مؤسسة شيعية تعلن عن ظهورها في المغرب.. وتدعو الأمازيغ إلى مساندتها

السلطات ترفض الترخيص لأي نشاط شيعي في البلاد

مؤسسة شيعية تعلن عن ظهورها في المغرب.. وتدعو الأمازيغ إلى مساندتها
TT

مؤسسة شيعية تعلن عن ظهورها في المغرب.. وتدعو الأمازيغ إلى مساندتها

مؤسسة شيعية تعلن عن ظهورها في المغرب.. وتدعو الأمازيغ إلى مساندتها

ظهرت للعلن في المغرب مؤسسة شيعية جديدة تحمل اسم مؤسسة «الرسالي للدراسات والأبحاث الإسلامية»، قال أصحابها عبر شريط فيديو نشر مساء أول من أمس إنها تهدف إلى «إيصال صوت شيعة المغرب في الداخل والخارج»، بهدف «إظهار مظلوميتهم في قضية حرية المعتقد وحرية التعبد، وغيرها من الحريات التي لا تتوفر عند الطائفة الشيعية في المغرب». وظهر في الفيديو، الذي أعاد نشره أحد المواقع الإلكترونية شخص يدعى سماحة السيد أبو الفضل المغربي، وهو يرد على أسئلة لمحاور من المؤسسة نفسها.
وكانت السلطات المغربية قد نفت قبل نحو عام بشكل قاطع الترخيص لمؤسسة شيعية، تحمل اسما مشابها هي مؤسسة «المواطن الرسالي للدراسات والنشر»، يوجد مقرها في مدينة طنجة، الواقعة شمال البلاد، إلا أن أصحابها يؤكدون أنهم حصلوا على ترخيص من المحكمة التجارية بإنشاء مؤسسة اقتصادية خاضعة لقانون الشركات، تأسست بشكل قانوني سنة 2013، ولديها موقع إلكتروني رسمي هو «الخط الرسالي»، الذي أطلق في 19 من يناير (كانون الثاني) 2012. وسارعت أمس إلى نفي علاقتها بالمؤسسة الشيعية الجديدة، وأنكرت علاقاتها بالمدعو «أبو الفضل المغربي» قائلة إنها لا علاقة لها به من قريب أو بعيد.
وذكرت «الخط الرسالي» في بيان نشرته أمس على موقعها الإلكتروني أنه سبق لأشخاص أن أطلقوا مؤسسات مشابهة بأسماء مثل «المواطن الرسالي»، و«الخط الرسالي الرسولي»، و«الخط الرسالي الشيرازي»، هدفها «خلط الأوراق لغايات وحسابات مجهولة» على حد تعبير البيان. أما أبو الفضل المغربي، زعيم المؤسسة الشيعية الجديدة الذي ظهر في الفيديو، وهو يضع وشاحا أخضر على رأسه وخلفه مكتبة كبيرة، فقال ردا على سؤال حول رفض سنة المغرب لوجود الشيعة في البلاد، ووصفهم بالمجوس وأتباع ولاية الفقيه وإيران، إن «هؤلاء لا نقيم لهم وزنا.. نحن ماضون ما بقي فينا من عرق ينبض، وسنفتح فتحا مبينا في المغرب العربي». وزعم «سماحة السيد» أن المولى إدريس «أسس دولة شيعية في المغرب مترامية الأطراف بمساندة الأمازيغ، ولذلك فإن الأمازيغ سيقفون معنا كما وقفوا مع المولى إدريس».
وتعرف مؤسسة «الخط الرسالي»، التي تأسست عام 2013 نفسها على أنها «تيار» لديه موقع إلكتروني، أسسه عصام أحميدان الحسني، ومؤسسة يرأسها خالد بن تحايكت، ولديها متحدث إعلامي يدعى عبد الحفيظ بلقاضي، وحتى مرصد حقوقي يرأسه شخص يدعى عبدو الشكراني.
وينكر عصام الحسني، زعيم هذا التيار الشيعي، تبعية المؤسسة لإيران، لكنه لا يخفي إعجابه بها «لأننا نعتبرها تجربة إسلامية رائدة في مجال التحرر والأصالة الإسلامية، والاستقلال الحضاري عن الشرق والغرب، وهو الشعار الذي رفعته الثورة بإيران (لا شرقية ولا غربية.. جمهورية إسلامية)»، كما قال في حوار سابق منشور على الموقع الإلكتروني.
وكان شيوخ السلفية في المغرب قد أيدوا رفض الترخيص لمؤسسة شيعية في البلاد، وبينهم محمد الفزازي، الذي كتب آنذاك «كنت أعلم أنه لا يمكن الترخيص للشيعة للعمل تحت أي غطاء كان، وصدق ظني، لأن الشيعة ولاؤهم لمرشد الثورة وولاية الفقيه، والمغاربة ولاؤهم لله، ثم لمؤسسة إمارة المؤمنين، والازدواجية في الولاء الديني والسياسي مرفوضة». وتشير تقارير غير رسمية إلى وجود نحو بضعة آلاف في المغرب، لا سيما في مدن الشمال بحكم قربها من أوروبا، حيث ينشط التشيع في صفوف المهاجرين المغاربة هناك، وبالأخص في بلجيكا. وسبق للمغرب أن قطع علاقته الدبلوماسية مع إيران عام 2009 احتجاجا على ما عده «نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط، تستهدف الإساءة إلى المقومات الدينية الجوهرية للمملكة، والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي، ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.