عباس: لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ولا بد من آلية جماعية لإنهاء الاحتلال

وزير الخارجية الفلسطيني: تخلي الأميركيين والأوروبيين والعرب عنا يعني فراغًا سيملأه «داعش»

عباس: لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ولا بد من آلية جماعية لإنهاء الاحتلال
TT

عباس: لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ولا بد من آلية جماعية لإنهاء الاحتلال

عباس: لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ولا بد من آلية جماعية لإنهاء الاحتلال

جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوته إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، مطالبا بتشكيل آلية جماعية دولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفق جدول زمني محدد، معلنا أنه لن يعود إلى مفاوضات بشكلها القديم.
وقال عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء اليابان شنزو آبي، في طوكيو أمس: «أمام حالة الجمود السياسي التي تشهدها عملية السلام، وفي ظل إفشال الحكومة الإسرائيلية الحالية لجهود الإدارة الأميركية، و(الرباعية الدولية)، وتعطيلها للاتفاقيات الموقعة معها، فإننا ندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، وتشكيل آلية جماعية دولية لإنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، وفق جدول زمني محدد».
وأضاف: «في هذا الإطار فإننا نؤيد الجهود الفرنسية، وتشكيل مجموعة دعم دولية، تشمل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وعددًا من الدول العربية، والأوروبية، واليابان، وقوى دولية وإقليمية أخرى، وقد أجرينا بهذا الصدد مشاورات واسعة مع كثير من القوى العربية والإقليمية والدولية».
وأكد عباس أنه بموازاة ذلك يسعى لتقديم قرار في مجلس الأمن حول الاستيطان، ويجري ترتيبات بشأن ذلك مع اللجنة الوزارية العربية.
وحدد عباس شكل السلام الذي يسعى له بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، على أساس حدود عام 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية، وضمن سقف زمني محدد.
وتابع: «كما أشرنا فنحن لا نريد مفاوضات من أجل المفاوضات، ولن نقبل بحلول انتقالية أو جزئية، وسنواصل انضمامنا إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية، لصون حقوق شعبنا، وترسيخ أسس دولتنا الديمقراطية القادمة».
كما جدد عباس دعوته إلى توفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له «من ظروف صعبة جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، وفرض إجراءاته التي تخنق الاقتصاد الفلسطيني، إضافة إلى تصاعد ممارسات مستوطنيه العدوانية ضد ممتلكات شعبنا ومقدساته المسيحية والإسلامية، خصوصا في مدينة القدس الشرقية المحتلة، التي يجري العمل من قبل إسرائيل على تغيير هويتها وطابعها التاريخي والحضاري».
وحذر عباس من أن كل هذه الإجراءات «حتمًا ستؤدي إلى انحراف الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني».
وجاء حديث عباس فيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس يتهمه بالتحريض ضد إسرائيل.
وقال نتنياهو، أثناء لقائه مسؤولين أجانب بينهم المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، إن التحريض الذي تشنه السلطة وعباس يولد العنف والإرهاب الذي تعاني منه إسرائيل، على حد وصفه.
وهذه الاتهامات المتبادلة بين عباس ونتنياهو جاءت بعد يومين من اتصالات أجرتها ممثلة الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، مع الزعيمين، معلنة أن اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط تخطط لصياغة «تقرير حول الوضع على الأرض».
وأضافت: «لا نريد فقط أن نتحدث عن الوضع الراهن، ولكن نريد أن نضع توصيات»، للتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، بحسب ما صرحت للصحافيين.
وكانت آخر محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد انهارت في أبريل (نيسان) 2014 بعد تسعة أشهر من الاجتماعات التي رعتها الولايات المتحدة ولم تنته إلى اتفاق.
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن الفلسطينيين لن يعودوا «أبدًا» إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وقال المالكي، خلال مؤتمر صحافي في اليابان، مفسرا أقوال عباس، إننا «لن نعود أبدا إلى الجلوس في مفاوضات إسرائيلية - فلسطينية مباشرة».
وشدد المالكي على الحاجة إلى إطار متعدد الأطراف لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وأثنى على مبادرة تمت مناقشتها في الشهر الماضي من قبل فرنسا، لإنعاش خطط لتنظيم مؤتمر دولي لإنهاء الصراع.
وحذر أيضا من أنه من دون تدخل دولي فسيتم ترك فراغ قد يملؤه تنظيم داعش.
وقال: «إذا استغل داعش عدم وجود أي وسيط، عندها بالطبع قد يحاولون ملء هذا الفراغ».
وأضاف: «هذا خطير للغاية.. إذا استسلم الأميركيون ولا يتحرك الأوروبيون للقيام بأي شيء، والعرب قلقون من مشكلاتهم الخاصة بهم فماذا تتوقعون؟ قد يفرض المتطرفون في المنطقة سيطرتهم».
وقال المالكي إن جذور موجة العنف الحالية موجودة في الإذلال واليأس بعد سنوات من الاحتلال.
وأشار المالكي إلى السيطرة الإسرائيلية المستمرة على الضفة الغربية، التي بدأت عام 1967، وقال إن الفلسطينيين وُلدوا تحت هذه السيطرة ولم يروا شيئا سوى «الإذلال وحواجز الجنود والموت والقتل».
وتابع المالكي، للصحافيين: «يولدون من دون أمل للمستقبل، لهذا السبب يقررون أحيانا التضحية بحياتهم في سن الـ15 لحياة أفضل لبقية الفلسطينيين».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.