العلماء»، إن الالتزام باستخراج التصريح مستند إلى ما تقرره الشريعة من التيسير ‏على العباد، في القيام بعبادتهم وشعائرهم، ورفع الحرج عنهم، مبيّنة أن الإلزام به جاء لتنظيم العدد بما يمكّن الجموع الكبيرة من أداء الشعيرة بسكينة وسلامة.

ورود وترحيب حارّ بضيوف الرحمن في المطارات السعودية (واس)

وأضافت، في بيان، أن الالتزام باستخراجه يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، حيث ترسم الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج خطة الموسم بجوانبها المتعددة؛ الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، والخدمات الأخرى، وفق الأعداد المصرَّح لها، وكلما توافق معها عدد الحجاج كان ذلك محققاً لجودة خدماتهم، ويدفع ما يعوق تنقلاتهم وتفويجهم، ويقلل مخاطر الازدحام والتدافع.

وأشارت الهيئة إلى أن الضرر المترتب على الحج دون تصريح لا يقتصر على الحاج، وإنما يتعدى إلى غيره من الملتزمين بالنظام، ومن المقرر شرعاً أن الضرر المتعدي أعظم إثماً من الضرر القاصر، مؤكدة أن الالتزام به هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، و«لا يجوز الذهاب للحج دون أخذه، ويأثم فاعله؛ لما فيه من مخالفة أمر ولي الأمر الذي ما صدر إلا تحقيقاً للمصلحة العامة».


ولادة الحكومة الكويتية تنتظر «الوزير المحلّل»

شبح الحلّ يحوم فوق مجلس الأمة الكويتي (كونا)
شبح الحلّ يحوم فوق مجلس الأمة الكويتي (كونا)
TT

ولادة الحكومة الكويتية تنتظر «الوزير المحلّل»

شبح الحلّ يحوم فوق مجلس الأمة الكويتي (كونا)
شبح الحلّ يحوم فوق مجلس الأمة الكويتي (كونا)

تزداد في الكويت أجواء التشاؤم، مع اقتراب موعد الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، التي حدِّدت بمرسوم أميري لتُعقد يوم الثلاثاء المقبل (14 مايو - أيار الجاري)، في ظلّ عدم قدرة رئيس الوزراء المكلف (حتى الآن) على إقناع أيٍّ من نوّاب مجلس الأمة بالمشاركة في حكومته.

ومُنح رئيس الوزراء الجديد الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح مزيداً من الوقت، حيث أُجِّل عقد الجلسة الافتتاحية إلى 14 مايو الجاري، رغم أن أغلبية أعضاء المجلس عقدوا جلسة افتتاحية «شكلية» في 21 أبريل (نيسان) الماضي. وعيِّن الشيخ محمد العبد الله في 15 أبريل (نيسان) الماضي، رئيساً لمجلس الوزراء وكلِّف بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة، وذلك بعد اعتذار رئيس حكومة تصريف الأعمال الشيخ محمد صباح السالم الصباح عن عدم تشكيل الحكومة المقبلة، بعد أيام من تقديمه استقالة حكومته إلى أمير البلاد في السادس من أبريل الماضي، على أثر إعلان نتائج الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد في الرابع من الشهر نفسه.

واقعياً، حسب الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي، «لا يوجد نصّ يُلزم رئيس الوزراء المكلف مدة زمنية لتشكيل الحكومة»، لكن موعد انعقاد جلسة مجلس الأمة، هو الذي لا يمكن تأجيله. وفي هذه الحالة، حسب الفيلي لـ«الشرق الأوسط»، «حكومة تصريف العاجل من الأمور يمكنها أن تحضر... لكننا سندخل وقتها في مرحلة جديدة من الإنهاك السياسي».

ويضيف: «الكرة في ملعب الحكم؛ هل يلعب بِنَفَسٍ طويل، بأن يسمح للمجلس بالانعقاد ويقوم بتكوين لجانه، ثم ينسحب ليفسح الوقت لمزيد من المفاوضات... أو يختار حلّ المجلس».

البحث عن «وزير محلّل»

يتوقف تشكيل الحكومة في الكويت، على وجود ما يسمى بـ«الوزير المحلل»، حيث ينصّ الدستور في المادة (56) على أن «يكون تعيين الوزراء من أعضاء مجلس الأمة ومن غيرهم»، وجرى العرف على أن يكون واحد (على الأقل) من أعضاء مجلس الأمة المنتخبين عضواً في مجلس الوزراء، ليصبح «الوزير المحلل»، ويحتفظ هذا الوزير بمنصبه في السلطتين التشريعية والتنفيذية.

لكن حتى الآن لم يُبدِ أي نائب في البرلمان المنتخب موافقته على دخول التشكيلة الحكومية، في حين ذكرت أنباء أن عدداً من النواب فوتحوا لدخول الحكومة ولكنهم عبَّروا عن رفضهم لهذا المقترح.

وبسبب الأداء الحكومي خلال السنوات الماضية، والعلاقة المتأزمة مع البرلمان، وبسبب فشل عديد من المشاريع الإنمائية، يرى عدد كبير من النواب أن العمل في الحكومة يمثل بالنسبة إليهم «محرقة سياسية»، خصوصاً مع النتائج السلبية في الانتخابات التي حصدها مرشحون كانوا وزراء سابقين قياساً إلى النتائج المرتفعة التي كانوا يحققونها بعيداً عن مقاعد الحكومة.

ما الحلّ؟

ورغم أن الشدّ والجذب بين رئيس الوزراء المكلف وأعضاء مجلس الأمة المنتخبين بشأن قبولهم الانضمام إلى حكومته، ومنحها شرعية التشكيل، فإنه لم يحدث مسبقاً أن أُغلق الباب نهائياً أمام دخول «الوزير المحلل» في التشكيلة الحكومية، في هذه الحالة النادرة يمكن أن تواجه البلاد مأزقاً سياسياً ربما يقود إلى حلّ مجلس الأمة والدعوة لانتخابات جديدة، كما يمكن -حسب خبراء قانونيين- أيضاً اللجوء لعزل الرئيس المكلف واختيار رئيس وزراء جديد قادر على الاتفاق مع المجلس النيابي.

الخبير الدستوري الكويتي الدكتور محمد الفيلي

وبرأي الخبير الدستوري الكويتي الدكتور محمد الفيلي، فإنه إذا تعذر حتى موعد انعقاد جلسة مجلس الأمة (14 مايو الجاري) تشكيل الحكومة الجديدة بما يتضمن وجود «الوزير المحلل» بطبيعة الحال، فإنه يلزم عقد الجلسة، وفي هذه الحالة يتعين على حكومة تصريف الأعمال حضور الجلسة، حيث يعد حضور الأمير افتتاح الجلسة الأولى من دور الانعقاد من ضمن المتطلبات الدستورية للافتتاح، ويمكنه وفق حكم المادة 104 من الدستور أن ينيب عنه رئيس مجلس الوزراء، وهذا شرط لانعقاد الجلسة الأولى من دور الانعقاد المقبل.

ويوضح الفيلي قائلاً: «حكومة تصريف العاجل من الأمور هي ابتداءً (حكومة)، وهذا يعني أنها تمارس كل الاختصاصات المنوطة بالحكومة، ولكن الوصف اللاحق بها، وهو تصريف العاجل من الأمور، يقود منطقياً لحصر اختصاصاتها في هذا الإطار، وحيث إن استقالة الحكومة لا تعني انعدام وجودها كجهاز، خصوصاً أن مبرر العاجل من الأمور ينطلق كذلك من القاعدة الدستورية التي توجب حضور الحكومة في جلسات المجلس. للمشاركة في أعمال المجلس أو على الأقل فيما هو مهم جداً لاستمرار السلطة التشريعية في ممارسة دورها».

من الخيارات الممكنة، برأي الفيلي، منح رئيس الوزراء المكلف مهلة إضافية، لكي يتمكن من تشكيل حكومته وفق الاشتراطات الدستورية. كما يمكن للأمير (رئيس الدولة) إقالة رئيس الوزراء المكلف، وتعيين رئيس مجلس وزراء جديد، لديه القدرة على التعامل مع أعضاء مجلس الأمة.

من الخيارات، حسب الفيلي، أن يلجأ الأمير إلى حلّ مجلس الأمة، لكي يختار الناخبون مجلساً جديداً يمكنه التعاون مع رئيس الوزراء في تشكيل الحكومة، وهذا الرأي الدستوري يوافق ما ذهب إليه قانونيون دستوريون في الكويت، مع تباين في ترجيح المخارج الممكنة لهذه الأزمة.

النواب: الأزمة أبعد من قضية «وزير محلل» (الشرق الأوسط)

نواب: أبعد من «وزير محلل»

في هذا الوقت عقد عدد من النواب اجتماعاً (اليوم الخميس) في مجلس الأمة دعوا فيه رئيس الوزراء المكلف للأخذ بعين الاعتبار النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الأخيرة في الرابع من أبريل الماضي، وأوضح النائب عبد الهادي العجمي، أن ثمانية أعضاء اجتمعوا (الخميس) في مكتبه في مجلس الأمة لبحث استحقاقات المرحلة المقبلة.

وقال العجمي: «يجب أن يكون تشكيل الحكومة وفقاً لاتجاهات وعناصر المجلس الجديد... وإذا لم يلتزم رئيس الوزراء، فالنواب المجتمعون سيستخدمون كل أدواتهم الدستورية».

قبل ذلك، قال النائب عبد الكريم الكندري في منشور عبر «إكس»: «إن رئيس الوزراء الذي لا يستطيع استكمال تشكيل الحكومة رغم حصوله على مدة لم يحصل عليها غيره هو من يجب أن يُعفى، لا أن يتم الدفع أو التحريض على حل مجلس الأمة الذي لم يقسم أعضاؤه حتى الآن»، مشيراً إلى أن «الشعب لا يتحمل فشل رئيس الحكومة. واستسهال الحل لا يختلف عن تعليق الدستور».

أما النائب فايز الجمهور فقال: «لا أحد يعرف إلى أين الكويت ذاهبة»، ومضى يقول عبر منصة «إكس»: «حالة إحباط كبيرة في وسط الشعب الكويتي بسبب تأخير التشكيل الحكومي وتعطيل مصالح المواطنين. البلد شبه منشلّ؛ مشاريع تنموية معطلة، لا قيادات، لا رؤية، لا هدف، لا خطة لا فريق عمل حكومي، لا أحد يعرف إلى أين الكويت ذاهبة للأسف».

أما النائب عبد العزيز الصقعبي، فقال: «إن المشكلة ليست في الوزير المحلل... بل في غياب الرؤية والمشروع، وفي حكومة ضعيفة بلا صلاحيات، ووزراء لا يستطيعون اتخاذ أبسط القرارات في وزاراتهم. نحن نعاني أزمة ثقة في استقرار المشهد السياسي».

النائبة جنان بوشهري، دعت رئيس الوزراء المكلف الشيخ أحمد العبد الله، أو رئيس السن النائب صالح عاشور، إلى توجيه الدعوة لاجتماع نيابي - حكومي موسَّع يشارك به رئيس الوزراء المكلف وفريقه، وأعضاء مجلس الأمة، لحسم أي خلاف –إن وُجد– وعرض أي تحفظات من أي جانب فيما يتعلق بالوزير المحلل.

وقالت بوشهر: «إن كان منصب الوزير المحلل هو المعضلة في تشكيل الوزارة فإن الحوار المشترك بين رئيس الوزراء المكلف وفريقه وأعضاء مجلس الأمة كفيل بالخروج منها بنتيجة إيجابية، للمحافظة على الإجراءات الدستورية ومواعيدها».

لكنَّ النائب محمد جوهر حيات كشف عن أن العدد الأكبر من نواب مجلس الأمة لم يُفاتحوا لدخول التشكيلة الوزارية، وقال حيات في حلقة نقاشية نظمتها الحركة الكويتية التقدمية بعنوان «القوانين المقيدة للحريات»: «كل يوم يبتدعون قضية يشغلون فيها البرلمان، واليوم بدأوا في قضية الوزير المحلل ويصرون على أن النواب لا يريدون أن يكونوا محللين، ولم يتحدثوا سوى مع عدد قليل لا يتجاوز ستة أعضاء وبعضهم طلب مهلة للردّ وهناك 44 نائباً لم يكلمهم أحد عن الوزارة».


فيصل بن فرحان ومحمد مصطفى يبحثان تطورات غزة ورفح

الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض (الخارجية السعودية)
TT

فيصل بن فرحان ومحمد مصطفى يبحثان تطورات غزة ورفح

الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض (الخارجية السعودية)

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، المستجدات في فلسطين، لا سيما التطورات في قطاع غزة ومدينة رفح.

واستعرض الجانبان خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان لمصطفى، في الرياض، سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وناقشا أولويات الحكومة الفلسطينية وبرنامج عملها.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى لدى وصوله إلى الرياض (الخارجية السعودية)

كان مصطفى قد وصل إلى الرياض مساء الأربعاء، في زيارة للمملكة هي الثانية منذ توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية خلال مارس (آذار) الماضي، واستقبله في مطار الملك خالد الدولي، المهندس وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي.


نيودلهي تؤكد شراكتها الاستراتيجية مع الرياض وتكشف عن نشرها 12 سفينة حربية في البحر الأحمر

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)
موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)
TT

نيودلهي تؤكد شراكتها الاستراتيجية مع الرياض وتكشف عن نشرها 12 سفينة حربية في البحر الأحمر

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)
موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)

أكد موكتيش بارديشي، مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية، التزام بلاه الشراكة الاستراتيجية مع السعودية، لافتاً إلى أن حصة الحجاج الهنود لهذا العام بلغت أكثر من 175 ألف نسمة.

وأشار إلى أن نيودلهي نشرت أكثر من 12 سفينة حربية شرق البحر الأحمر لتوفير الأمن ضد القراصنة، مشدداً على قلق الهند البالغ إزاء التهديدات الحوثية للملاحة البحرية.

لقاءات ناجحة

بارديشي تحدث إلى «الشرق الأوسط» عن أهداف زيارته الرياض ومضامين اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين السعوديين، وقال: «تأكيداً لالتزامنا الازدهار المتبادل والتعاون بمختلف المجالات، شاركتُ في سلسلة لقاءات مكثفة في الرياض، بغية تعزيز العلاقة طويلة الأمد والشراكة متعددة الأوجه بين الهند والمملكة من جانب، وبين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي من جانب آخر».

وأوضح أنه بحثت مع نائب وزير الحج، الدكتور عبد الفتاح مشاط، «الترتيبات اللوجيستية وتطويرات البنية التحتية لضمان تجربة حج سلسة ومريحة لحجاجنا، وكجزء من حصة الحج لعام 2024، سيبدأ إجمالي 175.025 ألف حاج هندي رحلتهم الروحانية إلى المملكة»، إضافةً إلى بحث أوضاع الجالية الهندية بالسعودية، التي يبلغ عددها 2.4 مليون نسمة، وسبل الاستفادة من المبادرات المستقبلية، التي تهدف إلى تحسين رفاهيتهم بشكل عام واندماجهم داخل المجتمع السعودي.

شراكات استراتيجية

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)

ولفت إلى أنه ناقش مع الدكتور سعود الساطي، نائب الوزير للشؤون السياسية بالخارجية السعودية، سبل تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون في المسائل ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب استكشاف سبل التعاون الاقتصادي، ومع الدكتور رعد البركاتي، الرئيس والمدير التنفيذي للمركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية، فرص الاستثمار بمجالات البنية التحتية ونقل التكنولوجيا.

وناقش أيضاً مع مساعدَي الوزراء لشؤون الكهرباء والبترول والغاز د.ناصر القحطاني ومحمد إبراهيم على التوالي، التعاون في مجال الطاقة.

وبحث المسؤول الهندي مع الدكتور عبد العزيز العويشق، الأمين العام المساعد لدول مجلس التعاون الخليجي، تعزيز العلاقات الهندية - الخليجية، وتوسيع التعاون بمجالات التجارة والأمن والتبادل الثقافي.

العلاقات السعودية - الهندية

وقال بارديشي: «منذ الاستقلال، تطورت العلاقات الهندية - السعودية إلى شراكة استراتيجية متعددة الأوجه، وذات منفعة متبادلة، تشمل التبادلات الثقافية والتعاون الدفاعي والأمني ​​والتجارة والاستثمارات والرعاية الصحية والتكنولوجيا وأمن الطاقة والأمن الغذائي».

وأضاف: «حصلت العلاقات الثنائية على مزيد من الزخم مع زيارات رئيس وزرائنا للمملكة في عامي 2016 و2019، وزيارات ولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، للهند في عام 2019، حيث أُنشئ مجلس الشراكة الاستراتيجية الهندية - السعودية».

وأشار بارديشي إلى زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، الهند من 9 إلى 11 سبتمبر (أيلول) 2023 للمشاركة في قمة قادة مجموعة العشرين، واصفاً الزيارة بأنها «تاريخية وحققت نجاحاً هائلاً، إذ عززت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خصوصاً أنه خلال الزيارة جرى توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات مختلفة من الجانبين في مختلف المجالات، فكانت زيارة ولي العهد السعودي للهند».

وقال: «نرى أن (رؤية المملكة 2030) توفر فرصاً هائلة توسع الشراكة الهندية - السعودية، تشمل الطاقة المتجددة والصحة والإسكان والسياحة والزراعة والأمن الغذائي وتصنيع الأغذية، والخدمات اللوجيستية، وتنمية المهارات، والفضاء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات... تعد (رؤية 2030) مكمِّلة لسياسات الهند الخاصة مثل (صنع في الهند)، و(الهند الرقمية)، و(الهند الناشئة)».

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)

وتابع: «كان الإعلان عن مشروع الممر بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEEC) خلال زيارة ولي العهد السعودي، بمثابة حدث تاريخي، سيوفر فرصاً في مجالات الاتصال والخدمات اللوجيستية والطاقة والبيانات، ويعزز تعاوننا الاقتصادي، وسنحافظ على الزخم والعمل على إبرام الاتفاقات الأولية في المجال».

التجارة والاقتصاد

شدد مساعد وزير الخارجية الهندي على أن بلاده تعد ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، في حين أن المملكة هي رابع أكبر شريك تجاري للهند، مبيناً أن قيمة التجارة البينية، تبلغ نحو 52.75 مليار دولار (2022 - 2023)، بينما بلغت قيمة الصادرات الهندية إلى المملكة 11.56 مليار دولار بين عامي 2023 و2024.

ووفق بارديشي، فإن السعودية تعدّ شريكاً رئيسياً للهند في ضمان أمن الطاقة، مبيناً أن المملكة كانت ثالث أكبر مصدر للنفط الخام للهند في فترة 2022 - 2023.

وأضاف بارديشي: «كان التركيز سابقاً على الطاقة المتجددة. والعام الماضي وقَّع البلدان اتفاقية بشأن الاتصال بالشبكة، والتطوير المشترك للمشاريع، والإنتاج المشترك للهيدروجين الأخضر النظيف والطاقة المتجددة».

ولفت إلى أن قطاع الطاقة أسهم في تنويع سلة التجارة، وتضاعفت صادرات الهند على مدى السنوات الخمس الماضية، وتشمل المواد الغذائية، والمنسوجات، وقطاع السيارات والآلات، مشيراً إلى المشاريع المشتركة، وتبادل الابتكار.

العلاقات الاستثمارية

وأكد بارديشي أن الشركات الهندية استثمرت في المملكة بمجالات الإدارة والاستشارات والإنشاءات والاتصالات السلكية واللاسلكية، إلى جانب تكنولوجيا المعلومات والخدمات المالية والأدوية، فيما استقبلت بلاده استثمارات صندوق الاستثمارات العامة؛ وبعض الشركات المملوكة للدولة والخاصة.

وقال: «تتمتع الهند بقطاع الشركات الناشئة النابض بالحياة، حيث قررنا مؤخراً تعميق تعاوننا في هذا القطاع، من خلال إطلاق جسر للشركات الناشئة»، مشيراً إلى أن اتفاقية ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا تعزز مجالات الاتصال والمواصلات والخدمات اللوجيستية، وتغيّر قواعد اللعبة لربط ثلاث قارات.

التجربة الهندية في خضمّ التهديدات الحوثية

وحول الموقف الهندي من التهديدات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، قال بارديشي: «تشكل الهجمات على السفن التجارية مصدر قلق للهند، ما يؤثر في الروابط التجارية ويعرِّض حياة البحارة للخطر، ولذا تدعم الهند مبدأ حرية الملاحة في البحر الأحمر».

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)

ووفق بارديشي، فإن الهند تراقب عن كثب التطورات في المنطقة، إلى جانب التحذيرات الأمنية لمختلف وكالات الشحن للتعامل مع أي هجوم محتمَل، ولذا تحافظ البحرية الهندية على وجود قوي في خليج عدن والمحيط الهندي لمساعدة السفن التجارية على المرور الآمن.

وأوضح أن بلاده نشرت أكثر من 12 سفينة حربية شرق البحر الأحمر لتوفير الأمن ضد القراصنة، حيث حقّق أفراد البحرية الهندية، بما في ذلك قوات الكوماندوز الخاصة، مع عديد من السفن والقوارب الصغيرة خلال الأشهر الماضية، وصعدوا على متن كثير من هذه السفن من أجل حماية حرية الملاحة في المياه الدولية.

وتابع بارديشي: «كانت هناك عدة حوادث جاءت فيها البحرية الهندية لإنقاذ سفن الشحن المعرَّضة للهجوم. وفي حادث وقع في يناير (كانون الثاني) 2024، استجابت المدمرة البحرية الهندية (INS Visakhapatnam) بنجاح لنداء استغاثة من السفينة التجارية (M.V.Genco Picardy) التي ترفع علم جزيرة مارشال، عقب هجوم بطائرة من دون طيار شنه الحوثيون».

وزاد: «في مارس (آذار) 2024، استولت القوات البحرية الهندية، بما في ذلك قوات الكوماندوز الخاصة، على سفينة شحن في بحر العرب اختطفها قراصنة صوماليون وأنقذت 17 من أفراد الطاقم. استسلم جميع القراصنة الخمسة والثلاثين، الذين كانوا على متن سفينة الشحن (MV Ruen) التي ترفع العلم المالطي، وجرى فحص السفينة بحثاً عن وجود أسلحة وذخائر وممنوعات غير قانونية».

وشرح بارديشي أن البحرية الهندية جاءت لإنقاذ الناقلة «MV Andromeda Star»، التي تعرضت لهجوم صاروخي من المسلحين الحوثيين بالقرب من اليمن في 26 أبريل (نيسان)، ونشرت البحرية الهندية المدمرة «INS Kochi» لمساعدة الناقلة، وأجرت استطلاعاً جوياً وأطلقت عملية للتخلص من الذخائر المتفجرة، موضحاً أن فريقاً لتقييم التهديد أبلغ عن سلامة جميع أفراد الطاقم الثلاثين، بمن في ذلك 22 هندياً.


مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» من بنغلاديش وماليزيا وباكستان

أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش إلى السعودية (واس)
أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش إلى السعودية (واس)
TT

مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» من بنغلاديش وماليزيا وباكستان

أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش إلى السعودية (واس)
أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش إلى السعودية (واس)

غادرت أولى رحلات ضيوف الرحمن المستفيدين من مبادرة «طريق مكة»، إلى السعودية من بنغلاديش الشعبية، وماليزيا وباكستان، ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030، الذي يهدف إلى إنهاء إجراءات ضيوف الرحمن من بلدانهم.

أولى الرحلات من باكستان الإسلامية عبر صالة المبادرة في مطار جناح الدولي بمدينة كراتشي (واس)

وغادرت أولى الرحلات من بنغلاديش عبر صالة المبادرة بمطار حضرة شاه جلال الدولي في العاصمة دكا، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بنغلاديش عيسى الدحيلان، ورئيس الطيران المدني مفيد الرحمن، كما غادرت رحلة من ماليزيا، عبر صالة المبادرة في مطار كوالالمبور الدولي، متجهة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة، كما غادرت رحلة من باكستان الإسلامية، عبر صالة المبادرة في مطار جناح الدولي بمدينة كراتشي، متجهة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة.

مبادرة طريق مكة إحدى مبادرات وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030 (واس)

يُذكر أن مبادرة طريق مكة إحدى مبادرات وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030؛ وتهدف إلى إنهاء إجراءات ضيوف الرحمن من بلدانهم، بدءاً من إصدار التأشيرة إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، ومروراً بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توفر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.

أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش عبر صالة المبادرة بمطار حضرة شاه جلال الدولي في العاصمة دكا (واس)


السعودية تدين اعتداء المستوطنين على مقر وكالة «الأونروا» في القدس

شعار وزارة الخارجية السعودية (الشرق الأوسط)
شعار وزارة الخارجية السعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تدين اعتداء المستوطنين على مقر وكالة «الأونروا» في القدس

شعار وزارة الخارجية السعودية (الشرق الأوسط)
شعار وزارة الخارجية السعودية (الشرق الأوسط)

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في القدس المحتلة، الذي تم تحت مراقبة ونظر شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت، في بيان لها: «تحمّل المملكة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تكرار هذه الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين العُزّل والعاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية»، مطالبة المجتمع الدولي بـ«العمل الجاد لوقف كل الانتهاكات القانونية والإنسانية ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة دون الالتزام بأبسط القوانين والأعراف الدولية».


محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان مستجدات الأزمة الأوكرانية - الروسية

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)
TT

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان مستجدات الأزمة الأوكرانية - الروسية

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

بحث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مستجدات الأزمة الأوكرانية - الروسية، والجهود الرامية لحلّها.

واستعرض الجانبان، خلال اتصال هاتفي، تلقاه ولي العهد السعودي من الرئيس الأوكراني، العلاقات الثنائية بين البلدين، وناقشا عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك.


السعودية تواصل تنفيذ مبادرة «طريق مكة» في 11 مطاراً بـ7 دول

جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)
جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)
TT

السعودية تواصل تنفيذ مبادرة «طريق مكة» في 11 مطاراً بـ7 دول

جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)
جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)

واصلت وزارة الداخلية السعودية تنفيذ مبادرة «طريق مكة» للعام السادس على التوالي عبر 11 مطاراً في 7 دول هي «المغرب وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وبنغلاديش وتركيا وكوت ديفوار»، وذلك ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج رؤية المملكة 2030.

وتهدف المبادرة إلى توفير خدمات نقل ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها إلى المملكة، ويشمل ذلك استقبالهم وإنهاء إجراءاتهم في بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار تأشيرة الحج إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، مروراً بمهام المديرية العامة للجوازات لإنهاء إجراءات الدخول إلى المملكة من مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، والانتقال مباشرة إلى الحافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الشريكة إيصال أمتعتهم إليها.

وتنفذ وزارة الداخلية السعودية المبادرة في عامها السادس بالتعاون مع وزارات «الخارجية والصحة والحج والعمرة والإعلام»، والهيئة العامة للطيران المدني وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن.

وأسهمت المبادرة في تقديم خدمات ذات جودة عالية لـ617 ألفاً و756 حاجاً في بلدانهم منذ إطلاقها عام 2017.


السعودية تضم 3 دول إلى قائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً»

مبنى وزارة السياحة السعودية (الشرق الأوسط)
مبنى وزارة السياحة السعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تضم 3 دول إلى قائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً»

مبنى وزارة السياحة السعودية (الشرق الأوسط)
مبنى وزارة السياحة السعودية (الشرق الأوسط)

ضمن جهود السعودية في تقديم تجربة سياحية لا تنسى لزوارها من مختلف دول العالم، أعلنت وزارة السياحة في البلاد، الأربعاء، انضمام مواطني 3 دول جديدة، هي «كومنولث جزر البهاما، وبربادوس، وغرينادا» إلى قائمة الدول التي يمكن لمواطنيها الحصول على تأشيرة زيارة المملكة إلكترونياً، ليصل بذلك عدد الدول إلى 66 دولة.

وتأتي الخطوة الجديدة امتداداً للجهود الرامية لتعزيز انفتاح المملكة وتواصلها مع العالم، بالإضافة لتحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030» المتعلقة بالنهوض بالقطاع السياحي، فهي تستهدف رفع أعداد السياح القادمين من الخارج إلى 70 مليون سائح بحلول العام 2030.

وبجانب مواطني الـ66 دولة، تتاح التأشيرة السياحية لـ7 فئات أخرى، وهم المقيمون في الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبي، وحاملو تأشيرات الزيارة الأميركية والبريطانية، وحاملو تأشيرات «الشنغن»، والمقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي كافة.

وتتيح التأشيرة السياحية لحاملها زيارة المملكة لأهداف السياحة أو العمرة خارج موسم الحج، وزيارة الأهل والأصدقاء، وحضور الفعاليات والمعارض والمؤتمرات، وتمنح المملكة تأشيرة المرور للمسافرين عبر الخطوط السعودية وطيران «ناس» الإقامة لمدة 96 ساعة في المملكة قبل إكمال الرحلة إلى وجهتهم النهائية.

وكانت وزارة السياحة قد أطلقت تأشيرة الزيارة في27 سبتمبر (أيلول) 2019، ضمن جهودها لإتاحة الفرصة أمام السياح والزوار من تلك الدول لاستكشاف ما تمتلكه المملكة من وجهات وإمكانات سياحية هائلة، والمشاركة في الفعاليات السياحية والترفيهية، والتعرف على الثقافة السعودية وتقاليدها الأصيلة.

وتعتزم وزارة السياحة المضي قدماً في التوسع بنظام تأشيرات الزيارة الإلكترونية ليشمل دولاً ومناطق إضافية، تزامناً مع عمليات التطوير والتوسع الجارية للبنية التحتية لقطاع السياحة في المملكة.


دعم سعودي للمنظمات الخيرية الدولية والأممية بـ10 ملايين دولار

المهندس أحمد البيز مساعد والطيب آدم عقب توقيع المذكرة في الرياض (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد والطيب آدم عقب توقيع المذكرة في الرياض (واس)
TT

دعم سعودي للمنظمات الخيرية الدولية والأممية بـ10 ملايين دولار

المهندس أحمد البيز مساعد والطيب آدم عقب توقيع المذكرة في الرياض (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد والطيب آدم عقب توقيع المذكرة في الرياض (واس)

وقّعت السعودية عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مذكرة دعم مالي مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبموجب هذه المذكرة سيتم تسليم تبرع بعض الفائزين في مسابقة «لاعبون بلا حدود» بنسختها الرابعة التي نظمها الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية 2023، بجوائزهم البالغة 10 ملايين دولار للمنظمات الخيرية الدولية والأممية.

وتأتي مذكرة الدعم المالي لمساعدة الأطفال في حالات الطوارئ والأزمات المهمشة في الصومال، وبنغلاديش وبوركينا فاسو، يستفيد منها 1.579.929 فرداً، بينما سيخصص مبلغ 5 ملايين و500 ألف دولار من التبرع لصالح منظمة (يونيسيف).

ويأتي ذلك في إطار سلسلة منظومة المشروعات الإنسانية والإغاثية التي تنفذها السعودية عبر ذراعها الإنسانية لدعم الفئات المحتاجة في جميع دول العالم. ووقّع المذكرة، المهندس أحمد البيز مساعد، المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج، والطيب آدم، ممثل منظمة «يونيسيف» في منطقة الخليج، في مقرّ المركز بالرياض الاثنين الماضي.