وزير الخارجية المصري: على ليبيا قيادة جهود مكافحة «داعش»

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس إن ليبيا بحاجة لتشكيل حكومة موحدة قبل أن تختار الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون التدخل العسكري ضد آلاف من مقاتلي تنظيم «داعش» المتطرف في البلاد.
وقال شكري في مقابلة مع وكالة «رويترز»: «هذه عملية يجب أن تكون بقيادة ليبية»، وأقر بأن جهود تشكيل حكومة واحدة من حكومتين متنافستين في ليبيا «صعبة».
ويشعر مسؤولون أميركيون في مجال مكافحة الإرهاب بالقلق من توسع فرع «داعش» في ليبيا، حيث حشد آلاف المقاتلين واستولى على قطاع ساحلي يشمل مدينة سرت، علاوة على مهاجمة البنية التحتية النفطية.
وغرقت ليبيا في حالة من الفوضى في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بحكم العقيد الراحل معمر القذافي بمساعدة حملة جوية بقيادة حلف شمال الأطلسي في 2011.
وقال جيمس كلابر، مدير المخابرات الوطنية الأميركية، أمس للكونغرس إن فرع «داعش» في ليبيا «أحد أكثر الأفرع تطورا خارج سوريا والعراق.. وفي وضع جيد لتوسيع الأراضي الخاضعة لسيطرته في 2016».
وناقش مسؤولون أميركيون شن ضربات جوية في ليبيا أو نشر قوات أميركية خاصة، لكنهم يقولون إن أي حملة عسكرية لن تكون قبل أسابيع أو حتى أشهر.
وأشار شكري إلى أن التدخل الدولي دون موافقة ليبية قد يأتي بنتائج عكسية.
وقال شكري: «أعتقد أننا جميعا ندرك أن هذه مسألة يجب أن يتعامل معها الليبيون في المقام الأول».
وعلى الرغم من الاتفاق الذي وقع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن الحكومتين المتنافستين في ليبيا أخفقتا في وضع الترتيبات النهائية لحكومة الوفاق الوطني.
وخلال المقابلة، رفض شكري الانتقادات المتزايدة لسجل حقوق الإنسان في مصر. وقال شكري إنه يعترض على «التعميم الواسع واستخدام أرقام غير مدققة أو لم يتم التحقق منها». وأضاف شكري: «هناك بالتأكيد أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين في السجن يواجهون المحاكمة لارتكاب أعمال وأنشطة خارج إطار القانون».
وتابع شكري قائلا: «نقوم بذلك في إطار نظام قضائي دون أي لجوء إلى إجراءات خارج نطاق القضاء».
وتحارب مصر تمرد متشددين في سيناء اكتسبوا قوة دفع منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في منتصف عام 2013، وقتل أيضا مئات من الجيش والشرطة.
ورفض شكري ما وصفها بـ«تلميحات» من البعض في إيطاليا بأن طالب الدراسات العليا الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته وعليها آثار تعذيب على أحد الطرق، كان ضحية لأجهزة الأمن المصرية. وكان ريجيني يجري بحثا عن النقابات المستقلة في مصر.
وقال شكري إن مصر تتعاون تماما مع الحكومة الإيطالية.
وأضاف: «من المؤسف أنه تعرض لنوع من الإجرام. ونأمل أن نتمكن من الوصول إلى الحقيقة، وأن نقدم للعدالة المسؤول عن موته المأساوي أيًا كان».