رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق يودع اليوم في السجن بتهم الفساد

أولمرت يصر على أن ما حدث له مؤامرة لمنعه من قيادة تل أبيب لعملية سلام

إيهود أولمرت قبل دخوله الأربعاء الماضي إلى قاعة المحكمة التي حكمت بسجنه بتهم فساد (رويترز)
إيهود أولمرت قبل دخوله الأربعاء الماضي إلى قاعة المحكمة التي حكمت بسجنه بتهم فساد (رويترز)
TT

رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق يودع اليوم في السجن بتهم الفساد

إيهود أولمرت قبل دخوله الأربعاء الماضي إلى قاعة المحكمة التي حكمت بسجنه بتهم فساد (رويترز)
إيهود أولمرت قبل دخوله الأربعاء الماضي إلى قاعة المحكمة التي حكمت بسجنه بتهم فساد (رويترز)

يبدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت، اليوم الاثنين، المداومة في السجن بعد أن أدانته المحكمة بتهم تلقي عدة رشى، وحكمت عليه بالسجن 17 شهرا.
وسيوضع السجين الجديد في سجن خاص بذوي الياقات البيضاء، لينضم إلى رئيس الدولة الأسبق، موشيه قصاب، الذي يمضي محكومية بالسجن سبع سنوات بتهمة الاعتداءات الجنسية على نساء عملن معه في مختلف الوزارات، وإلى عدد آخر من المدانين وبينهم قاض ونائب رئيس بلدية ورجل أعمال كبير ورجل دين كبير. وسيكون في جناح خاص كان قد «نزل فيه» عدد من الوزراء السابقين، الذين أدينوا بتهم مشابهة. ولكن الحراسة على أولمرت ستكون الأقوى في تاريخ مصلحة السجون، وذلك لأنه رئيس حكومة سابق ويحمل في ذاكرته كثيرا من أدق أسرار الدولة ويخشى من خطفه لمعرفة هذه الأسرار. وسيرافقه حارس ملازم 24 ساعة، خوفا من الانتحار.
وسيوضع أولمرت في القسم العاشر من سجن معسياهو. وفي بوابة السجن الحديدية وراءه تنتهي دراما قضائية طويلة السنوات، وتبدأ فترة جديدة في حياة إيهود أولمرت، الذي بدأ نشيطا في حزب الليكود الحاكم ولكنه انشق سوية مع أرييل شارون وأقاما حزب كديما وفاز برئاسة الحكومة واعتبره الإسرائيليون أحد أنجح وأنجع رؤساء الحكومات. وشغل هذا المنصب ما بين 2006 و2009. وحسب مصدر في مصلحة السجون فإن أولمرت سيتحول إلى سجين اعتيادي، يتساوى مع 24 ألف سجين ومعتقل في إسرائيل، فيودع حراسه من رجال الشاباك الذين رافقوه طوال سنوات، وسيتسلمه سجانو سلطة السجون. وسيتم تفتيش متاعه وسيخضع للتفتيش الجسدي، ومن ثم يقاد إلى غرفته في القسم العاشر في سجن معسياهو، القسم الذي سيمضي فيه سنة وسبعة أشهر.
وقد أجرت مصلحة السجون، في الأيام الأخيرة، سلسلة عمليات ترميم في هذا القسم خصيصا على شرف أولمرت. وسيكون لديه غرفة للدراسة ونادٍ وجهاز تلفزيون وصحف، وسيستقبل أولمرت زواره في غرفة الزيارات الخاصة داخل القسم، وسيلتقي محاميه في غرفة خاصة تم إعدادها لهذا الغرض. كما يضم القسم كنيسا ومكتبة. وكشخص يحافظ على لياقته البدنية، ستكون في انتظار أولمرت معدات رياضية لإجراء التمارين، وبدل الركض يمكنه الخروج إلى الساحة غير الكبيرة التابعة للقسم، وتناول الطعام مع بقية المساجين في غرفة الطعام المشتركة.
المعروف أن أولمرت لم يعترف بالتهم، وما زال يعتقد أن محاكمته كانت عبارة عن مؤامرة خطط لها ونفذها مقربون من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بغرض إبعاده عن الحياة السياسية: «فقد أرادوا إبعادي عن الحكم بأي ثمن لكي يمنعوني من مواصلة طريقي لتحقيق السلام مع الفلسطينيين».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.