السودان يناقش الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر مع الاتحاد الأوروبي

خلال زيارة غندور إلى بروكسل

السودان يناقش الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر مع الاتحاد الأوروبي
TT

السودان يناقش الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر مع الاتحاد الأوروبي

السودان يناقش الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر مع الاتحاد الأوروبي

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان الحكومة السودانية لتسهيل عمل المنظمات الدولية العاملة في البلاد، مستبقة بذلك زيارة وزير الخارجية السوداني لمؤسسات الاتحاد الأوروبي في العاصمة بروكسل، وهي الزيارة التي اعتبرتها الخرطوم من أهم زيارات وزير خارجيتها خلال فترة عمله، ويتوقع خلالها إجراء حوار مع مسؤولين كبار بالاتحاد حول التعاون في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي في الخرطوم، توماس يوليشني، في بيان إن «الأوروبي» يدعم 68 مشروعًا تنمويًا في السودان، تبلغ قيمتها 150 مليون يورو خلال العام الحالي، تنفذ عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية. وأوضح السفير يوليشني أن زيارة وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، ستبحث سبل تنفيذ هذه المشاريع وتحسين فرص وحرية الوصول إلى مواقعها، مؤكدًا دعم الاتحاد الأوروبي للسلام والاستقرار في السودان، وأن مؤسساته ترحب بمناقشة تحسين العلاقات مع الخرطوم.
ويبدأ غندور اليوم زيارة لمؤسسات الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل. وقالت الخارجية السودانية في بيان صحافي إن الوزير غندور سيدير جولات حوار عالي المستوى مع المسؤولين الأوروبيين، تتعلق بالتعاون بين الطرفين في مجالات محاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وإنها تتوقع أن يقدم الاتحاد دعمًا مهما لبناء قدرات السودان، فضلاً عن تناول الأوضاع في ليبيا، التي تشكل مصدر اهتمام مشترك، وبحث المقاطعة الاقتصادية الأميركية ضد السودان، وإلغاء الديون، وتسهيل انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية.
وقال رئيس البعثة الأوروبية إن الوزير السوداني سيلتقي نائبة رئيس المفوضية وممثلة الاتحاد للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، فيديريكا موغيريني، ومفوض الاتحاد للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، كريستوس ستايليانيدس، ومفوض الهجرة والمواطنة والشؤون الداخلية، ديميترس أفراموبولوس، إلى جانب صانعي القرار في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية والهجرة وتغير المناخ، وأعضاء قياديين بالبرلمان الأوروبي، والمندوبين الدائمين للدول الثمانية والعشرين لدى اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».