254 مليار دولار حجم الخسائر في سوريا حتى 2015.. ونزوح نصف السكان

تقرير: 11 % من السكان قتلوا أو جرحوا خلال العام الماضي

254 مليار دولار حجم الخسائر في سوريا حتى 2015.. ونزوح نصف السكان
TT

254 مليار دولار حجم الخسائر في سوريا حتى 2015.. ونزوح نصف السكان

254 مليار دولار حجم الخسائر في سوريا حتى 2015.. ونزوح نصف السكان

قدّر تقرير لمركز أبحاث سوري حجم الخسائر الاقتصادية منذ بداية النزاع حتى نهاية عام 2015 بنحو 254.7 مليار دولار أميركي، مع استمرار التدهور في قطاعات الخدمات الحكومية والصناعة التحويلية والاستخراجية والمرافق والنقل والاتصالات.
وحسب المركز، فإن تداعيات الأزمة استمرت بتمزيق الديمغرافية السورية، حيث اضطر نحو 45 في المائة من السكان لمغادرة أماكن سكنهم بحثًا عن الأمان أو الظروف المعيشية الأفضل، وبلغ عدد الأشخاص النازحين داخليًا نحو 6.36 مليون نسمة. وقدر عدد اللاجئين الذين غادروا البلاد بنحو 3.11 مليون شخص، مع هجرة نحو 1.17 مليون شخص من سوريا.
وقدر تقرير «المركز السوري لبحوث السياسات»، وهو مؤسسة بحثية مستقلة، حجم الخسائر الاقتصادية منذ بداية النزاع حتى نهاية عام 2015 بنحو 254.7 مليار دولار أميركي، ما يعادل 468 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010. وبلغ معدل الانكماش الاقتصادي السنوي نحو 4.7 في المائة في عام 2015. وعلى الرغم من استمرار النزاع المسلح، فإن التقديرات أشارت إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الزراعي عام 2015 حقق نموًا سنويًا إيجابيًا للمرة الأولى منذ عام 2011 نتيجة للظروف المناخية المواتية. وانعكس ذلك إيجابا على بعض القطاعات مثل قطاع التجارة الداخلية. في المقابل، استمر التدهور في قطاعات الخدمات الحكومية والصناعة التحويلية والاستخراجية والمرافق والنقل والاتصالات.
يذكر أن «المركز السوري لبحوث السياسات»، وهو مؤسسة بحثية مستقلة غير ربحية، أطلق تقرير «مواجهة التشظي» بالتعاون مع «معهد عصام فارس للسياسات العامة» في الجامعة الأميركية في بيروت. ويأتي التقرير ضمن سلسلة من التقارير التي يصدرها المركز لمتابعة وتقييم آثار الأزمة على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للسوريين.
وتعد الخسائر في الأرواح نتيجة النزاع المسلح من الآثار الواضحة والمباشرة والأكثر كارثية للأزمة المستمرة في سوريا. وقدر تقرير أنه مع نهاية عام 2015، ما يقارب 11.5 في المائة من السكان في سوريا، كانوا إما قتلى أو جرحى نتيجة للنزاع المسلح. كما تراجع متوسط العمر المتوقع عند الولادة بشكل حاد من 70.5 سنة في عام 2010، إلى 55.4 سنة في 2015.
وتحدث تقرير «مواجهة التشظي» عن استمرار تداعيات الأزمة بتمزيق الديمغرافية السورية، حيث اضطر، مع نهاية عام 2015، نحو 45 في المائة من السكان إلى مغادرة أماكن سكنهم بحثًا عن الأمان أو الظروف المعيشية الأفضل؛ إذ بلغ عدد الأشخاص النازحين داخليًا نحو 6.36 مليون نسمة، علمًا بأن كثيرا منهم اضطر إلى النزوح مرات كثيرة. ويقدر عدد اللاجئين الذين غادروا البلاد بنحو 3.11 مليون شخص، كما هاجر منها نحو 1.17 مليون.
وازداد الاقتصاد السوري تشظيًا، عام 2015، جراء هيمنة قوى التسلط في البلاد، وقيامها ببناء كيانات اقتصادية «مستقلة» خاصة بكل منها، وتحويل الموارد لخدمة مصالحها وأهدافها، وتقديم الحوافز لأتباعها لضمان ولائهم، على حساب احتياجات الناس وتطلعاتهم.
وقدر معدل الفقر العام بنحو 85.2 في المائة عام 2015، وبلغت نسبة من يعيشون في فقر شديد 69.3 في المائة من السكان. كما بات نحو 35 في المائة من السكان يعيشون في فقر مدقع، غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية. ويتفاوت مستوى الفقر بين المحافظات، ويزداد الوضع سوءًا في مناطق النزاع والمناطق المحاصرة. كما بلغ معدل البطالة 52.9 في المائة في نهاية عام 2015، حيث يقدر عدد العاطلين عن العمل بـ2.91 مليون شخص، منهم 2.7 مليون فقدوا عملهم خلال الأزمة، مما يعني فقدان مصدر رئيسي للدخل لنحو 13.8 مليون شخص.
وتسببت الأزمة في تدهور دليل التنمية البشرية من 0.631 في عام 2010، إلى 0.443 مع نهاية 2015، مما أدى إلى تراجع ترتيب سوريا العالمي على الدليل من المركز الـ121 إلى المركز الـ173 من بين 187 بلدًا. وبحلول نهاية عام 2015، قُدّرت الخسارة في سنوات التمدرس بنحو 24.5 مليون سنة دراسية، والتي تقدر تكلفتها بنحو 16.5 مليار دولار أميركي، مشكلة خسارة في رأس المال البشري المرتبط بالتعليم.
وشهد عام 2015 تراجعًا كبيرًا في الاستهلاك العام بلغ 33.1 في المائة مقارنة بعام 2014، الأمر الذي يعكس سياسات الحكومة في خفض الدعم، التي ساهمت في زيادة أسعار المواد الغذائية والخدمات الأساسية. وانكمش الاستثمار العام بشكل حاد وبمعدل سنوي بلغ 31.8 في المائة؛ إذ أعطت الحكومة الأولوية لتغطية الإنفاق العسكري ودفع الأجور العامة.
كما تراجع الاستثمار الخاص بمعدل سنوي بلغ 5 في المائة، ليشكل مع الاستثمار العام ما نسبته 9.2 في المائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.