«صفقة تبادل» تطلق 5 مخطوفين تشيكيين في لبنان

تمت مقابل ضمان براغ عدم تسليم موقوف مقرب من حزب الله إلى الأميركيين

«صفقة تبادل» تطلق 5 مخطوفين تشيكيين في لبنان
TT

«صفقة تبادل» تطلق 5 مخطوفين تشيكيين في لبنان

«صفقة تبادل» تطلق 5 مخطوفين تشيكيين في لبنان

شاب الغموض طريقة إطلاق سراح خمسة تشيكيين مع مرافقهم اللبناني صائب فياض في ساعة متأخرة من ليل أمس (الاثنين)، وكان أفراد المجموعة اختطفوا على طريق كفريا البقاع الغربي بلبنان في 18 يوليو (تموز) الماضي، وسلّموا إلى جهاز الأمن العام اللبناني فيما يشبه صفقة التبادل.
ولم تعرف الجهة التي اختطفتهم وأخفتهم على مدى سبعة أشهر، وبأي ثمن تم الإفراج عنهم. إلا أن مصادر مطلعة أفادت أن تحرير هؤلاء «مرتبط باللبناني الموقوف لدى السلطات التشيكية علي فياض، المقرّب من حزب الله والمطلوب للولايات المتحدة (مع اثنين آخرين)، بعد تلقي الخاطفين ضمانات قاطعة بعدم تسليم فياض إلى الأميركيين».
وأفادت معلومات بأن الأمن العام تسلم المفرج عنهم في منطقة الكسارات في السريرة على طريق الجنوب البقاع الغربي، القريبة جدًا من المكان الذي خطفوا فيه، وجرى نقلهم إلى مقرّ الأمن العام في بيروت. وعلم أن طائرة تشيكية خاصة وصلت بعد ظهر أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لنقل المفرج عنهم إلى بلادهم.
وآثرت السلطات الرسمية اللبنانية عدم إعطاء أي معلومات عن القضية. وأكد مصدر قضائي بارز، لـ«الشرق الأوسط»، أن «عملية تحرير المختطفين التشيكيين تمت بطريقة سرية للغاية، وهو ما ساهم في إنجاح العملية». ورفض المصدر إعطاء أي تفصيل عن عملية التفاوض ومن تولاها عن الجانب اللبناني، وما هو الثمن الذي دفع مقابل تحريرهم.
ولاحقًا أعلنت الحكومة التشيكية أنه تم مساء (الاثنين) العثور على مواطنيها الخمسة الذين خطفوا في لبنان في وهم سالمين، وباتوا في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية، من دون أن توضح هوية الجهة التي كانت تختطفهم وكيفية إطلاق سراحهم. وقال وزير الخارجية التشيكية، إن «المواطنين الخمسة أحياء، وموجودون الآن لدى قوى الأمن اللبنانية». وأفادت الناطقة باسم الوزارة ميخالا لاغرونوفا بأن «أجهزة الأمن التشيكية واللبنانية تبادلتا المعلومات حول موضوع المفقودين»، رافضة الحديث عن المكان الذي عثر فيه على المواطنين الخمسة.
إلى ذلك، كشفت مصادر لبنانية مطلعة أن «إطلاق سراح المخطوفين الخمسة جاءت ثمرة مفاوضات شاقة، قادها عن الجانب التشيكي سفير تشيخيا في لبنان كومبا سفاتوبلوك مع وفد أمني تشيكي». وأشارت إلى أن «التفاوض كان بتنسيق دائم مع جهاز الأمن العام اللبناني، المسؤول عن رعاية أوضاع الأجانب الموجودين على الأراضي اللبنانية».
وأكدت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإفراج عن المخطوفين جاء نتيجة ضمانات تشيكية تلقاها الخاطفون، تقضي بعد تسليم اللبناني الموقوف في براغ علي فياض إلى السلطات الأميركية التي تتهمه بالقيام بـ(أنشطة إرهابية) والاتجار بالأسلحة لصالح حزب الله». وأوضحت أن «عملية تحرير المخطوفين تتزامن مع انتهاء مدة العقوبة التي يقضيها فياض مع لبنانيين اثنين موقوفين معه في تشيخيا إنفاذا لحكم المحكمة العليا في براغ بجرم الاتجار بالأسلحة»، مشيرة إلى أن «المهم ليس انقضاء مدة العقوبة التي قضاها فياض ورفيقيه، بقدر ما هو التعهد القاطع بعد تسليمهم إلى الولايات المتحدة، وأن يترك لفياض حرية الاختيار بالمغادرة إلى أوكرانيا، لكونه يحمل جواز سفر أوكرانيا أو العودة إلى لبنان».
وكانت المحكمة العليا في براغ ثبتت مؤخرًا قرار محكمة براغ بالقاضي تسليم المتهمين اللبنانيين الثلاثة إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعل مصير اللبنانيين المذكورين بيد وزير العدل التشيكي صاحب الحق في المصادقة على قرار المحكمة أو رفض تسليمهم.
وكشفت المصادر أن «الأصول القانونية التي ترعى عملية تسليم المخطوفين، تقضي بأن يرافق هؤلاء ضابط أمن لبناني إلى براغ، ويسلمهم باليد إلى السلطات التشيكية، التي توقع على ما يشبه (براءة ذمة) تفيد بأنها تسلمت مواطنيها سالمين مع ملفهم الصحي ونتائج الفحوصات والمعاينات الطبية التي خضعوا لها بعد تحريرهم».
من جهته، كشف موقع «نيوفليفني» الإلكتروني التشيكي عن «إرسال الخاطفين رسائل بالبريد الإلكتروني إلى عائلة المخطوفين الخمسة ولمحامين في براغ لهم علاقة بقضية محاكمة علي فياض مع لبنانيين آخرين، تحذر من أن مصيرهم سيكون سيئًا في حال تسليم السلطات التشيكية الثلاثة إلى الولايات المتحدة التي تتهمه بالقيام بأنشطه إرهابية».
وبحسب الموقع فإن الرسائل «جاءت بالفعل من الخاطفين، الأمر الذي أكده معارف لهم في تشيكيا».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».