سكان الفلوجة يعانون من الحصار ونقص الغذاء والدواء

محافظ الأنبار يناشد التحالف إنزال مساعدات إنسانية جوا

سكان الفلوجة يعانون من الحصار ونقص الغذاء والدواء
TT

سكان الفلوجة يعانون من الحصار ونقص الغذاء والدواء

سكان الفلوجة يعانون من الحصار ونقص الغذاء والدواء

قال سكان ومسؤولون اتصلت بهم وكالة رويترز للأنباء هاتفيا، إنّ أهالي مدينة الفلوجة يعانون نقصا في الغذاء والدواء والوقود.
وذكرت تقارير إعلامية أن أشخاصًا توفوا بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية. وكان من الصعب التحقق من صحة هذه التقارير نظرا للوضع الامني الهش وضعف الاتصالات داخل المدينة التي تعتبر معقل تنظيم "داعش" بغرب العراق وتحاصرها قوات الأمن العراقية.
وتفرض قوات الجيش والشرطة وفصائل شيعية مدعومة من إيران، تعززها ضربات جوية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، حصارًا شبه كامل منذ أواخر العام الماضي على الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب بغداد في وادي الفرات.
وناشد صهيب الراوي محافظ الانبار حيث تقع الفلوجة، التحالف إنزال مساعدات انسانية جوًا على المدنيين المحاصرين وقال إنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لتوصيل المساعدات بعد أن لغم تنظيم "داعش" مداخل المدينة ومنع المدنيين من مغادرتها.
وصرح لوسائل الاعلام التلفزيونية يوم أمس (الاثنين) "لا تستطيع أي قوة أن تدخل وتؤمن المواد الغذائية الى داخل المدينة... لم يبق لنا سوى أن تنقل الطائرات المساعدات".
ومنذ استعادة مدينة الرمادي -الواقعة على مبعدة 50 كيلومترا أخرى الى الغرب- من تنظيم "داعش" قبل شهر، لم توضح السلطات العراقية ما إذا كانت ستسعى لاستعادة الفلوجة في الخطوة القادمة أم ستتركها محاصرة، بينما يتوجه معظم قواتها شمالا باتجاه الموصل أكبر مدينة عراقية يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
من جانبه، قال فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الانبار، إن تنظيم "داعش" جعل من الفلوجة مركز احتجاز ضخما. وأضاف قائلا من الرمادي، إنّ قوات الامن نجحت في السيطرة على كل المناطق المحيطة بالفلوجة وإنّ هذا ساعد في الحد من هجمات "داعش" خارج المدينة؛ لكن تكلفة هذا عالية جدًا لأنّ المدنيين يدفعون الثمن الآن".
وتحدثت طبيبة في أحد مستشفيات الفلوجة عن أنّ الادوية والامدادات تنفد خصوصًا في وحدة رعاية ما بعد الولادة.
ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدثين باسم الجيش العراقي أو الشرطة أو الفصائل الشيعية المدعومة من ايران التي تحاصر الفلوجة.
وتفيد تقديرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بأن هناك نحو 400 مقاتل من تنظيم "داعش" في الفلوجة؛ لكن بعض المحللين العسكريين يقدرون العدد بنحو ألف.
وكان التحالف الذي يضم قوى أوروبية وعربية قد أسقط غذاء وماء في عام 2014 على أفراد من الأقلية الايزيدية حاصرهم تنظيم "داعش" المتطرف على جبل سنجار في أزمة انسانية أطلقت شرارة الحملة الجوية الدولية.
وقال متحدث باسم التحالف في بغداد، ان التحالف لا يستبعد عملية مماثلة في الفلوجة، لكنه أشار إلى أن سيطرة "داعش" على المدينة تجعل الأمر أكثر صعوبة.
من ناحيته، أفاد ستيف وارن الكولونيل بالجيش الاميركي "ما يعيب الإنزال الجوي هو صعوبة التحكم في تحديد من سيحصل على المساعدات.. يجب أن تكون الأحوال مهيأة بما يتيح للناس الذين تريدون اعطاءهم الامدادات تسلمها فعليًا، وما من شيء يدل على أن الوضع يسمح بهذا في الفلوجة.
أما ليز غراند منسقة الشؤون الانسانية للامم المتحدة في العراق، فوصفت الاوضاع في الفلوجة بأنها "مروعة". وقالت لرويترز "نحن قلقون للغاية من تقارير غير مؤكدة عن أشخاص يموتون بسبب نقص الدواء والجوع المنتشر".
وأطلقت الامم المتحدة مناشدة يوم الاحد لجمع 861 مليون دولار لمساعدة العراق على مواجهة فجوة تمويلية كبيرة في خطته لعام 2016، لمواجهة الأزمة الانسانية الناجمة عن الحرب مع تنظيم "داعش".



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.