هايتي تنتظر رئيسًا توافقيًا مؤقتًا عبر البرلمان بعد فشلها في انتخاب رئيس

تنحى ميشيل مارتيلي، رئيس هايتي عن السلطة، أول من أمس تاركًا بلدًا منقسمًا بشدة في أيدي حكومة انتقالية، بينما تسببت احتجاجات شابتها أعمال عنف في إلغاء اليوم الأول من الاحتفالات في كرنفال سنوي، حيث اشتبكت شرطة مكافحة الشغب مع المحتجين، بعد أن أعاد مارتيلي وشاح الرئيس دون أن يتسلمه منه أحد.
وتسببت الجولة الأولى للانتخابات في اضطرابات دامت أسابيع، بعدما قال منتقدون إنها عرفت عمليات تزوير، وهو ما حال دون إجراء جولة إعادة لانتخاب رئيس جديد قبل انتهاء فترة ولاية مارتيلي. وبناء على اتفاق جرى في اللحظات الأخيرة ورحبت به واشنطن، وبلدان غربية أخرى، سيختار البرلمان رئيسا مؤقتا في الأيام القليلة المقبلة، فيما ينتظر أن تجرى الانتخابات في 24 من أبريل (نيسان) المقبل، على أن يتولى الفائز السلطة في مايو (أيار) القادم. لكن رفض ثمانية من المرشحين، الذي خاضوا الجولة الأولى من الانتخابات، فكرة اختيار البرلمان لرئيس مؤقت، ودعوا إلى أن يتولى قاض من المحكمة العليا إدارة شؤون البلاد.
ويرى المرشحون، ومن بينهم مرشح المعارضة في جولة الإعادة جود سيلستين، أن البرلمانيين الذين انتخبوا أيضًا في الجولة الأولى من نفس الانتخابات المعيبة لا يملكون شرعية الإشراف على الحكومة الانتقالية، أو التصويت على اختيار حكومة أخرى.
وأول من أمس اشتبك مؤيدو المعارضة والشرطة مجددا في بور أو برنس داخل منطقة تستضيف جانبا من احتفالات كرنفال ماردي جراس، مما دفع اللجنة المنظمة للمهرجان إلى إلغاء اليوم الأول. وساد جو من الكآبة، فيما كان يفترض أنه يوم للاحتفال بانتخاب رئيس جديد، وكذلك بالذكرى الثلاثين لسقوط ديكتاتورية دوفالييه، وبدء احتفالات الكرنفال في البلد المطل على البحر الكاريبي.
ومع استقالة الرئيس ميشيل مارتيلي، عقد إيفانز بول، رئيس الحكومة المؤقتة المتنازع عليها، مؤتمرا صحافيا في بورت أو برنس، حث فيه على «الحوار على أمل إطلاق معجزة هايتي السياسية».
وقال بول أثناء المؤتمر الصحافي إنه «لا ينبغي ترك البلاد تسقط في الفوضى. فأسلحة الحشد غير ضرورية اليوم لأن الأولوية للحوار. والحوار هو ما جعل هذا الاتفاق ممكنا. نحن نحتاج لحوار أكبر مع كل القطاعات بين الموجودين في السلطة والمعارضة والشوارع والمجتمع المدني، بحيث يمكننا تحقيق معجزة هايتي السياسية».
وأضاف بول موضحا: «يجب على الموجودين في السلطة والمعارضة أن يتعاونوا بحيث يمكن للبلاد الخروج من مستنقع التخلف. يجب عليهم جميعا التعاون كي تتمكن الدولة من خلق كرامة جديدة تمنح الشعب اتجاها جديدا، وحتى يتسنى لنا تجميل صورة البلاد المشوهة لأن بعض الناس يقومون دائما بأفعال مخزية بقتل الناس وإلقاء الحجارة.. وهذا النزاع على السلطة الذي لا تقيده قيود ليس أمرا جيدا».