شرطة التواهي تعلن سقوط خلية مسلحة قبل تنفيذها عمليات إرهابية في عدن

مقتل جندي إماراتي في اليمن وإصابة آخر خلال مشاركتهما في عملية «إعادة الأمل»

أفراد من القوات الخاصة اليمنية الموالية للشرعية يقفون بأسلحتهم المتطورة في وضع استعداد بحي عدن التواهي (غيتي)
أفراد من القوات الخاصة اليمنية الموالية للشرعية يقفون بأسلحتهم المتطورة في وضع استعداد بحي عدن التواهي (غيتي)
TT

شرطة التواهي تعلن سقوط خلية مسلحة قبل تنفيذها عمليات إرهابية في عدن

أفراد من القوات الخاصة اليمنية الموالية للشرعية يقفون بأسلحتهم المتطورة في وضع استعداد بحي عدن التواهي (غيتي)
أفراد من القوات الخاصة اليمنية الموالية للشرعية يقفون بأسلحتهم المتطورة في وضع استعداد بحي عدن التواهي (غيتي)

في عملية وصفتها بالنوعية ألقت قوات أمنية تابعة لشرطة التواهي بعدن القبض على عنصرين من العناصر الإرهابية المطلوبة ضمن قائمة الـ26 التي أعلنت عنها اللجنة الأمنية في وقت سابق، وكشفت مصادر أمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» أن المقبوض عليهما كانا يخططان لتنفيذ عمليات إرهابية في المدينة.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» مصدر أمني بشرطة التواهي أن وحدة أمنية تقوم بتأمين الحزام الأمني للمدينة تمكنت من تعقب اثنين من المسلحين الإرهابيين والقبض عليهما مع أسلحتهما هما عماد السنجاب وصقر محمد عبد الباري اللحجي، وهما متورطان بقضايا قتل واغتيالات والتخطيط لأعمال إرهابية، مشيرًا إلى أن عملية القبض تمت بعد عملية تتبع ومراقبة لتحركاتهما على مدار الأسابيع الماضية حتى تم دخولهما إلى التواهي والقبض عليهما في بوابة المواني بالتواهي، أثناء محاولتهما تنفيذ عملية إرهابية بالعاصمة عدن.
كما تمكنت شرطة التواهي نفسها بعملية مماثلة من القبض على أحد تجار المخدرات، بعد أسبوع من قيام قوات الأمن من ضبط كميات كبيرة من المخدرات فوق حافلة صغيرة واعتقال سائق الحافلة وإلى جانبه شخص آخر أثبتت التحقيقات معهم بكشف مجموعة من تجار المخدرات، تم إحالتهم للتحقيق بحسب ما صرحت به شرطة عدن.
من جهة ثانية، نقلت وكالة أنباء الإمارات أمس عن القيادة العامة للقوات المسلحة للبلاد قولها إن جنديا إماراتيا قتل وأصيب آخر خلال مشاركتهما في القتال في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده السعودية.
ويقاتل التحالف للحيلولة دون سيطرة مقاتلي الحوثي المدعومين من إيران على اليمن بالكامل بعد أن استولوا على العاصمة صنعاء وتقدموا جنوبا صوب ميناء عدن. وقتل أكثر من 60 من قوات التحالف في سبتمبر (أيلول) 2015 عندما ضرب صاروخ توشكا قاعدة جوية قرب مأرب في شمال شرقي اليمن.
وقالت مصادر إعلامية إماراتية إن الجندي الإماراتي ويدعى عبد الله الشامسي يبلغ من العمر 21 عامًا من رأس الخيمة، عقد قرانه منذ شهرين، وذهب إلى اليمن ضمن قوات الدفعة الإماراتية الأخيرة التي توجهت لأداء الواجب الوطني هناك. وختم آخر رسالة له في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» بقوله: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
ونقل موقع إلكتروني أمس عن شقيق «الشهيد» عبد الله «وردنا اتصال من القوات المسلحة صباح اليوم (أمس الأحد) أبلغونا فيه بـ(استشهاد) عبد الله، وأنهم سيبلغونا بموعد وصول جثمانه»، وتابع «نحتسبه عند الله (شهيدًا) وكلنا على استعداد أن نقدم الغالي فداء للحق ونصرة لأهله ونحمد الله على كل حال».
وعلى صعيد متصل اتهم قائد شرطة البساتين والقيادي بالمقاومة الجنوبية بعدن علي الذئب أبو مشعل الكازمي خلايا وقاعدة المخلوع صالح ومن سماهم أذناب العمالة لصنعاء بالوقوف وراء العملية الإرهابية التي استهدفت 5 من جنوده في شرطة البساتين شمال العاصمة عدن أول من أمس، مؤكدًا ضلوع جهات أمنية واستخباراتية تابعة للمخلوع صالح وميليشيا الحوثيين بالتخطيط للعملية الجبانة انتقامًا من الهزيمة الشنعاء التي منيت بها قوات المخلوع صالح وميليشيا الحوثيين على حد قوله.
وأشار الكازمي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إلى أن خلايا صالح النائمة بعد هزيمتها وطردها من عدن تقوم بإعادة ترتيب صفوفها والعمل تحت ذريعة «القاعدة» و«داعش» والجماعات الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار عدن، مشيرًا إلى أنه لا توجد «قاعدة» في عدن والجنوب و«القاعدة» هي صنيعة المخلوع صالح تديرها قيادات في جهاز الأمن القومي ومنظومة أجهزة استخبارات تابعة للمخلوع صالح.
وقال قائد شرطة البساتين إن العملية الإرهابية بحق 5 من جنود الشرطة تأتي انتقامًا من النجاحات التي تحققها شرطة المدينة في متابعة القتلة وعصابات الإجرام والجماعات الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون جراء تصدي الشرطة لها وكبح جماح العابثين بالأمن والاستقرار أذناب المخلوع صالح وعصابات إجرام صنعاء، وهذا هو ضريبة النجاح، ونحن مستمرون في متابعة القتلة وعصابات الإجرام وحربنا معهم مستمرة حتى تحقيق النصر.
وقال إن شرطة البساتين خلال الفترة القليلة الماضية حققت إنجازات كبيرة أبرزها القبض على أول قاتل منذ تحرير عدن في مارس (آذار) من العام الماضي وأيضًا القبض على عصابة سرقة كابلات كهربائية بقيمة 800 مليون ريال والإمساك بستة من القتلة ومرتكبي الجرائم الجنائية بعدن والتصدي للبلاطجة وخلايا عفاش المثيرة للفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار. مشيرًا إلى أن كل تلك النجاحات التي تحققها شرطة البساتين تأتي بجهود ذاتية متواضعة وحققت إنجازات وعمليات نوعية كبرى في القبض على خلايا نائمة وعصابات إجرامية، وتلك النجاحات مثبتة في محاضر تحقيقات رسمية ومنها القبض على 7 من القتلة وتم تسليمهم إلى شرطة العاصمة عدن.
وأكد في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن شرطة البساتين جعلت من المدينة أنموذجا في تثبيت الأمن والاستقرار ومطاردة عصابات الإجرام وهي المدينة الوحيدة بعدن التي لا توجد فيها أي عمليات بسط للأراضي والممتلكات العامة والخاصة ومحاربة أي جماعات مسلحة وخارجة عن القانون وهذا هو ما دفع خلايا صالح النائمة وأذناب صنعاء لتنفيذ عمليتهم الإرهابية في محاولة منهم لإيقاف نجاحات شرطة البساتين والمقاومة الجنوبية وإثنائهم عن عملهم الوطني الذي لفت أنظار الجميع.
وقال الكازمي إن قائد شرطة عدن العميد شلال علي شائع على تواصل دائم معهم ويقدم لهم الدعم وفق إمكانيته المتاحة، إلا أنه أشار أن شرطة البساتين بحاجة إلى دعم أكثر بالمعدات والآليات العسكرية التي تمكنهم من أداء مهمتهم على أكمل وجه، مشيرًا إلى أن دعم قوات التحالف بالمدرعات يذهب إلى السلفيين فقط وجميع أقسام شرطة مدن العاصمة تمتلك المدرعات عدا شرطة البساتين التي لا تمتلك أي مدرعة وتقاوم وتكافح بحدود ذاتية مخلصة.
الكازمي طالب قوات التحالف بدعم شرطة البساتين بعدد من المدرعات والآليات العسكرية وتوفير الإمكانيات المطلوبة، مؤكدًا أن قوات شرطة البساتين والمقاومة الجنوبية مستمرة في مواجهة الخلايا النائمة وملاحقتها والتصدي لعصابات الإجرام وأذناب المخلوع صالح التي تحاول النيل من أمن واستقرار البساتين وإرعاب المواطنين وإشاعة القتل والفوضى، ولكن هيهات لهم ذلك فنحن لهم بالمرصاد على حد قوله.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.