أعضاء جماعة «البيتلز» البريطانية.. أكثر سفاحي «داعش» وحشية

قادهم «السفاح جون».. وهوية 3 أعضاء آخرين لا تزال مجهولة

صورة لأليكسندا كوتي تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية قبل رحيله إلى سوريا
صورة لأليكسندا كوتي تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية قبل رحيله إلى سوريا
TT

أعضاء جماعة «البيتلز» البريطانية.. أكثر سفاحي «داعش» وحشية

صورة لأليكسندا كوتي تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية قبل رحيله إلى سوريا
صورة لأليكسندا كوتي تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية قبل رحيله إلى سوريا

كشفت الاستخبارات الأميركية والبريطانية عن هوية عضو جديد ينتمي إلى مجموعة من الإرهابيين البريطانيين التابعين لـ«داعش» في سوريا، تدعى «البيتلز»، وفقًا لمعلومات أكدتها صحيفة «واشنطن بوست» وموقع «بازفيد» الإخباري.
ويدعى الإرهابي البريطاني الشاب، اليكساندا كوتي (32 عاما)، وهو واحد من 4 أعضاء آخرين التحقوا بمجموعة «البيتلز» التي قادها محمد إمزاوي، المعروف بكنية «السفاح جون»، إلى أن لقي مصرعه في غارة أميركية على «داعش» في سوريا في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وترعرع كوتي في منطقة «شيبوردز بوش»، غرب لندن، برفقة أبيه الغاني وأمه القبرصية - اليونانية، وعرف ضمن أصدقائه بحبه لفريق «كوينز بارك رينجرز» لكرة القدم. وأفادت مصادر مقرّبة من كوتي أنه اعتنق الإسلام في أوائل العشرينات من عمره، بعد أن تزوج بسيدة مسلمة ورزقا بطفلين تركهما وراءه في بريطانيا. كما أكد مقرّبون منه أنه ارتاد مسجد «المنار» في منطقة لادبروك غروف، وهو المسجد نفسه الذي كان يذهب إليه إمزاوي، الذي كان يعيش في منطقة قريبة منه. وبيد أن القائمين على المسجد رفضوا التعليق على ذلك، إلا أنهم أكدوا في بيان سابق أنهم اتخذوا عددا من الإجراءات لمكافحة التّطرّف بعد أن وجّهت إليهم أصابع الاتهام في الأوساط الإعلامية.
كما يذكر أن كوتي كان على صلة بجماعة «لندن بويز» قبل سفره إلى سوريا، وهي عبارة عن شبكة متطرّفين عرفت بتأييدها للعنف والقتال ضمن الأوساط المسلمة، كما كان بعض أعضائها على علاقة بتفجيرات 7 / 7 الإرهابية في لندن. ورفضت سكوتلانديارد التعليق عن ما إذا كان كوتي معروفا لدى السلطات قبل مغادرته البلاد.
من جهتها، أكدت مصادر بريطانية مطّلعة أن كوتي غادر لندن إلى منطقة الشرق الأوسط على متن قافلة مساعدات متجهة لغزة، نظمها النائب البرلماني السابق والمرشح في السباق الانتخابي لعمودية لندن، جورج غالوي، عام 2009. ونفى المتحدّث باسم غالوي معرفة المرشح لعمودية لندن لكوتي، وقال إن أكثر من 500 شخص استقلّوا أسطول المساعدات، وإن غالوي لا يتذكر لقاءه. كما أكد المتحدّث أن اسم كوتي لم يرد على لائحة المنضمين إلى الأسطول الذي حمل مساعدات بقيمة مليون جنيه إسترليني إلى غزة.
في المقابل، أكد موقع «بازفيد»، استنادًا إلى وثيقة تعدّ أسماء المشاركين في أسطول مساعدات غزة وعلى شهادة أحدهم، أن كوتي سافر برفقة ريزا أفشرزاديغان، أحد القياديين في «لندن بويز» وصديق مقرب لإمزاوي. وأفاد أحد المسافرين أن كوتي اختفى بعد وصول الأسطول إلى غزة، وأنه لا يعرف إن كان قد عاد إلى بريطانيا.
وعرف أعضاء «البيتلز» لدى المجتمعات الغربية بوحشيتهم الفائقة، إذ إنهم مسؤولون عن إعدام 27 رهينة على الأقل. كما روّج أعضاء «داعش» للجماعة من خلال شرائط دعائية مسجلة ظهروا فيها وهم يرهبون ويقتلون رهائن غربيين. من جهتهم، أفاد رهائن سابقون لدى «داعش» أن أعضاء المجموعة مكلفون بحراسة السجناء الأجانب بالدرجة الأولى، فيما أوضح مسؤول في الاستخبارات الأميركية أن أعضاء المجموعة هم من بين أكثر الإرهابيين شراسة، وأنهم مطلوبون من عدة أجهزة استخبارات غربية.
وأشار المصدران الإعلاميان إلى أن المجموعة اكتسبت تسميتها من طرف أحد الرهائن الذي أطلق عليهم اسم «البيتلز»، تبعا للفرقة الغنائية الشهيرة، بسبب لكنتهم البريطانية الواضحة.
في سياق متّصل، قال مسؤول أميركي كبير، أمس، إن تنظيم داعش اضطر لخفض مرتبات مقاتليه بما يصل إلى النصف بسبب التأثير الكبير للضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على الأموال التي يجنيها التنظيم من مبيعات النفط.
وقال دانييل جليزر، مساعد وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب، إن الضربات الجوية أضعفت قدرة التنظيم على استخراج النفط وتكريره ونقله من المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا. وتابع في مؤتمر صحافي في لندن أنه «عندما ننظر إلى الصعوبات التي نعرف أنهم يواجهونها فيما يتعلق بالنقل والاستخراج، أعتقد أنه لم يعد بمقدورهم جني المال كما كان الحال من قبل.. فقد خفضوا مرتبات مقاتليهم في الرقة بما يصل إلى 50 في المائة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».