جورج كيرن.. قائد يعشق التحليق مع النجوم

الرئيس التنفيذي لـ«آي دبليو سي»: من يعتقدون أننا نعيش دائمًا في العسل ومن دون أزمات واهمون

جورج كيرن - تيل برونر وروب برايدن ورونان كيتينغ وباتي أوستين في الحفل السنوي الذي تقيمه الدار في جنيف - ريا أبي راشد والممثلة رزان جمال سفيرتا الشركة في الشرق الأوسط - ساعات من الإصدارات التي استعرضتها «آي دبليو سي» في صالون جنيف الأخير - الممثلة روزامون بايك بحلة حمراء - نيك روزبروغ ولويس هاملتون لدى وصولهما إلى حفل «آي دبليو سي»
جورج كيرن - تيل برونر وروب برايدن ورونان كيتينغ وباتي أوستين في الحفل السنوي الذي تقيمه الدار في جنيف - ريا أبي راشد والممثلة رزان جمال سفيرتا الشركة في الشرق الأوسط - ساعات من الإصدارات التي استعرضتها «آي دبليو سي» في صالون جنيف الأخير - الممثلة روزامون بايك بحلة حمراء - نيك روزبروغ ولويس هاملتون لدى وصولهما إلى حفل «آي دبليو سي»
TT

جورج كيرن.. قائد يعشق التحليق مع النجوم

جورج كيرن - تيل برونر وروب برايدن ورونان كيتينغ وباتي أوستين في الحفل السنوي الذي تقيمه الدار في جنيف - ريا أبي راشد والممثلة رزان جمال سفيرتا الشركة في الشرق الأوسط - ساعات من الإصدارات التي استعرضتها «آي دبليو سي» في صالون جنيف الأخير - الممثلة روزامون بايك بحلة حمراء - نيك روزبروغ ولويس هاملتون لدى وصولهما إلى حفل «آي دبليو سي»
جورج كيرن - تيل برونر وروب برايدن ورونان كيتينغ وباتي أوستين في الحفل السنوي الذي تقيمه الدار في جنيف - ريا أبي راشد والممثلة رزان جمال سفيرتا الشركة في الشرق الأوسط - ساعات من الإصدارات التي استعرضتها «آي دبليو سي» في صالون جنيف الأخير - الممثلة روزامون بايك بحلة حمراء - نيك روزبروغ ولويس هاملتون لدى وصولهما إلى حفل «آي دبليو سي»

في خضم الأجواء القاتمة التي خيمت على صالون الساعات الفاخرة بجنيف لعام 2016، بسبب الأزمة الاقتصادية التي لا تزال تلقي بظلالها على العالم، وزادت حدتها هذا العام بسبب الاضطرابات السياسية وانخفاض أسعار النفط وغيرها، يبقى جورج كيرن، الرئيس التنفيذي لدار «آي دبليو سي شافهاوزن»، نسمة هواء منعشة بتفاؤله وقدرته على إضفاء البريق والمرح على هذه الأجواء. فيوم الثلاثاء من كل دورة في الصالون، مثلا، أصبح ملكه الخاص، واليوم الذي يترقب فيه الجميع حفل «آي دبليو سي». فهو دائما ضخم تتخلله برامج ترفيهية على مستوى عالمي، ويحضره كبار النجوم من سفراء الدار وضيوف جورج كيرن المهمون. طبعا هذا الأخير لا يبخل على الحفل بشيء، لأنه يعرف أهميته ومدى تأثيره في جذب الأنظار إلى الدار. يعلق بكل ثقة بأن المسألة لا تتعلق بالمال أو صرف مبالغ كبيرة على هذه الحفلات بقدر ما تتعلق بالتنظيم ونظرة ذكية وبعيدة المدى «نحن نتعامل مع المشاهير مثل أصدقاء، يساعدوننا على الترويج للماركة عبر شبكات التواصل الاجتماعي». ويضيف: «مثلا في يوم الحفل، حضر كريس إيفنز الذي يتبعه على (إنستغرام) 7 ملايين متابع، وكذلك لويس هاملتون، فضلا عن سفيرات الشرق الأوسط مثل الممثلة هند صبري والمذيعة ريا أبي راشد، ولا أحتاج إلى القول بأن الأمر لم يتطلب من كل واحد منهم سوى صورة واحدة تصل إلى أكثر من 21 مليون متابع. نعم نحن نعرف أهمية التواصل الاجتماعي ونستعمله باعتباره وسيلة للترويج».
جورج كيرن ليس مثل غيره من الرؤساء التنفيذيين في عالم الساعات تحديدا، الذين يتميز أغلبهم بالجدية والرسمية. في كل دورة وفي كل لقاء، يؤكد لك أنه مايسترو ماهر، يحب الإخراج السينمائي ولا يتحرج من الأضواء، بل يمكن القول بأنه يستعذبها ويطلبها من أجل التحليق بـ«آي دبليو سي» عاليا بين النجوم، علما بأن التحليق كان العنوان الذي اختاره في صالون جنيف. فقد دعا الجميع إلى أن يحلقوا معه عبر مجموعة «بايلوت» الشهيرة التي أعادها بتصاميم جديدة تستلهم خطوطها من حقبتي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، أي بـ«أناقة الجنتلمان»، بعد أن تخففت من شخصيتها الرياضية القوية.
في الجناح الخاص بالشركة اكتملت كل التفاصيل، من طائرات قديمة معلقة في السقف إلى غرف مصممة على شكل مقصورات، جرى اللقاء معه في واحدة منها. لا يسعك وأنت تقابله وجها لوجه إلا أن تعجب بأناقته، التي يبدو واضحا أنه يحرص على كل تفاصيلها من الرأس إلى أخمص القدمين، وبثقته العالية التي تتجلى في صراحته التي تُثلج الصدر، وعدم تواضعه وهو يلمح بقدراته مثل ربان مركب «آي دبليو سي» الذي يأخذها في كل الأوقات إلى بر الأمان. يقول: «علينا أن نتعود على الأزمات، فقد أصبحت الوضع الطبيعي في الوقت الراهن. إذا اعتقد الناس أننا سنعيش دائما في العسل ولن تعترض طريقنا أي مطبات، فهم واهمون. هذه هي الحياة، سنستيقظ دائما على نوع جديد من الأزمات والاضطرابات، وكل ما علينا هو أن نتعامل مع هذه الدراما بعقلانية، وأن نبني مركبا صلبا يمكننا الإبحار به عندما تكون الأجواء لطيفة وهادئة وعندما تكون بها عواصف».
الشرق الأوسط تعد حاليا من الأسواق التي تشكل أزمة بالنسبة لصناع المنتجات المترفة، لأنها كانت سوقا تُعول عليها، لكنها تعاني من عدة اضطرابات تؤثر على حركة السوق. كيرن له نظرة مختلفة، إذ يقول، إنه بالنسبة لأي ماركة عالمية لا يجب أن «توقف سيرك الاضطرابات، بل عليك أن تبقى في الواجهة. صحيح أن الناس لا يميلون إلى التسوق في أوقات الأزمات، لكن الوجود في هذه الأسواق ضروري لربط علاقة طويلة المدى».
ثم إنه لا يؤمن بأن للأسواق العالمية حدودا، لأن السفر أصبح جزءا من الحياة، والناس يميلون عموما إلى الشراء وهم في إجازة، لأن نفسيتهم تكون مرتاحة. فمثلا 70 في المائة من المبيعات في فرنسا يقوم بها صينيون، كذلك الأمر بالنسبة إلى دبي أو أبوظبي. «الزبون العربي يحب التسوق في لندن وباريس»، حسب قوله، ومع ذلك لا يوقف الأمر الشركة على التوسع في الأسواق العربية عموما والسعودية خصوصا، لأنها تريد ترسيخ مكانتها وصورتها لدى الزبون السعودي، بافتتاح محلات جديدة والقيام بأنشطة فنية وثقافية في المنطقة. وطبعا أيضا بتقديم ساعات عالية الجودة بتصاميم أنيقة يمكن استعمالها في كل الأوقات والمناسبات. للوصول إلى هذا الزبون العارف والمقدر للساعات المتميزة، فإن الحل بالنسبة إليه ليس ركوب أي موجة، بل الاعتماد على التقنيات العالية وتطويرها مع احترام تاريخها وإرثها.
لهذا فإن دخول مجال الساعات الذكية غير مطروح بالنسبة له على الإطلاق. فالساعات الذكية في رأيه مجرد صرعة، أو حسب وصفه: «مثل السوفليه، ينتفخ ويعلو لكنه مع أي نسمة هواء ينزل ويفقد قوامه». لهذا فإن منافستها للساعات الميكانيكية الفاخرة غير مطروحة بالنسبة إليه، رغم أن «آي دبليو سي» ستطرح ساعة «كونيكت» في شهر مارس (آذار) المقبل. بيد أن جورج كيرن يصر أنها ليست ساعة ذكية بالمفهوم الدارج، وكل ما في الأمر أنها ستتمتع بجهاز «IWC Connet»، وهو عبارة عن أداة توضع في أحزمة ساعاتها الميكانيكية من مجموعة «بيغ بايلوت»، لتتيح لصاحبها إمكانية التحكم بأجهزة معينة وتوفير تعقب كامل لها، بعد وصلها بإنترنت. ويعلق: «الفكرة هنا أن نواكب العصر ونقدم هذه الساعة مثل خيار بحزام بتصميم أنيق ورقمي، بينما تبقى ميكانيكية الساعة وتقنياتها شبه مقدسة. فهي كما قلت خيار فيما يتعلق بالسوار وحده، وليس جزءا من الساعة نفسها».
ورغم أن كيرن لا ينكر أن الساعات الذكية تحقق الأرباح في الوقت الحالي، فإن الأمر لا يؤرقه، لأن نجاحها وأسعارها تخاطب شرائح مختلفة من الزبائن، وبالتالي لن تؤثر على مبيعات الساعات الميكانيكية المعقدة. «الترف الحقيقي الآن ليس هو المنتجات الرقمية، بل المنتجات التي تثير الحلم وتلمس العواطف، من خلال التصاميم المتميزة والتقنيات العالية، وهذا ما توفره ساعات (آي دبليو سي شافهاوزن)».

* أصبح جورج كيرن أصغر رئيس تنفيذي في مجموعة «ريتشمون» في عام 2002 عندما تسلم مقاليد «آي دبليو سي شافهاوزن». لم يكن عمره يتعدى الـ36، ولم تكن الدار بالحجم الذي وصلت إليه في عهده، رغم أنها كانت دائما تتمتع بتاريخ عريق يتعدى القرن بأكثر من أربعة عقود. اللافت إلى الانتباه أن كيرن قلما يشير إلى هذا التاريخ أو يعتمد عليه للتسويق، لأنه يفضل التركيز على الحاضر والمستقبل. بلمسة ميداسية واستراتيجيات ذكية استطاع إخراجها من الظل والدفع بها إلى الواجهة لتكبر سريعا وتصبح واحدة من أهم الماركات التي يقبل عليها الرجل العصري، خصوصا عندما يريد ساعات بروح رياضية تتمتع بوظائف مهمة. منذ البداية، انتبه إلى أهمية التواصل الاجتماعي وقوة تأثير النجوم، نظرا لهوس الناس بهم وما ينشرونه على صفحاتهم وحساباتهم الخاصة، لهذا اتبع استراتيجية تعتمد على مصادقتهم والاستعانة بهم باعتبارهم سفراء لإضفاء البريق عليها، وهو ما نجح فيه بدليل صورة الشركة البراقة حاليا وتوسعها في كل الأسواق.



الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسم

الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)
الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)
TT

الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسم

الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)
الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)

في عالم الموضة هناك حقائق ثابتة، واحدة منها أن حلول عام جديد يتطلب أزياء تعكس الأمنيات والآمال وتحتضن الجديد، وهذا يعني التخلص من أي شيء قديم لم يعد له مكان في حياتك أو في خزانتك، واستبدال كل ما يعكس الرغبة في التغيير به، وترقب ما هو آتٍ بإيجابية وتفاؤل.

جولة سريعة في أسواق الموضة والمحال الكبيرة تؤكد أن المسألة ليست تجارية فحسب. هي أيضاً متنفس لامرأة تأمل أن تطوي صفحة عام لم يكن على هواها.

اقترح المصمم رامي علي لربيع وصيف 2025 قطعاً متنوعة كان فيها التول أساسياً (رامي علي)

بالنسبة للبعض الآخر، فإن هذه المناسبة فرصتهن للتخفف من بعض القيود وتبني أسلوب مختلف عما تعودن عليه. المتحفظة التي تخاف من لفت الانتباه –مثلاً- يمكن أن تُدخِل بعض الترتر وأحجار الكريستال أو الألوان المتوهجة على أزيائها أو إكسسواراتها، بينما تستكشف الجريئة جانبها الهادئ، حتى تخلق توازناً يشمل مظهرها الخارجي وحياتها في الوقت ذاته.

كل شيء جائز ومقبول. المهم بالنسبة لخبراء الموضة أن تختار قطعاً تتعدى المناسبة نفسها. ففي وقت يعاني فيه كثير من الناس من وطأة الغلاء المعيشي، فإن الأزياء التي تميل إلى الجرأة والحداثة اللافتة لا تدوم لأكثر من موسم. إن لم تُصب بالملل، يصعب تكرارها إلا إذا كانت صاحبتها تتقن فنون التنسيق. من هذا المنظور، يُفضَّل الاستثمار في تصاميم عصرية من دون مبالغات، حتى يبقى ثمنها فيها.

مع أن المخمل لا يحتاج إلى إضافات فإن إيلي صعب تفنن في تطريزه لخريف وشتاء 2024 (إيلي صعب)

المصممون وبيوت الأزياء يبدأون بمغازلتها بكل البهارات المغرية، منذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) تقريباً، تمهيداً لشهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول). فهم يعرفون أن قابليتها للتسوق تزيد في هذا التوقيت. ما يشفع لهم في سخائهم المبالغ فيه أحياناً، من ناحية الإغراق في كل ما يبرُق، أن اقتراحاتهم متنوعة وكثيرة، تتباين بين الفساتين المنسدلة أو الهندسية وبين القطع المنفصلة التي يمكن تنسيقها حسب الذوق الخاص، بما فيها التايورات المفصلة بسترات مستوحاة من التوكسيدو أو كنزات صوفية مطرزة.

بالنسبة للألوان، فإن الأسود يبقى سيد الألوان مهما تغيرت المواسم والفصول، يليه الأحمر العنابي، أحد أهم الألوان هذا الموسم، إضافة إلى ألوان المعادن، مثل الذهبي أو الفضي.

المخمل كان قوياً في عرض إيلي صعب لخريف وشتاء 2024... قدمه في فساتين وكابات للرجل والمرأة (إيلي صعب)

ضمن هذه الخلطة المثيرة من الألوان والتصاميم، تبرز الأقمشة عنصراً أساسياً. فكما الفصول والمناسبات تتغير، كذلك الأقمشة التي تتباين بين الصوف والجلد اللذين دخلا مناسبات السهرة والمساء، بعد أن خضعا لتقنيات متطورة جعلتهما بملمس الحرير وخفته، وبين أقمشة أخرى أكثر التصاقاً بالأفراح والاحتفالات المسائية تاريخياً، مثل التول والموسلين والحرير والمخمل والبروكار. التول والمخمل تحديداً يُسجِّلان في المواسم الأخيرة حضوراً لافتاً، سواء استُعمل كل واحد منهما وحده، أو مُزجا بعضهما ببعض. الفكرة هنا هي اللعب على السميك والشفاف، وإن أتقن المصممون فنون التمويه على شفافية التول، باستعماله في كشاكش كثيرة، أو كأرضية يطرزون عليها وروداً وفراشات.

التول:

التول كما ظهر في تشكيلة المصمم رامي علي لربيع وصيف 2025 (رامي علي)

لا يختلف اثنان على أنه من الأقمشة التي تصرخ بالأنوثة، والأكثر ارتباطاً بالأفراح والليالي الملاح. ظل طويلاً لصيقاً بفساتين الزفاف والطرحات وبأزياء راقصات الباليه، إلا أنه الآن يرتبط بكل ما هو رومانسي وأثيري.

شهد هذا القماش قوته في عروض الأزياء في عام 2018، على يد مصممين من أمثال: إيلي صعب، وجيامباتيستا فالي، وسيمون روشا، وهلم جرا، من أسماء بيوت الأزياء الكبيرة. لكن قبل هذا التاريخ، اكتسب التول شعبية لا يستهان بها في القرنين التاسع عشر والعشرين، لعدد من الأسباب مهَّدت اختراقه عالم الموضة المعاصرة، على رأسها ظهور النجمة الراحلة غرايس كيلي بفستان بتنورة مستديرة من التول، في فيلم «النافذة الخلفية» الصادر في عام 1954، شد الانتباه ونال الإعجاب. طبقاته المتعددة موَّهت على شفافيته وأخفت الكثير، وفي الوقت ذاته سلَّطت الضوء على نعومته وأنوثته.

التول حاضر دائماً في تشكيلات المصمم إيلي صعب خصوصاً في خط الـ«هوت كوتور» (إيلي صعب)

منذ ذلك الحين تفتحت عيون صناع الموضة عليه أكثر، لتزيد بعد صدور السلسلة التلفزيونية الناجحة «سيكس أند ذي سيتي» بعد ظهور «كاري برادشو»، الشخصية التي أدتها الممثلة سارة جيسيكا باركر، بتنورة بكشاكش وهي تتجول بها في شوارع نيويورك في عز النهار. كان هذا هو أول خروج مهم لها من المناسبات المسائية المهمة. كانت إطلالة مثيرة وأيقونية شجعت المصممين على إدخاله في تصاميمهم بجرأة أكبر. حتى المصمم جيامباتيستا فالي الذي يمكن وصفه بملك التول، أدخله في أزياء النهار في تشكيلته من خط الـ«هوت كوتور» لعام 2015.

إطلالة من خط الـ«كروز» لدار «ديور» استعملت فيها ماريا غراتزيا تشيوري التول كأرضية طرزتها بالورود (ديور)

ما حققه من نجاح جعل بقية المصممين يحذون حذوه، بمن فيهم ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» التي ما إن دخلت الدار بوصفها أول مصممة من الجنس اللطيف في عام 2016، حتى بدأت تنثره يميناً وشمالاً. تارة في فساتين طويلة، وتارة في تنورات شفافة. استعملته بسخاء وهي ترفع شعار النسوية وليس الأنوثة. كان هدفها استقطاب جيل الشابات. منحتهن اقتراحات مبتكرة عن كيفية تنسيقه مع قطع «سبور» ونجحت فعلاً في استقطابهن.

المخمل

إطلالة من خط الـ«كروز» لدار «ديور» اجتمع فيها المخمل والتول معاً (ديور)

كما خرج التول من عباءة الأعراس والمناسبات الكبيرة، كذلك المخمل خرج عن طوع الطبقات المخملية إلى شوارع الموضة وزبائن من كل الفئات.

منذ فترة وهو يغازل الموضة العصرية. في العام الماضي، اقترحه كثير من المصممين في قطع خطفت الأضواء من أقمشة أخرى. بملمسه الناعم وانسداله وألوانه الغنية، أصبح خير رفيق للمرأة في الأوقات التي تحتاج فيها إلى الدفء والأناقة. فهو حتى الآن أفضل ما يناسب الأمسيات الشتوية في أوروبا وأميركا، وحالياً يناسب حتى منطقة الشرق الأوسط، لما اكتسبه من مرونة وخفة. أما من الناحية الجمالية، فهو يخلق تماوجاً وانعكاسات ضوئية رائعة مع كل حركة أو خطوة.

تشرح الدكتورة كيمبرلي كريسمان كامبل، وهي مؤرخة موضة، أنه «كان واحداً من أغلى الأنسجة تاريخياً، إلى حد أن قوانين صارمة نُصَّت لمنع الطبقات الوسطى والمتدنية من استعماله في القرون الوسطى». ظل لقرون حكراً على الطبقات المخملية والأثرياء، ولم يُتخفف من هذه القوانين إلا بعد الثورة الصناعية. ورغم ذلك بقي محافظاً على إيحاءاته النخبوية حتى السبعينات من القرن الماضي. كانت هذه هي الحقبة التي شهدت انتشاره بين الهيبيز والمغنين، ومنهم تسلل إلى ثقافة الشارع.

يأتي المخمل بألوان غنية تعكس الضوء وهذه واحدة من ميزاته الكثيرة (إيلي صعب)

أما نهضته الذهبية الأخيرة فيعيدها الخبراء إلى جائحة «كورونا»، وما ولَّدته من رغبة في كل ما يمنح الراحة. في عام 2020 تفوَّق بمرونته وما يمنحه من إحساس بالفخامة والأناقة على بقية الأنسجة، وكان الأكثر استعمالاً في الأزياء المنزلية التي يمكن استعمالها أيضاً في المشاوير العادية. الآن هو بخفة الريش، وأكثر نعومة وانسدالاً بفضل التقنيات الحديثة، وهو ما جعل كثيراً من المصممين يسهبون فيه في تشكيلاتهم لخريف وشتاء 2024، مثل إيلي صعب الذي طوعه في فساتين و«كابات» فخمة طرَّز بعضها لمزيد من الفخامة.

من اقتراحات «سكاباريللي» (سكاباريللي)

أما «بالمان» وبرابال غورانغ و«موغلر» و«سكاباريللي» وغيرهم كُثر، فبرهنوا على أن تنسيق جاكيت من المخمل مع بنطلون جينز وقميص من الحرير، يضخه بحداثة وديناميكية لا مثيل لها، وبان جاكيت، أو سترة مستوحاة من التوكسيدو، مع بنطلون كلاسيكي بسيط، يمكن أن ترتقي بالإطلالة تماماً وتنقلها إلى أي مناسبة مهمة. الشرط الوحيد أن يكون بنوعية جيدة حتى لا يسقط في خانة الابتذال.