«حماس» تعلن عن خسارة مزيد من مقاتليها في بناء الأنفاق

وزير إسرائيلي يؤكد أن بلاده ستتخذ إجراءات صارمة للتعامل معها

شرطي إسرائيلي في مكان الحادث الذي قتل فيه 3 فلسطينيين أمس (رويترز)
شرطي إسرائيلي في مكان الحادث الذي قتل فيه 3 فلسطينيين أمس (رويترز)
TT

«حماس» تعلن عن خسارة مزيد من مقاتليها في بناء الأنفاق

شرطي إسرائيلي في مكان الحادث الذي قتل فيه 3 فلسطينيين أمس (رويترز)
شرطي إسرائيلي في مكان الحادث الذي قتل فيه 3 فلسطينيين أمس (رويترز)

خسرت حركة حماس مزيدا من مقاتليها داخل الأنفاق الهجومية، التي تبنيها الحركة على حدود قطاع غزة، بعد أن أعلنت أمس عن مقتل اثنين من عناصرها داخل أحد الأنفاق.
وبمشاركة واسعة من قيادة حركة حماس، وجماهير غفيرة في غزة شيعت كتائب القسام أمس، فؤاد أبو عطيوي وأحمد الزهار، اللذين قضيا في «انهيار نفق للمقاومة ضمن معركة الإعداد»، حسب ما جاء في بيان رسمي. ونعت «القسام» أبو عطيوي، والزهار، وقالت في بيان مقتضب إنه «في إطار معركة الإعداد تزف كتائب القسام القائد الميداني فؤاد أبو عطيوي، والمجاهد أحمد الزهار من مخيم النصيرات، اللذين ارتقيا إثر انهيار نفق للمقاومة».
وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم الكتائب، في تغريدة أمس، إن «كتائب القسام لا تزال تقدم لله ثم للوطن فلذة أكبادها، ودرة التاج من مجاهديها رجال الأنفاق وفرسان الإعداد».
وجاءت حادثة أمس بعد أن فقدت «القسام» سبعة من رجالها الثلاثاء قبل الماضي، بعد انهيار نفق قديم. ووصف إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، في كلمة له «رجال الأنفاق» بأنهم «شهداء الخيار والسلاح الاستراتيجي لتحرير الأسرى وفلسطين»، مضيفا أن «تهديدات الاحتلال لن تخيف المقاومة التي تستعد بكل ما أوتيت من قوة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي».
وكانت إسرائيل قد حذرت مرارا خلال الأسابيع الأخيرة من عودة «حماس» إلى حفر الأنفاق قرب الحدود من المواقع والبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. فيما تشير التقارير الأمنية الإسرائيلية إلى أن «حماس» تسعى في الحرب المقبلة لأن تكون الأنفاق أكثر فعالية، وتحاول من خلالها إدخال عشرات المسلحين لبلدات محاذية للقطاع بهدف قتل وخطف أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين.
وتعزز خسارة «حماس» تسعة من رجالها خلال أسبوع في حفر الأنفاق من تقديرات إسرائيل بأن «الحركة» تبني مزيدا منها، وقد يقرب هذا حربا جديدة في القطاع. وفي هذا السياق فاجأ القيادي في «حماس» محمود الزهار الجميع، أمس، بإعلانه أن الأنفاق وصلت بعيدا، وأنه لا مكان في الأراضي المحتلة في مأمن. وقد ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على هذه التصريحات، وأعطتها مساحات واسعة.
وبحسب ما أعلنت إسرائيل سنة 2014، فقد كانت الأنفاق سبب الحرب على قطاع غزة التي استمرت خمسين يوما، وقالت إنها دمرت 33 نفقا عسكريا هجوميا، لكن دون أن تعلن كم نفقا آخر فشلت في تدميره.
وزار أمس وزير المالية الإسرائيلي موشيه كاحلون، وهو عضو في المجلس الأمني والسياسي المصغر، حدود غزة، وأعلن من هناك أنهم سيتخذون إجراءات للتعامل مع الأنفاق.
وشنت إسرائيل منذ 2008 حتى الآن ثلاث حروب على قطاع غزة، بهدف ضرب الأنفاق التي تعد بنية «حماس» التحتية، ويوجد في غزة أنفاق عامة وأخرى عسكرية، وتتركز العامة في مدينة رفح، ويبلغ عددها نحو 1200، وهي تستخدم للتجارة والتهريب، وتشرف عليها «حماس»، لكن مصر أغلقت معظمها، أما العسكرية فلا أحد يعرف عددها على وجه الدقة.
وتستخدم «حماس» الأنفاق العسكرية لأغراض متعددة ومختلفة، حيث نفذت من خلالها عمليات فاجأت فيها القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، كما استخدمتها سابقا في تنفيذ عمليات تسلل إلى خارج القطاع داخل مستوطنات إسرائيلية. فيما تستخدم قيادة القسام العسكرية الأنفاق باعتبارها غرفة عمليات للاجتماعات واتخاذ قرارات وقت الحرب، وفي إطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، وقذائف صاروخية كذلك، وهو ما يجعل رصد هذه الصواريخ التي تنطلق من الأنفاق مسألة صعبة على إسرائيل.
ومنذ أعوام استخدمت إسرائيل أفضل العلماء لتطوير تقنيات متقدمة تساعدها على ذلك، وسط جدل حول نجاعة الأفكار المطروحة. فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مرارا بأن أحد أكثر الحلول المطروحة يتمثل في إقامة جدار تحت الأرض على عمق عشرات الأمتار، وعلى طول الحدود مع غزة (65 كيلومترا) لاعتراض الأنفاق، إضافة إلى فكرة زرع «مجسات» بدل الجدران.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.