فرص الأسهم السعودية تجذب السيولة وتعزز الاستثمار

«البنك الأهلي» يغلق فرعيه في بيروت.. ومهلة جديدة لـ«جبل عمر»

فرص الأسهم السعودية تجذب السيولة وتعزز الاستثمار
TT

فرص الأسهم السعودية تجذب السيولة وتعزز الاستثمار

فرص الأسهم السعودية تجذب السيولة وتعزز الاستثمار

باتت الأسعار المنخفضة التي تسود سوق الأسهم السعودية خلال المرحلة الحالية أبرز أدوات جذب الاستثمار إلى السوق المالية المحلية، وذلك في وقت أعلنت فيه معظم الشركات المدرجة عن النتائج المالية المفصلة للعام المالي المنصرم 2015.
وعلى الرغم من انخفاض الأرباح المجمعة للشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية خلال العام المنصرم، فإن التراجع الحاد لمؤشر السوق، والذي بلغ أكثر من 40 في المائة خلال 12 شهرًا مضت، بات من أكثر العوامل التي تقود إلى انخفاض المكرر الربحي للسوق المالية، مما يعزز من فرصه الاستثمارية، ويدفع السيولة النقدية إلى التدفق والشراء.
وفي هذا الاتجاه، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات يوم أمس الخميس (آخر أيام تعاملات الأسبوع) على ارتفاع بنسبة 1.4 في المائة، لينهي تعاملاته عند مستويات 5884 نقطة، مسجلا بذلك صعودًا يبلغ حجمه نحو 83 نقطة، ليغلق على اللون الأخضر لليوم الرابع على التوالي، وسط تداولات متحسنة بلغت قيمتها نحو 6.3 مليار ريال (1.6 مليار دولار).
وجاء ارتفاع سوق الأسهم السعودية يوم أمس بعد المكاسب القوية التي سجلتها أسعار النفط بعد اتفاق الدوحة القاضي بتجميد الإنتاج عند مستويات شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث قفز خام برنت خلال تعاملات يوم أمس فوق الـ35 دولارًا للبرميل، فيما قفز «نايمكس» فوق مستويات الـ31 دولارًا للبرميل.
من جهة أخرى، أعلن البنك الأهلي التجاري «أحد أكبر البنوك السعودية» عن صدور موافقة مصرف لبنان (البنك المركزي بالجمهورية اللبنانية) بتاريخ 15 فبراير (شباط) 2016 على إغلاق فرعي البنك لدى الجمهورية اللبنانية بمدينة بيروت، نظرا لعدم الجدوى المالية من استمرار تشغيل الفرعين. ولفت البنك الأهلي التجاري، في بيان صحافي أمس، إلى أن فرعي بيروت هما جزء من أعمال قطاع المصرفية الدولية، وقال: «نود إحاطة السادة المساهمين الكرام بأنه لا يوجد أثر مالي جوهري يؤثر على القوائم المالية للبنك».
وفي الإطار ذاته، وقعت شركة «جبل عمر للتطوير» أول من أمس ملحق اتفاقية مع وزارة المالية السعودية، تم بموجبه تأجيل سداد التمويل الممنوح لها بقيمة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار) لفترة إضافية، وأوضحت الشركة في بيان لها على «تداول» أمس أن سداد القسط الأول سيكون في الأول من يناير 2019، وذلك تقديرا للمبررات التي أوضحتها لوزارة المالية، وقالت: «الأثر المالي سيكون إيجابيا على حقوق المساهمين وعلى التدفقات النقدية للشركة».
إلى ذلك، واصلت هيئة السوق المالية السعودية الإعلان عن صدور قرارات من لجنة الاستئناف في منازعات الأوراق المالية يقضي بإدانة عدة مخالفين لنظام السوق السعودية، في خطوة تأتي استكمالا لما أعلنت عنه هيئة السوق في الأيام الماضية، والذي شمل مجموعة من المخالفين الذين تم التشهير بهم، وفرض الغرامات المالية عليهم، ومنعهم من التداول في السوق المالية المحلية لفترة زمنية محددة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي ألزمت فيه هيئة السوق المالية السعودية الشركات المدرجة في تعاملات سوق الأسهم المحلية بضرورة الإعلان عن أي مستجدات وتفاصيل وقرارات يتوصل إليها قبيل افتتاح تعاملات السوق بساعتين على أقل تقدير، بهدف رفع معدلات الشفافية والإفصاح مع مستثمري الشركات المدرجة، ومنحهم الفرصة كاملة للاطلاع على هذه القرارات.
وفي هذا السياق، أكدت هيئة السوق المالية السعودية، في بيان صحافي سابق، أنها تولي أهمية قصوى لملف إفصاح الشركات المدرجة في السوق المالية، وذلك لكون الشفافية عنصرًا أساسيًا في إيجاد بيئة آمنة وجذابة للمستثمرين. وأوضحت هيئة السوق حينها أنها تعمل على رفع مستوى الإفصاح والشفافية في السوق المالية السعودية وتحقيق العدالة بين المستثمرين من خلال التأكد من التزام الشركات المدرجة بالإفصاح عن التطورات المهمة والأحداث الجوهرية والتقارير المالية بشكل دقيق، وفي الوقت المناسب من دون تأخير، بما يتيح للمستثمرين اتخاذ قراراتهم الاستثمارية وفق معلومات دقيقة وموثوقة من الشركة.
وقالت هيئة السوق: «هذه الخطوات تأتي من باب الحرص على تحقيق العدالة، والكفاءة والشفافية في معاملات الأوراق المالية، ولأهمية توفير المعلومة للمستثمرين في السوق المالية كافة بشكل عادل ومتساوٍ»، مشيرة إلى أنها خصصت في قواعد التسجيل والإدراج بابًا كاملا للالتزامات المستمرة للشركات المدرجة بالسوق المالية.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).