نائب الرئيس اليمني: نعمل على فك حصار تعز.. وإيران وراء تخريب البلاد

بحاح قال إنه يملك رؤية شاملة لإعمار اليمن

المهندس خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء
المهندس خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء
TT

نائب الرئيس اليمني: نعمل على فك حصار تعز.. وإيران وراء تخريب البلاد

المهندس خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء
المهندس خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء

كشف المهندس خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء، أن قرار تحرير تعز قد تم اتخاذه، ويعمل حاليًا على فك حصارها قريبًا، مشيرًا إلى أن الحصار الذي تعيشه مدينة تعز بسبب أنها منطقة مزدحمة في رقعة صغيرة، وتتمركز فيها قوات عسكرية تابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيات جماعة الحوثي.
وقال بحاح، في دبي أمس، إن قوات المخلوع صالح وميليشيات الحوثي لا تمتلك حسًا أخلاقيًا ولا وطنيًا ولا قانونيًا، مشيرًا إلى أن دور الحكومة اليمنية على أرض الواقع يتمثل في استراتيجية تتمحور حول الانتشار والوجود في كل أراضي البلاد، وتقديم كل الخدمات من غذاء وصحة وتعليم.
وكان بحاح يتحدث ضمن إحدى جلسات القمة العالمية للحكومات التي تنعقد في مدينة دبي، قائلا إن الوضع الذي يمر به اليمن استثنائي، ومرحلة بعد التحرير ليست سهلة وتحتاج إلى كثير من العمل والجهود في ظل الفراغ الأمني الكبير، معيدًا إلى الأذهان حادثة التفجير الإرهابي التي وقعت بتاريخ 6 أكتوبر (تشرين الأول) في قلب القصر التي كادت تعصف بكل أعضاء الحكومة.
واستنكر بحاح تدخل إيران السافر ودعمها الجماعات الحوثية لتخريب اليمن، مؤكدا أن وجود ودور إيران في اليمن باتا واضحين للجميع، مشددا على أن الذهاب إلى الحوار في «جنيف1» و«جنيف 2»، جاء تماشيا مع الأهداف الأخلاقية والوطنية، وللعمل على إيقاف الحرب واللجوء إلى لغة الحوار والسلام، إلا أن هذه اللغة للأسف تفتقر إليها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، إلى جانب أنهم لا يمتلكون قرارا ولا رؤية لإنقاذ اليمن.
وأكد بحاح العزم على الاستمرار في العملية السياسية بالتوازي مع العمليات العسكرية، التي من شأنها أن تعزز وجودهم السياسي لطرد الميليشيات الحوثية، ووقف العبث الإيراني في اليمن، وقال: «نقترب من صنعاء، ونمتلك وجودا مباشرا وغير مباشر فيها، وسنواصل بنفس الروح والهمة التي سلكنا بها درب التحرير نحو إعادة التنمية والبناء في اليمن في إطار منظومة التعاون الخليجي».
واستعرض التحديات التي يواجهها اليمن حاضرًا ومستقبلاً ورؤيته المستقبلية لتطورات الأوضاع، وقال إن «التدخل العسكري لدول التحالف بقيادة السعودية جاء ترجمة لدور المملكة في دعم الاستقرار في اليمن، وتحقيق تطلعات الشعب اليمن من خلال المبادرة الخليجية».
وأضاف: «بعد أن نكث الحوثيون العهد جاء التدخل العسكري لإيقاف التهور والعبث اللذين بدآ يعصفان بالبلاد، وأن هذا ليس تدخلاً، وإنما يأتي في إطار مساندة الأشقاء العرب وفقًا لمعاهدة الدفاع العربية، ونحن في الحكومة اليمنية على اطلاع ومتابعة دائمة لسير العمليات العسكرية وشركاء في هذه المهمة».
وحول فترة رئاسته لمجلس الوزراء اليمني في الظروف التي مرت بها اليمن خصوصًا بعد سقوط صنعاء، قال بحاح: «كنت متابعًا للوضع اليمني الصعب لحظة بلحظة من خلال دوري باعتباري مندوبا دائما لليمن في الأمم المتحدة، لكنني وجدت نفسي وحيدًا على الساحة لتولي المنصب وقبلت إيمانًا مني بالحلول السياسية كونها أفضل الطرق إلى إعادة الوضع إلى طبيعته في اليمن».
وتطرق بحاح إلى المرحلة المقبلة وقال: «بدأنا بعاصفة الحزم، ومررنا بعاصفة الأمل، وسنختمها بعاصفة التنمية. نملك رؤية شاملة لإعمار اليمن.. الشعب اليمني سيعود سعيدًا ومنتجًا وجارًا شقيقًا لدول الخليج والمنطقة أجمع».
يذكر أن بحاح تولى منصب رئيس الوزراء في اليمن منذ عام 2014 إلى جانب منصبه نائبًا للرئيس اليمني منذ العام الماضي، وكان وزير النفط والمعادن من 2006 إلى 2008، وفي 13 أكتوبر 2014، عينه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، رئيسًا للوزراء، وتولى المنصب في 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، ومن ثم عينه هادي نائبا للرئيس في 12 أبريل (نيسان) 2015.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».