210 سجناء سياسيين يخضعون لعمليات تعذيب بسجن الثورة في اليمن

مركز حقوقي يرفع ملفًا عن حالتهم للمنظمات الدولية للتدخل السريع

210 سجناء سياسيين يخضعون لعمليات تعذيب بسجن الثورة في اليمن
TT

210 سجناء سياسيين يخضعون لعمليات تعذيب بسجن الثورة في اليمن

210 سجناء سياسيين يخضعون لعمليات تعذيب بسجن الثورة في اليمن

رفع مركز حقوقي في صنعاء، ملفا متكاملا للأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، يوضح حالة أكثر من 210 سجناء سياسيين زُج بهم في سجن «الثورة» بصنعاء الخاضع لسيطرة جماعة الحوثيين؛ إذ يتعرض هؤلاء لأشدّ أنواع التعذيب على أيدي الميليشيات منذ اعتقالهم دون مسوغ رسمي. وزادت عمليات التعذيب بمختلف أشكاله «الجسدي، واللفظي» هذه الأيام، مع تناقل الأخبار عن وصول قوات الجيش النظامي الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي على مشارف المدينة.
وينتظر هذه المركز الرد من الجهات الدولية على ما رفعته من معلومات وأرقام موثقة، لإنقاذ حياة المدنيين بشكل عام والسياسيين والصحافيين الذين منعوا من لقاء أهاليهم وذويهم لفترات طويلة.
وبحسب مركز صنعاء الحقوقي، الذي أعد الملف، فإن ميليشيا الحوثي أفرطت هذه الأيام في تعذيب السجناء الذين اقتادتهم من مختلف المديريات اليمنية منذ اجتياح العاصمة «صنعاء»، وجرى عزلهم بالحبس الانفرادي في «زنزانات» تحت الأرض، محرومين لفترة طويلة من أشعة الشمس والإضاءة، مع فرض تحقيق مكثف يومي، وفي ساعات مختلفة حتى لا يتمكن السجناء من الاسترخاء.
وأرجع المركز الحقوقي، عدم وجود رقابة محلية ودولية لسجن الثورة، لأسباب عدة، من أبرزها خضوع السجن لسيطرة ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح التي أصدرت أوامرها لمسؤولي السجن بمنع أهالي المعتقلين من الزيارة، إلا في أوقات متقطعة ومتباعدة، وتكون هذه الزيارات بعد أن تلقي مسؤولي السجن الرشوة للسماح لأهالي المعتقلين بالزيارة، إضافة إلى منع دخول أي شخصيات ممثلة عن المنظمات الحقوقية أو الاجتماعية لرصد معاناة المساجين.
وشدد المركز الحقوقي على أن هناك معتقلين أدخلوا منذ سبتمبر (أيلول) 2014، يحتاجون بسبب حالتهم الصحية إلى تدخل عاجل، ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم. ويرفض مسؤولو سجن «الثورة» الذي يتكون من 17 زنزانة جماعية وانفرادية، من عرض السجناء السياسيين على أطباء السجن.
وقال عبد الله المنصوري، عضو مركز صنعاء الحقوقي «إن هذه الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي وحليفهم الرئيس المخلوع، هي جرائم ضد الإنسانية ترتكب بحق مدنيين عُزل جرى اختطافهم بناءً على معارضتهم وتبنيهم رأيًا مخالفًا لسلطات جماعة الحوثي».
وأضاف المنصوري أن المعلومات تشير بوضوح إلى أن التعذيب يجري بوحشية وطريقة ممنهجة تقوم بها جماعة مسلحة، تمتلك هيكلا ونظاما معروفا يجري تلقي الأوامر من أعلى إلى أسفل، وليست حالات عفوية أو فردية، وبما يجعل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح والقادة الميدانيين يتحملون المسؤولية أمام القانون اليمني، وأمام القانون الدولي ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية، بصفتهم وأسمائهم، بتهمة ارتكاب فظائع جنونية بحق الإنسان.
وحول آلية اعتقالهم، أكد الناشط الحقوقي أنه لا يوجد مسوغ قانوني لزج السياسيين في السجن، كما أن الحوثيين لا يعترفون بمثل هذه الإجراءات القانونية التي تمنع مثل هذه الأعمال، ما لم يحاكم السجين بشكل مباشر وعلني، وهو ما يعمق من مأساة المساجين الذين يعانون بشكل دائم.
في سياق متصل، تعمدت ميليشيا الحوثيين نهب أجور منسوبي الجهاز الأمني في الحديدة، بعد توقف دورهم في المدينة، حيث فوجئ الجنود عند وجودهم في مكتب البريد لتسلم رواتبهم، أن أرقام حساباتهم مفتوحة وخالية من أي رصيد، بعد أن فتح مدير المكتب الحسابات تحت تهديد الميليشيات.
واتهم الجنود، بحسب عبد الحفيظ الخطامي، الناشط الاجتماعي في إقليم تهامة، عبد الحميد المؤيد؛ مدير أمن الحديدة المعيّن من قبل الحوثيين، بنهب رواتبهم بحجة أنهم يعملون مع جهات معادية للوطن، فيما اتهم بعضهم بانتمائهم لـ«داعش»، موضحا أن المؤيد سبق وأن أوقف رواتب الكثير منهم وسحبها منذ شهور حتى اليوم، مع حملة مداهمة وتفتيش لمنازل الجنود، واقتياد عدد منهم لجهة مجهولة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.