سحب قوات مكافحة الإرهاب من الرمادي بـ«توصية أميركية»

قيادة العمليات: تحتاج لإعادة تنظيم صفوفها

عناصر أمن عراقيون يؤمنون شارعًا في منطقة السجارية شرق الرمادي (أ.ف.ب)
عناصر أمن عراقيون يؤمنون شارعًا في منطقة السجارية شرق الرمادي (أ.ف.ب)
TT

سحب قوات مكافحة الإرهاب من الرمادي بـ«توصية أميركية»

عناصر أمن عراقيون يؤمنون شارعًا في منطقة السجارية شرق الرمادي (أ.ف.ب)
عناصر أمن عراقيون يؤمنون شارعًا في منطقة السجارية شرق الرمادي (أ.ف.ب)

أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق عن إناطة مهمة تحرير مناطق شرق الرمادي إلى قيادة عمليات الأنبار وقوات الفرقة الثامنة التابعة للجيش العراقي، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر خاصة، سحب قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي نفذت عمليات تحرير مدينة الرمادي بالكامل، بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة، وبتوصية أميركية.
وقال المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، لـ«الشرق الأوسط» إن «قيادة عمليات الأنبار وقوات الفرقة الثامنة والقوات الأخرى المتجحفلة معها تواصل تقدمها في تحرير مناطق شرق الرمادي، وتمكنت من دخول منطقة السجارية والمعارك هناك لا تزال متواصلة لتطهير كل المناطق بين مدينتي الرمادي والفلوجة من (داعش)».
وأضاف رسول أن «جهاز مكافحة الإرهاب قام بدور بطولي في عمليات تحرير مدينة الرمادي وهو الآن في مرحلة إعادة تنظيم قواته، وهذا شأن جميع القوات العسكرية التي تخرج من المعارك، حيث لا بد من إعادة ترتيب وتهيئة صفوفه وأفراده».
وفي سياق متصل، قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «القطعات المسلحة التابعة لقيادة عمليات الأنبار وقوات الفرقة الثامنة تمكنت من السيطرة على معظم منطقة السجارية إلا أنها تتقدم بحذر لأن التنظيم الإرهابي يعتمد على إرسال العجلات المفخخة التي يقودها انتحاريون من أجل إعاقة التقدم». وأشار المحلاوي إلى أنه «بعد تحرير أي منطقة تقوم قوات أخرى تابعة لشرطة الأنبار وأفواج من مقاتلي العشائر بعمليات مسك الأرض والتمشيط، فيما تواصل فرق الجهد الهندسي عملها في إزالة العبوات والمتفجرات التي زرعها التنظيم الإرهابي في تلك المناطق».
من جانب آخر، أعلن رئيس مجلس قضاء الخالدية في محافظة الأنبار علي داود، عن مقتل المسؤول المالي لتنظيم داعش في مدينة الرمادي، وأربعة من معاونيه. وقال داود في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية وخلال عمليات تقدمها لتحرير منطقة السجارية نفذت هجوما على أحد الأماكن داخل المنطقة كان يوجد فيها عدد من قيادات تنظيم داعش بينهم المسؤول المالي للتنظيم المدعو (محمد ثامر البدراوي) وأسفر الهجوم عن مقتله مع أربعة من معاونيه».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.