لجنة أممية تتحدث عن خرق الحوثي وصالح لقرار مجلس الأمن بخصوص حظر السلاح

مصادر يمنية لـ {الشرق الأوسط}: الحوثيون يرفضون تطبيق 2216.. ومهمة ولد الشيخ متعثرة

يواصل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جولته ولقاءاته في المنطقة، لبحث الملف اليمني مع عدد من الأطراف
يواصل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جولته ولقاءاته في المنطقة، لبحث الملف اليمني مع عدد من الأطراف
TT

لجنة أممية تتحدث عن خرق الحوثي وصالح لقرار مجلس الأمن بخصوص حظر السلاح

يواصل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جولته ولقاءاته في المنطقة، لبحث الملف اليمني مع عدد من الأطراف
يواصل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جولته ولقاءاته في المنطقة، لبحث الملف اليمني مع عدد من الأطراف

أكدت مصادر يمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» أن المتمردين الحوثيين يواصلون رفض المشاركة في جولة ثالثة من المفاوضات المباشرة مع الحكومة الشرعية برعاية الأمم المتحدة، وأنهم يتمسكون بشرطهم الرئيسي والوحيد وهو وقف العمليات العسكرية لقوات التحالف، وتحديدا الغارات الجوية، وأن هذا الرفض والتعنت يؤدي إلى تعثر المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية. وقالت ذات المصادر إن الحكومة اليمنية تؤكد تمسكها بتطبيق القرار الأممي 2216.
وفي ظل استمرار حالة الجمود في العملية السياسية، فإن المساعي التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لإقناع المتمردين، تواجه استمرار التعثر. وقالت المصادر إن المتمردين يرفضون المشاركة في جولة مشاورات جديدة إلا بعد توقف الغارات الجوية لقوات دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، كما أنهم يرفضون تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جولة المفاوضات السابقة «جنيف2»، وهي إجراءات أسس بناء الثقة بين الأطراف، والتي تتضمن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ورفع الحصار عن مدينة تعز، كخطوة أساسية ورئيسية في اتجاهات تعزيز الثقة.
في هذه الأثناء، يواصل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جولته ولقاءاته في المنطقة، لبحث الملف اليمني مع عدد من الأطراف، فقد التقى ولد الشيخ في العاصمة الأردنية عمان، أمس، بمجموعة من الشباب اليمني المقيم في الأردن والذين يمثلون تيارات سياسية ومنظمات مجتمعية شبه مستقلة، وبحسب منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فقد لمح ولد الشيخ إلى سعيه إلى تشكيل قوى ضغط مجتمعية على الأطراف المتحاربة، وقال إن من التقى بهم «يتطلعون لحل سياسي للصراع، لكي يعودوا إلى وطنهم، وإن «صوتهم يجب أن يسمع»، وذلك في ظل تعثر مساعيه، حتى اللحظة، في إقناع المتمردين بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وضمن جولته في المنطقة، التقى ولد الشيخ بمسؤولين في الأردن والإمارات العربية المتحدة، وقبل ذلك بمسؤولين يمنيين وسعوديين وقيادات في مجلس التعاون الخليجي، وتأتي لقاءات ولد الشيخ مع أطراف إقليمية، بعد زيارته إلى صنعاء، مطلع الشهر الحالي، وإجرائه مباحثات مع المتمردين الحوثيين وممثلين عن حليفهم المخلوع علي عبد الله صالح وبعض القوى القريبة من المتمردين، بخصوص المشاركة في جولة مشاورات جديدة.
إلى ذلك، كشفت لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة والتي شكلت في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي 2140، لعام 2014، بخصوص الوضع في اليمن، أنها لم تحصل على موافقة لزيارة اليمن (صنعاء)، حتى الآن، للقيام بمهامها، في تنفيذ القرار الأممي وتحديدا الشق المتعلق منه بالعقوبات التي فرضتها القرارات الأممية الخاصة باليمن على بعض الشخصيات والجهات. وأكد فريق خبراء الأمم المتحدة، في ملخص تقرير له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بأنه قام بعدة محاولات من أجل السفر إلى اليمن، إلا أن المسؤولين في وزارة الخارجية الذين يخضعون لجماعة الحوثي، ورغم إعطائهم الموافقة المبدئية على الزيارة، فإنهم لم يعطوا الضوء الأخضر للفريق لزيارة اليمن، وأكد الفريق أنه قام بزيارة 16 دولة في سياق مهامه لفرض عقوبات تتعلق بتجميد الأموال والمنع من السفر وحظر توريد السلاح.
وقال فريق الأمم المتحدة، في ملخصه، إنه لاحظ أنه في عام 2015، وجود حالة ازدياد في درجة ووتيرة الدمج بين الميليشيات الحوثية وبقايا القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأعرب الفريق عن اعتقاده أن «قوات الحوثي وصالح تشكل مجموعة مسلحة جديدة ذات طابع هجين بالاشتراك مع النخب الاجتماعية التقليدية في الشمال». وأشار إلى أنه «وعلى النقيض من ذلك تشكلت قوى المقاومة لغاية تعكس الظروف الاجتماعية السياسية في المناطق المتنازع عليها».
وأشار ملخص تقرير فريق الخبراء الأممي إلى وجود نوع من أنواع تسريب الأسلحة والدعم العسكري من قبل وحدات نظامية في الجيش اليمني، إلى ميليشيات الحوثي - صالح، وذلك بإشراف وعناية من قبل أشخاص حددتهم لجنة العقوبات بسبب انتهاكهم للقرار الأممي 2216، وهم عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح، كما كشف المخلص أن فريق الأمم المتحدة تمكن من تحديد بعض مصادر الدخل التي تستخدمها ميليشيات الحوثي - صالح لتمويل عملياتها العسكرية، بينها أصول تصل إلى قرابة 50 مليون دولار باسمي شخصين تحت طائلة العقوبات، هما علي عبد الله صالح ونجله أحمد علي عبد الله صالح، إضافة إلى تحديد الفريق لشبكتين ماليتين، جرى استخدامهما للالتفاف على تجميد الأصول، وفقا للقرارات الأممية.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.