أنقرة تستهدف خط إمداد الأكراد إلى تل رفعت شمال حلب

واصل الجيش التركي أمس قصفه لمناطق خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا، وسط معلومات عن أن القصف «استهدف طريق الإمداد الذي تسلكه القوات الكردية وحلفاؤها باتجاه بلدة تل رفعت» التي اندلعت فيها اشتباكات عنيفة، إثر محاولة القوات الكردية السيطرة عليها.
وتعتبر تركيا، حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري)، الذي تصفه بـ«الإرهابي» أشد خطرا من تنظيم داعش، على حدودها وأمنها القومي، فالحزب الذي تربطه علاقة وثيقة بحزب العمال الكردستاني (التركي)، لا ينوي التوقف عند نقطة معينة، مستفيدا من الدعم الأميركي والروسي، يحاول السيطرة على أوسع مساحة في الشمال السوري، وربط «كانتونات» الإدارة الذاتية على امتداد الشريط الحدودي.
ويقول النائب عن حزب العدالة والتنمية، فوزي جانبيردي، إن «تركيا حذرت المقاتلين الأكراد من الاقتراب من الخطوط الحمراء، لكنهم لم يأخذوا هذه التحذيرات على محمل جدي، واستمروا بالتقدم»، مبينا أن «الرد التركي هذا ليس أكثر من رسالة يجب أن يفهمها حزب الاتحاد الديمقراطي ومقاتليه».
ويضيف جانبيردي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «فكر أولئك بالرد أو إطلاق النار على قواتنا، فتركيا سترد عليهم بأضعافها، لذا عليهم أن يتراجعوا إلى حدودهم التي يعرفونها»، متهما «حزب الاتحاد الديمقراطي، بأنه يعمل مع النظام وروسيا وإيران». ويتابع النائب عن حزب العدالة والتمنية، أن «تركيا لن تنتظر من أحد تعليمات في إيقاف القصف»، داعيا «واشنطن إلى الاعتراف بأن هذا الحزب إرهابي».
وفيما قالت وكالة «أناضول» التركية إن المدفعية التركية، قصفت لليوم الثاني على التوالي مواقع للمقاتلين الأكراد في سوريا، لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في جوار مدينة إعزاز السورية في محافظة حلب، قصفت بقذائف الهاون من الجانب التركي للحدود، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن القصف التركي استهدف «منطقة مريمين وهي خط إمداد القوات الكردية إلى تل رفعت»، مشيرًا إلى أن القصف «يهدف إلى منع الأكراد من التقدم شرقًا».
وقال عبد الرحمن إن القصف التركي «يسعى لمنع سقوط تل رفعت، أو تقدم الوحدات الكردية شرقًا»، مشيرًا إلى أن سقوط البلدة «يضع المقاتلين الأكراد على تماس مع قوات (داعش) في ريف حلب الشرقي، ويساهم، بفضل الغطاء الجوي الروسي والهجمات من الغرب والشرق، بتسهيل وصل الأكراد لمناطق سيطرتهم على المناطق الحدودية مع تركيا بين كوباني (شمال شرقي ريف حلب) وعفرين (شمال غربي ريف حلب)، لافتًا إلى أن القصف أدى إلى مقتل عنصرين من الوحدات الكردية، وامرأة، وإصابة ثلاثة أطفال نقلوا إلى مستشفى عفرين».
وقال مصدر عسكري كردي لـ«الشرق الأوسط» إن القصف التركي «استهدف مناطق في مريمين ومرعناز ومطار منغ وتنب»، مشيرًا إلى نزوح السكان من تلك المناطق، نافيًا في الوقت نفسه أن يكون القصف استهدف مقرات أو مواقع عسكرية تابعة للقوات الكردية.
بدوره، أعلن الناشط السياسي الكردي في ريف حلب الشمالي شاهين الشيخ علي، أن القصف التركي «اقتصر في الصباح على إطلاق رشقات من سلاح الدوشكا باتجاه الأراضي السورية قبل أن يتطور إلى قصف مدفعي قبل ظهر أمس»، مؤكدًا لـ«الشرق الأوسط» أن القصف «لم يمنع قوات وحدات الحماية وحلفاءها من جيش الثوار من مواصلة القتال في تل رفعت ومناطق أخرى في ريف حلب الشمالي». وقال: «سيواصل الاتحاد الديمقراطي الكردي ضغطه على الكتائب منعًا لأن تسقط المناطق التي تمت استعادة السيطرة عليها بيد ميليشيات تابعة للنظام السوري». مؤكدًا أن «العمليات متواصلة حتى اللحظة وهناك تقدم أيضا على الأرض على جبهة إعزاز وتل رفعت».
وتنقطع سيطرة الأكراد بين كوباني وعفرين، عن مساحة تصل إلى 99 كيلومترًا على طول الشريط الحدودي بين المدينتين، وتندلع اشتباكات في تل رفعت بدعم وتغطية نارية من الطيران الروسي. ويقول ناشطون معارضون في حلب، إن قوات النظام توفر تغطية مدفعية للقوات الكردية من غرب تل رفعت.