هادي يوجه الحكومة لاعتبار11 فبراير عيدًا وطنيًا في كل عام

شكر التحالف العربي بقيادة السعودية وخص بالذكر الملك سلمان بن عبد العزيز

هادي يوجه الحكومة لاعتبار11 فبراير عيدًا وطنيًا في كل عام
TT

هادي يوجه الحكومة لاعتبار11 فبراير عيدًا وطنيًا في كل عام

هادي يوجه الحكومة لاعتبار11 فبراير عيدًا وطنيًا في كل عام

وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الحكومة اليمنية بالشروع في اتخاذ الإجراءات الدستورية اللازمة لتبني 11 فبراير (شباط) 2011 عيدا وطنيا في كل عام، مؤكدًا أن المناسبة شكلت امتدادا طبيعيا لتضحيات ونضالات الشعب اليمني ولثورتي 26 من سبتمبر (أيلول) و14 أكتوبر (تشرين الأول) الخالدتين.
وطمأن هادي الشعب اليمني بأن ساعة الخلاص قد اقتربت وأنه سينفض عن نفسه غبار الميليشيات وحالة الفوضى، وسيعود اليمن أقوى وأبهى، وستتحرر تعز منبع ثورة الحادي عشر من فبراير وملهمتها، وستعود صنعاء وصعدة وحجة وعمران التي يتوق أهلها للدولة والسلام، وستنعم تهامة بما يليق بها من آمان واطمئنان، وستنهزم تلك العصابات والميليشيات وأدواتها المختلفة ومسمياتها المتنوعة، وجماعات الموت والإرهاب، وسينكسر الإرهاب وسيهزم أتباعه.
وقال في خطاب له بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة الشباب السلمية أمس الخميس: «لقد تنبه الشعب اليمني للانحرافات الخطيرة التي كان نظام علي عبد الله صالح يقوده إليها من خلال فرض مشروعه العائلي الصغير متسترا بلباس الجمهورية فاستيقظ في مثل هذا اليوم بكل طلائعه الحرة وصنع ثورة فبراير المجيدة التي أسقطت رهانات القوى الخاسرة في الداخل والخارج، وشكل هذا اليوم يوما جامعا لكل نضالات الشعب اليمني ضد التهميش والإقصاء الممنهج والحرمان، وتلك النضالات التي بدأت في جنوبنا الحبيب منذ عام 2007 متمثلة بمطالب وأهداف ثورية عبر حراك سلمي عكس الحالة الثورية من وقت مبكر».
وجاء في خطاب هادي «إننا وباسم الشعب اليمني نتقدم بالشكر الكبير للإخوة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وأخص بالذكر أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ونثمن عاليا دعمهم الكبير والسخي الذي شاركنا الدماء والفداء والتضحية واختلط الدم العربي في اليمن بلد العروبة وجذر العرب الأول».
كما ثمن الرئيس هادي تضحيات الشعب العظيمة التي قدمها من أجل الخلاص والتحرر عبر تاريخه الطويل رجالاً ونساءً شبابًا وشيوخًا جيشًا وطنيًا ومقاومة شعبية حراكًا وأحزابًا ومنظمات، ونعد شعبنا بأننا سنبذل كل الجهد كي ترفع الراية اليمنية خفاقة في كل مكان وبما يليق بالإنسان اليمني العظيم.
إلى ذلك اغتال مسلحون مجهولون أمس الخميس في مدينة إنماء السكنية غرب عدن ثلاثة جنود من مرافقي القائد العسكري فضل حسن العمري قائد اللواء الأول حزم «131» سابقًا قائد جبهة كرش الحدودية بين محافظتي لحج وتعز. وقالت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين كانوا في سيارة كورولا أطلقوا النار على حراس اللواء فضل.
وأوضحت المصادر أن «الجنود كانوا عائدين من جبهة كرش التي كانوا مرابطين فيها منذ أكثر من شهر، وتم اغتيالهم وهم مارون في شارع رئيسي بمدينة إنماء على مقربة من منزل قائدهم فضل حسن»، مشيرًا إلى أن واقعة الاغتيال تأتي قبل يوم واحد من بدء حملة عسكرية يقودها حسن وتستهدف مواقع الحوثيين. وكان من المتوقع أن يشارك فيها أكثر من ألف أفراد من الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية وذلك في منطقة كرش الحدودية.
وعلى صعيد آخر، وصل مطار العاصمة عدن أمس الخميس بعثة طبية هندية تضم نخبة من كبار الأطباء بمختلف التخصصات وطاقم لوجيستي، ومن المقرر لها أن تجري خلال الـ5 الأيام القادمة عشرات المعاينات والعمليات الجراحية الهامة ودراسة ملفات جرحى المقاومة الجنوبية في عدن والمحافظات المجاورة، ويكون عملها في مستشفى الجمهورية بحي خور مكسر وعدد من المشافي الحكومية بالمدينة.
هذا وتواصل اللجنة الأمنية بعدن تشديد إجراءاتها الأمنية واستمرار حظر التجوال الليلي وسط تحقيق عدد من الإنجازات الهامة خلال الفترة القليلة الماضية، أبرزها إحباط عدد من العمليات الإرهابية، وتفكيك سيارات مفخخة وملاحقة مسلحين مطلوبين واكتشاف معامل لصناعة العبوات الناسفة، وسط تعاون شعبي والتفاف مجتمعي غير مسبوق، وخطة انتشار وتفعيل لمقار الشرطة بالمدن والأحياء، وحملات دهم لأوكار مطلوبين ضمن تنسيق مسبق مع المقاومة الجنوبية.
فيما تحقق القوات الأمنية يومًا بعد يوم تقدمًا ملحوظًا في استتباب العملية الأمنية وكشف معامل صنع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والمتفجرات ونجحت للمرة الأولى منذ سنوات القوات الأمنية بعدن في كشف سيارات مفخخة وتفكيكها وإحباط عمليات إرهابية في ظل تزايد الهجمات الإرهابية وموجة الاغتيالات بحق القيادات العسكرية والكوادر المدنية وعناصر الأمن والمقاومة الجنوبية.
وتشهد العاصمة عدن تحركات واستعدادات مستمرة لحكومة خالد محفوظ بحاح لتفعيل نشاطها من عدن، في حين أن عددا من مكاتب الوزارات قد نقلت مكاتبها من سابق إلى عدن بينها الزارعة والمالية والخارجية والداخلية، وسط لقاءات شبه يومية للحكومة اليمنية التي تعمل جاهدة برئاسة بحاح على تفعيل نشاطها والنزول إلى المناطق المحررة لتلمس قضايا المحافظات وفق توجيهات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.