رئيس وزراء العراق : استعدنا نصف {أراضي داعش» وسنواصل قتالهم

العبادي يعد بإصلاحات ويشكل لجنة لاختيار وزراء «تكنوقراط»

قوات أمن عراقية تعتقل مشتبها به في منطقة نهر عز شمال البصرة خلال عملية تقوم بها في محاولة لاحتواء تفشي الجريمة والعصابات وتردي الوضع الامني في البصرة (أ.ف.ب)
قوات أمن عراقية تعتقل مشتبها به في منطقة نهر عز شمال البصرة خلال عملية تقوم بها في محاولة لاحتواء تفشي الجريمة والعصابات وتردي الوضع الامني في البصرة (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء العراق : استعدنا نصف {أراضي داعش» وسنواصل قتالهم

قوات أمن عراقية تعتقل مشتبها به في منطقة نهر عز شمال البصرة خلال عملية تقوم بها في محاولة لاحتواء تفشي الجريمة والعصابات وتردي الوضع الامني في البصرة (أ.ف.ب)
قوات أمن عراقية تعتقل مشتبها به في منطقة نهر عز شمال البصرة خلال عملية تقوم بها في محاولة لاحتواء تفشي الجريمة والعصابات وتردي الوضع الامني في البصرة (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر أمني في ألمانيا أمس إن القوات العراقية استعادت نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق. وأضاف العبادي: «المنطقة التي حررناها حتى الآن أكثر من نصف ما كان يحتله (داعش)».
وأكد العبادي أمام مؤتمر ميونخ للأمن أمس أن هناك تطور في أداء جيش بلاده، وأن هناك عزم و إصرار على مواصلة قتال تنظيم «داعش» المتطرف حتى طرد آخر مقاتل منه والقضاء عليه وعلى الجماعات الإرهابية الأخرى.
وفي جانب آخر متعلق بالإصلاحات في العراق، وبعد أسبوع واحد من تخلي المرجع الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني عن الحديث في السياسة من على منبر الجمعة ومطالبته العبادي بتنفيذ الإصلاحات وإمهاله فترة غير معلومة، بدأ العبادي إصلاحاته بتشكيل لجنة لاختيار وزراء «تكنوقراط» لإدارة الوزارات ممن سوف ترشحهم الكتل السياسية العراقية. وفي الوقت ذاته، طالب التيار الديمقراطي الذي يقود تظاهرات جماهيرية في البلاد بالتخلي عن شرط المحاصصة، والذي يرونه أساسيا لأي تقدم تنموي.
مكتب العبادي قال في بيان له أمس إنه تم تشكيل لجنة خاصة تضم خبراء ومهنيين ومتخصصين من داخل رئاسة الوزراء ومن خارجها، مهمتها وضع أسس وشروط ومعايير للكوادر العليا في الدولة، من وكلاء وزارات ومستشارين والدرجات الخاصة». وأضاف: «سيتم من خلال اللجنة اختيار المرشحين الجدد بدلاً عن الوزراء الذين يعتزم رئيس الحكومة تغييرهم، إذا ما اتفقت الكتل السياسية في البرلمان على هذا التغيير.
وجاء في البيان ما نصه: «جميع الكوادر العليا في الدولة وأصحاب الدرجات الخاصة من وكلاء وزارات ومستشارين وخبراء ورؤساء هيئات مستقلة سيتم إخضاعهم لهذه المعايير، ومن لم يمتلك الشروط الواجب توفرها سيتم تغييره»، لافتًا إلى أن «هذا الإجراء سيتم طرحه على البرلمان خلال الأيام المقبلة». وتابع أن «قائمة أسماء الوزراء الذين من المقرر استبدالهم بآخرين أكثر كفاءة ومهنية، سيتم الإعلان عنها بعد موافقة مجلس النواب على ما تقدم به رئيس الوزراء بشأن التغيير الجوهري».
وفي أول رد فعل على دعوة العبادي إحداث تغيير وزاري جوهري من خلال استقطاب «التكنوقراط» فقد وضع وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني الذي يرأس كتلة «مستقلون» ضمن ائتلاف دولة القانون استقالته من منصبه تحت تصرف رئيس الوزراء.
وفي نفس الشأن، أكد التيار المدني الديمقراطي في العراق في بيان له أمس الجمعة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن التيار الديمقراطي له موقف ثابت بهذا الخصوص وقال البيان: «فطالما دعونا إلى ضرورة أن يتم اختيار الوزراء وبقية المسؤولين على أساس الكفاءة والنزاهة والخبرة بعيدًا عن المحاصصة الطائفية والإثنية، منطلقين من حقيقة أن المحاصصة ليس لها أي سند دستوري، وأن محاولات تبريرها باسم التوافق ألحقت ضررًا كبيرًا بقدرات السلطة التنفيذية وبقية مؤسسات الدولة على تنفيذ أية إصلاحات أو إجراءات كفيلة بمعالجة أزمة البلاد».
وأضاف البيان أن الجماهير ومن خلال التظاهرات التي خرجت في ساحة التحرير وبقية ساحات التظاهر في العراق: «عبرت عن موقفنا المبدئي الثابت بمطالبتها بضرورة إنهاء المحاصصة الطائفية والإثنية التي ألحقت أفدح الأضرار بالدولة» مشيرًا إلى أن «ما طرحه رئيس الوزراء من أن اختيار الحكومة الحالية تم على أساس اختيار الكتل السياسية في مجلس النواب كما ينص الدستور يشكل التباسًا في فهم نصوص الدستور ويوحي بأن الأسلوب الذي تم اعتماده في اختيار الوزراء في وزارات الحكومات السابقة يجد له سندًا دستوريًا». ودعا التيار الديمقراطي أن صلاحيات رئيس الوزراء المكلف في اختيار وزرائه: «ينبغي أن يتم على أساس برنامج الحكومة وليس على أساس المحاصصة، بالتالي فإن تصويت البرلمان بالثقة على الوزراء يجب أن يكون وفق البرنامج والكفاءة والنزاهة وليس المحاصصة الطائفية والإثنية البغيضتين».
وبينما أعلن التيار الديمقراطي دعمه للعبادي في التغيير الوزاري لكنه يدعو إلى «ضرورة تخطي المحاصصة الطائفية والإثنية في التعديل الوزاري المنتظر تنفيذًا للمضمون الحقيقي للدستور وتلبية لمطالب جماهير الشعب في تشكيل حكومة قادرة على معالجة الأزمة التي نعيشها بما يعظم الجهد العسكري لقواتنا المسلحة والحشد الشعبي والعشائر في تصفية الهجمة الداعشية وإعادة البناء على طريق تحقيق الاستقرار والأمن والتقدم».
وفي هذا السياق، أكد رئيس التيار الديمقراطي في العراق علي الرفيعي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة أن العبادي لا يزال أسير المحاصصة الحزبية والعرقية، بالإضافة إلى التوافقية التي كانت ولا تزال هي السبب المباشر في كل ما وصلنا إليه من أوضاع»، وأضاف الرفيعي أن «العبادي يمتلك نية حسنة لتخطي هذه المحاصصة وهو يحاول لكنه لا يزال مقيدا ما لم يتخل هو والوزراء الذين يشتركون في الحكومة عن انتماءاتهم الحزبية والطائفية}.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.