البرلمان الليبي يعلق جلسة منح الثقة للحكومة المصغرة

مصدر دبلوماسي يتحدث عن الحاجة إلى أسبوعين حتى تتبلور الأمور فيه

رئيس الوزراء المكلف فايز السراج  يتحدث خلال مؤتمر صحافي في   الصخيرات  بالمغرب أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء المكلف فايز السراج يتحدث خلال مؤتمر صحافي في الصخيرات بالمغرب أمس (أ.ف.ب)
TT

البرلمان الليبي يعلق جلسة منح الثقة للحكومة المصغرة

رئيس الوزراء المكلف فايز السراج  يتحدث خلال مؤتمر صحافي في   الصخيرات  بالمغرب أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء المكلف فايز السراج يتحدث خلال مؤتمر صحافي في الصخيرات بالمغرب أمس (أ.ف.ب)

علق مجلس النواب الليبي (طبرق)، المعترف به دوليا أمس الاثنين، جلسة التصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني المصغرة التي أعلن عنها الليلة قبل الماضية في منتجع الصخيرات الواقع في ضواحي العاصمة المغربية الرباط، على أن تستأنف اليوم (الثلاثاء)، مطالبا رئيس المجلس الرئاسي الليبي ورئيس الحكومة المكلف فايز السراج بحضور جلسة منح الثقة.
وقال النائب خليفة الدغاري، لوكالة الصحافة الفرنسية: «علقت جلسة اليوم (أمس) على أن تستكمل غدا (اليوم)»، مضيفا أن سبب تعليق الجلسة يعود إلى رغبة النواب في «معرفة برنامج الحكومة، ومناقشة السير الذاتية للوزراء». وزاد قائلا إن السراج «لم يتواصل بشكل مباشر مع البرلمان، ولذا طالبنا بحضوره. يمكن له أن يطلب تأجيل الجلسة، لكننا نريد أن نراه تحت قبة البرلمان».
وكان الدغاري قد قال في وقت سابق: «نريد حلا سياسيا طبعا، لكنا غير مقتنعين بعد. إذ إن أسماء الوزراء ترسل إلينا عند منتصف الليل عبر البريد الإلكتروني، ثم يطلب منا التصويت عليها في اليوم التالي. ألا يحق لنا أن نسأل من هم هؤلاء؟ ماذا قدموا؟ على رئيس الحكومة أن يأتي إلى هنا».
وأضاف: «كثير من النواب لديهم ملاحظات حول الاتفاق السياسي، كما أنهم يشعرون بالاشمئزاز من طريقة تعامل المجلس الرئاسي والسراج معهم، إذ إن رئيس الحكومة لم يكلف نفسه الحضور إلى البرلمان ولو لمرة واحدة لتقديم نفسه».
في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط»، أن السراج غادر الرباط مساء أمس إلى وجهة غير معلومة، بيد أن مصدرا دبلوماسيا مطلعا قال إن الاحتمال الوارد هو أن يتوجه السراج إلى ليبيا اليوم الثلاثاء. وزاد المصدر قائلا إن «تبلور الأمور في مجلس النواب سيتطلب مدة لن تقل عن أسبوعين».
وكان السراج قد أعلن عن تشكيل حكومة وفاق وطني مصغرة، بعد مشاورات مضنية، تتكون من 18 عضوا من بينهم 13 وزيرا ضمنهم ثلاث وزيرات، وخمسة وزراء دولة.
وجاء الإعلان عن الحكومة الليبية المصغرة قبل دقائق قليلة من انقضاء المهلة التي حددها مجلس النواب للمجلس الرئاسي للتقدم بتشكيلة حكومية جديدة بعد فشل التشكيلة الأولى في الحصول على الثقة بسبب كثرة عدد مقاعدها (32 وزيرا).
وعرفت الأيام الماضية خلافات بين أعضاء المجلس الرئاسي إزاء الشخصية التي ستتولى وزارة الدفاع، مما أدى إلى تأخير الإعلان عن الحكومة مدة أسبوع، وهو ما انفردت به «الشرق الأوسط» في وقت سابق، وأسندت الوزارة في الأخير إلى مهدي البرغثي، الذي ينظر إليه على أنه معارض للفريق أول ركن خليفة حفتر، الأمر الذي عده مراقبون سببا في مقاطعة علي القطراني، عضو المجلس الرئاسي المقرب من حفتر، لجلسات المجلس في الصخيرات منذ أيام.
وشكر السراج المملكة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا، على استضافتها لجولات الحوار السياسي الليبي طيلة الأشهر الماضية ولمشاورات تشكيل الحكومة الليبية. وقال السراج إن اختيار أعضاء الحكومة روعي فيه معايير الكفاءة والخبرة والتوزيع الجغرافي، معبرا عن الأمل في أن يفتح تشكيل هذه الحكومة الجديدة صفحة جديدة في تاريخ ليبيا يطبعها الأمن والسلام والاستقرار.
من جانبه، أبرز فتحي المجيبري، الناطق الرسمي باسم المجلس الرئاسي الليبي، خلال مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية بالصخيرات، أنه تمت إحالة لائحة أعضاء الحكومة الجديدة إلى مجلس النواب لمنحها الثقة، مؤكدا أن الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة يشكل «محطة تاريخية» في تاريخ ليبيا. وقال إن «الليبيين انتظروا أكثر من 15 شهرا من الحوار والنقاش والتضحيات، لكي تتشكل اليوم حكومة وفاق وطني».
وأعرب المجيبري عن أمله في أن تكون هذه الحكومة بداية لنهاية النزاع في ليبيا، وتمكن من توحيد الجهود المبذولة من طرف الليبيين بهدف مواجهة الإرهاب، دعا السيد المجيبري جميع مكونات المجتمع الليبي إلى دعم هذه الحكومة وحث أعضاء البرلمان على اتخاذ «قرار حكيم» من شأنه وضع حد للنزاع بليبيا. كما دعا دول المنطقة والمنتظم الدولي إلى دعم الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وفاق وطني، مضيفا أن «هذه الحكومة، بالتأكيد، لن ترضي كل الأطراف بليبيا، لكنها ستساعد الليبيين على المحافظة على وحدة بلدهم».
يذكر أنه جرى في يناير (كانون الثاني) الماضي الإعلان عن تشكيل حكومة تضم 32 وزيرا التي ضمت الفصائل المتناحرة، وذلك تنفيذا لاتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.