المعارضة السورية: ريف حلب محاصر.. وآلاف الأشخاص يفرون وتركيا تغلق حدودها

المعارضة السورية: ريف حلب محاصر.. وآلاف الأشخاص يفرون وتركيا تغلق حدودها
TT

المعارضة السورية: ريف حلب محاصر.. وآلاف الأشخاص يفرون وتركيا تغلق حدودها

المعارضة السورية: ريف حلب محاصر.. وآلاف الأشخاص يفرون وتركيا تغلق حدودها

قال قائد مجموعة من المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة اليوم (الجمعة)، إنّ قوات النظام السوري والقوات الحليفة لها، طوقت ريف حلب الشمالي تمامًا، وإنّ القصف الروسي العنيف مستمر.
واخترقت قوات الأسد والقوات الحليفة لها، دفاعات المعارضة ووصلت إلى قريتين في شمال محافظة حلب يوم الأربعاء، مما خنق خطوط إمداد المعارضة من تركيا إلى مدينة حلب.
وتسبب الهجوم في شمال المحافظة والمدعوم بمئات الغارات الجوية الروسية، بفرار عشرات الألوف من السكان في اتجاه الحدود التركية كما كان من أسباب تعطل محادثات السلام السورية في جنيف.
وأفاد حسن حاج علي قائد لواء صقور الجبل التابع للجيش السوري الحر الذي تلقّى تدريبا عسكريًا أميركيًا، بأنّ القصف الجوي مستمر، مضيفًا أنّ الغطاء الروسي مستمر ليل نهار، وأن المنطقة شهدت أكثر من 250 ضربة جوية في يوم واحد. وأكمل قائلاً إن النظام يحاول الآن توسيط المنطقة التي بسط سيطرته عليها، وإن ريف حلب الشمالي محاصر تمامًا الآن، وإن الوضع الإنساني صعب جدًا.
وتوجه آلاف السوريين الفارين من الحملة العسكرية التي يشنها النظام، نحو الحدود التركية، حسب أنقرة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أغلقت السلطات التركية الحدود في منطقة كيليس.
وأفاد صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية، بأن الوضع هادئ عند معبر أونغوبينار المقابل لمعبر باب السلامة في سوريا، والواقع جنوب مدينة كيليس. ولم يكن أي دخول أو خروج عبر المعبر مسموحًا من الجهة التركية. كما لم يكن في الإمكان من الجانب التركي رؤية أي تجمع للاجئين، وكانت بضع سيارات تابعة للشرطة التركية متوقفة في الممر الطويل الفاصل بين البلدين، حسب مراسل الوكالة.
من جانبه، أفاد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن اللاجئين احتشدوا في حقول ومخيمات مستحدثة وراء المنطقة الفاصلة بين البلدين. وأضاف: «هناك آلاف الأشخاص ومعظمهم عائلات مع نساء وأطفال.. ينتظرون الدخول إلى تركيا».
وكان المرصد السوري تحدّث، أمس، عن فرار قرابة 40 ألف مدني من المنطقة منذ الاثنين، مشيرًا إلى أن الآلاف منهم بلا مأوى بالقرب من الحدود التركية.
وأعلن أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي أمس، أن «عشرة آلاف لاجئ جدد، ينتظرون عند بوابة كيليس بسبب الغارات الجوية والقصف على حلب»، وأن «بين 60 و70 ألف شخص يتحركون من المخيمات في شمال حلب نحو تركيا».
واتهمت تركيا التي تستضيف نحو 2.5 مليون لاجئ سوري على أراضيها، حلفاء النظام السوري بالمشاركة في «جرائم الحرب أيضًا»، في إشارة إلى روسيا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.