وثيقة رسمية لحزب صالح تكشف عن مخططات تخريبية

الانفصال بالشمال وتقسيم الدولة ونشر «داعش» أهم ملامحها

وثيقة رسمية لحزب صالح تكشف عن مخططات تخريبية
TT

وثيقة رسمية لحزب صالح تكشف عن مخططات تخريبية

وثيقة رسمية لحزب صالح تكشف عن مخططات تخريبية

كشفت وثيقة اجتماع سري لأمانة المؤتمر الشعبي العام، الذي أسسه الرئيس المخلوع علي صالح في منتصف 1982، واطلعت «الشرق الأوسط» على بنود الوثيقة التي تدعو منتسبي المؤتمر إلى ضرورة تشويه صورة التحالف العربي في الداخل والخارج، ونشر معلومات مغلوطة عن رغبتهم في تقسيم اليمن والاستيلاء على «حضرموت، وسقطرى، عدن، وباب المندب» وترك المدن الجنوبية لداعش للعبث فيها، وذلك بهدف تقليب المجتمع المدن على الوجود العربي ورفض الرئيس الشرعي.
وبحسب بيان اجتماع أمانة المؤتمر الشعبي العام، الذي عقد في منزل عارف عوض الزوكا، الأمين العام للمؤتمر، بحضور العميد ركن غازي الأحول مسؤول ملف المحافظات الجنوبية، ومحمد العولقي مسؤول التوجيه المعنوي في المحافظات الجنوبية، وجه حزب صالح نشاطه الإعلامي للخارج ومنظمات حقوقية، لتشويه الدور الذي يقوم به التحالف.
ودعا البيان، الذي بثته الأمانة العامة للمؤتمر على مناصريها في المحافظات الجنوبية، على ضرورة تفكيك من وصفتهم بـ«مرتزقة» من القيادات اليمنية الموالية للشرعية وقوات التحالف العربي، وتضخيم الخلاف بين هذه القيادات بشكل مدروس وتوجيهه بشكل مباشر وغير مباشر للانشغال بما هو عليه الوضع وحالتهم الشخصية لإظهار المشكلات على السطح وتفتيت هذه الوحدة، لإعادة الأمر إلى ما كانت عليه قبل دخول قوات التحالف العربي لإعادة الرئيس الشرعي.
ومن أبزر بنود البيان الذي دعا إليه المؤتمر، إعلان حالة الفوضى في البلاد من خلال الدفع بالمتحمسين من قيادات في الجنوب أو في الشمال، للانفصال الكامل عن اليمن، بإبراز هذه المطالب بطريقة مستفزة، على أن يتوافق مع هذا العمل مهاجمة الرموز الدينية، يعقبه حرق لعلم الوحدة، واستفزاز أصحاب المناطق الشمالية ورفع أعلام الانفصال على المؤسسات التي تخضع لسيطرة الشرعية.
وشدد البيان على أن هذه الأعمال تسير بالتوافق مع المسار الثاني للحملة، من خلال بث معلومات مغالطة عن الدور الذي تلعبه الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور، وقوات التحالف العربي، في هذا الانفصال ورغبتهم في تقسيم البلاد ونشرها بشكل دائم وثابت، وذلك بهدف دفع الجيش للتمسك والتراجع مع اللجان الشعبية والقوى الوطنية للدفاع عن الوحدة. ويبدو أن الاجتماع الذي عقد قبل شهر من الآن، وفقا لمصدر يمني رفيع، لم يغفل بعض التصريحات التي أطلقت هنا أو هناك، ليركز على الإعلاميين الخليجيين، وإبراز دور من يدعو فيهم إلى الانفصال وإن كان أطلقها كفكرة على أن تربط هذه التصريحات بدور بلاده في التحالف، وتوسيع هذه النقطة لتكون توجه دولة وليس رأيا إعلاميا أطلقه في إحدى القنوات أو الصحف.
ومع ما ورد في بيان الأمانة العامة للمؤتمر، أكد مسؤول يمني رفيع، أن هذه الوثيقة وجدت مع أحد أتباع الأمين العام للمؤتمر الشعبي، في شبوة، يعمل على نشرها وبثها في أوساط المجتمع المدني، لافتا إلى أن ما ورد يعمل بها الآن، وتطبقها ميليشيا الحوثيين وحليفهم على صالح بشكل كبير وموسع في عدد من المديريات اليمنية وعبر الوسائل الإعلامية المناصرة أو الموالية لهم بشكل يومي.
وأكد المصدر أن هذه الأعمال هو ديدن هذه الجماعة والرئيس المخلوع على صالح، حيث تسعى إلى إدخال البلاد في نفق مظلم لا يمكن الخروج منه، وفي الجانب الآخر تدعي أنها تبحث عن السلام، وهو ما لم يكن واردا في كل المحادثات التي جرت في أوقات سابقة التي كانت الميليشيا تستغلها لإعادة توازنها بعد الضربات القوية التي تلقتها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.