جرحى سوريون يطالبون بالعودة إلى عوائلهم.. والسلطات التركية ترفض

نازحون: من نجا من الموت بالقصف سيموت بسبب البرد على الحدود

نازحون سوريون هاربون من قصف الطيران الروسي على مناطق في حلب ينتظرون قرب معبر {باب السلامة} الحدوي مع تركيا (إ.ب.أ)
نازحون سوريون هاربون من قصف الطيران الروسي على مناطق في حلب ينتظرون قرب معبر {باب السلامة} الحدوي مع تركيا (إ.ب.أ)
TT

جرحى سوريون يطالبون بالعودة إلى عوائلهم.. والسلطات التركية ترفض

نازحون سوريون هاربون من قصف الطيران الروسي على مناطق في حلب ينتظرون قرب معبر {باب السلامة} الحدوي مع تركيا (إ.ب.أ)
نازحون سوريون هاربون من قصف الطيران الروسي على مناطق في حلب ينتظرون قرب معبر {باب السلامة} الحدوي مع تركيا (إ.ب.أ)

على مسافة أمتار من معبر أونجو بينار (باب السلامة) يقف عشرات السوريين ممن دخلوا الأراضي التركية قبل أيام، بينهم مرضى ومرافقوهم، علّ سلطات المعبر التركي تسمح لهم بالعودة إلى سوريا، لكن دون جدوى، فالسلطات لا تسمح بذلك، بل وترفض بشدة.
في الصباح الباكر، وبعد خروجها من مستشفى مدينة كيليس جنوب تركيا، وصلت سيدة مسنة على كرسي متحرك إلى المعبر الحدودي البري المغلق، ومعها ابنها الذي دخل معها يوم الجمعة، عبر سيارة إسعاف أقلتهم من الأراضي السورية إلى تركيا، اليوم تريد هذه العجوز العودة إلى قريتها، أو على الأقل دخول الأراضي السورية، القريبة جدا من حيث المسافة، البعيدة من حيث إمكانية العبور إليها.
قالت باختصار: «لا أريد البقاء أكثر هنا، أريد العودة إلى سوريا»، مضيفة: «شكرا لأنهم أدخلوني المستشفى، لكنني أريد العودة إلى سوريا».
بعد قليل، سمح لها بعبور الحاجز، بعد أن اضطر ابنها وابن أختها إلى حملها والسير باتجاه البوابة الحدودية، هناك سمح لهم الشرطي المسؤول بالدخول، وبعد إعطاء العجوز السورية قنينة ماء للشرب، وصلت سيارة إسعاف لتقلها وتختفي في العمق السوري، وقد تم نقلهم إلى المخيم الذي أنشأته تركيا حديثا.
العجوز كانت أوفر حظا من العشرات الذين منعتهم الشرطة من الاقتراب من الحاجز الحدودي. هذه المرة أغلقت تركيا وبإحكام شديد أبوابها أمام عشرات الآلاف من السوريين الفارين من الغارات الجوية التي تشنها وبكثافة مقاتلات سلاح الجو الروسي، وتقدم قوات النظام على إثرها صوب السيطرة على ريف حلب الشمالي.
وبدلا من السماح للاجئين بتخطي الحدود، بدأت أنقرة بإنشاء مخيم جديد لإيوائهم، ضمن الحدود السورية، مخيم يضاف إلى ثمانية مخيمات أنشئت سابقا على الأراضي السورية.
عبد الجبار محمد، الذي دخل الأراضي التركية يوم السبت الماضي، مرافقا لجاره الذي أصيب بجروح بالغة بعد القصف الذي تعرضت له قريتهم، ترك زوجته وأطفاله الخمسة على الجانب الآخر من الحدود، اليوم وبعد أيام من انتظار دخول عائلته إلى تركيا، أصيب بالـ«إحباط»، وقرر العودة إلى سوريا «بحثا عن أسرته».
قال عبد الجبار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على مقربة من بوابة معبر أنجو بينا (باب السلامة)، إن «إصابة أولادي لم تكن بالغة، لذا تركتهم في مستشفى الهلال الأزرق على الحدود، ودخلت برفقة جاري الذي تعرض لإصابة بالغة بسبب القصف الروسي الذي تعرضت له بلدتنا بريف حلب»، مضيفا: «منذ أيام وأنا أنتظر عائلتي لكن دون جدوى». ويطالب محمد سلطات المعبر الحدوي بـ«السماح له العبور إلى سوريا»، مضيفا: «أريد الذهاب للبحث عن زوجتي وأطفالي الذين يبلغ أكبرهم سنا 11 عاما».
ويتساءل محمد: «لماذا لا يسمحون لنا بالمغادرة.. وفي الوقت ذاته لا يسمحون بدخول العالقين على الحدود؟»، مؤكدا وجود «أكثر من 60 ألف مدني على الحدود التركية».
وقبل أن يتركنا ويذهب، أنهى اللاجئ السوري كلامه بجملة مختصرة: «من نجا من الموت بسبب القصف سيموت بسبب البرد على الحدود».
أما محمد علي أحمد، وهو من سكان مدينة دير الزور، فهو الآخر يريد العبور إلى سوريا، للقاء عائلته العالقة على الحدود. محمد قال لنا: «الموت هنا وهناك، في تركيا يمكن أن نموت جوعا بسبب قلة فرص العمل وغلاء الأسعار، وفي سوريا قد نموت بسبب الجوع أو القصف».
وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة محمد وجيه جمعة، قال في تصريح صحافي له عند المعبر الحدودي: «ليس المهم فتح الحدود أمام اللاجئين، بل نطالب بوقف آلة القتل الوحشية الروسية»، متهما المجتمع الدولي بـ«عدم امتلاك الإرادة لإيقاف روسيا». وأضاف جمعة أن «المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام اختبار عسير، لتثبت صدقها في الوقوف إلى جانب الشعب السوري».
وتوقع المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان قرتولمش أن يجبر «السيناريو الأسوأ» نحو 600 ألف سوري على التوجه صوب الحدود التركية، وأن تركيا ستفعل ما بوسعها لمساعدتهم خارج أراضيها».
وانتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل روسيا خلال زيارتها إلى أنقرة، يوم الاثنين، بسبب عمليات القصف في سوريا التي أجبرت عشرات الألوف من المدنيين على الفرار، وأشارت إلى أن ما تقوم به روسيا يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي وقعت موسكو عليه في ديسمبر (كانون الأول).



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.