الجماعات المسلحة تتخذ من عاصمة لحج وكرًا لتحركاتها

محافظ لحج اعتبر بوابة عدن الرئيسية هدفًا لتنفيذ الاغتيالات والتفجيرات

الجماعات المسلحة تتخذ من عاصمة لحج وكرًا لتحركاتها
TT

الجماعات المسلحة تتخذ من عاصمة لحج وكرًا لتحركاتها

الجماعات المسلحة تتخذ من عاصمة لحج وكرًا لتحركاتها

قال محافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي، إن هناك خطة أمنية لتخليص العاصمة الحوطة من بعض المسلحين الذين يبدو أنهم على ارتباط بميليشيات الحرب، مؤكدًا أنهم في قيادة المحافظة، التي تعتبر بوابة عدن الرئيسية، ما زالوا بانتظار تمويل الخطة، وتوفير ميزانية تشغيلية لإعادة إعمار وترميم المرافق الحكومية والبنى التحتية التي تعرضت لدمار كامل جراء الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح على المدينة.
وأشار المحافظ الخبجي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مشكلة لحج، تكمن في الحوطة، فيما بقية المديريات آمنة ومستقرة، وأن الحوطة بحاجة لعمل تكاملي تشترك فيه كل القوى الشعبية والسياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني بالمحافظة، من أجل تحقيق الاستقرار وتثبيت الأمن وتطبيع الحياة العامة.
تظم المحافظة 15 مديرية تعيش 12 منها أوضاعا أمنية مستقرة في حين تعيش الحوطة عاصمة المحافظة فراغا أمنيا كبيرا تليها تبن وصبر بنسبة شبه كلية.
وحول انتشار الجماعات المسلحة بالحوطة، أفاد محافظ لحج، بأن تلك الجماعات باتت تتخذ من المدينة وكرا لتحركاتها، وربما حتى لاستهداف عدن، وهذا يتطلب تأمين الحوطة، مما سيساعد بشكل مباشر على أمن عدن نتيجة لتداخل المحافظتين وقربهما من بعضهما، باعتبار لحج بوابة عدن الرئيسية.
وذهب الخبجي في حديث خاص له مع «الشرق الأوسط» إلى القول: «لا شك أن هناك صعوبات جمة تواجهنا في قيادة لحج، أبرزها عدم توفر ميزانية تشغيلية، ولا دعم للخطة الأمنية، ولا أي دعم عسكري من آليات وأسلحة، وهذا بحد ذاته يخلص المشكلة الأبرز»، على حد قوله.
وبالنسبة لما يشاع حول قاعدة العند، أوضح المحافظ الخبجي أن العند كانت تعد أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، والآن هي بيد قوات التحالف العربي التي توجد كتائب منها بداخل العند، والقاعدة تضم معسكرا تدريبيا لتخريج وتأهيل أفراد المقاومة ضمن قوات الجيش، ليس في الجنوب المحرر فقط، بل تأهيل المقاومة في المحافظات الشمالية التي يجب أن تحرر مناطقها ومحافظاتها.
وتحتضن لحج التي تبعد عن العاصمة عدن ما يقارب 27 كلم أكبر معسكر تدريبي وجوي، وتعد البوابة الشمالية للعاصمة المؤقتة عدن، وتم تحريرها من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح، في أغسطس (آب) من العام الماضي، حيث تعيش الحوطة عاصمة المحافظة فراغ أمني كبير وسط وجود مخيف للجماعات المسلحة بداخلها. وكانت عناصر مسلحة يعتقد انتماؤها إلى تنظيم القاعدة، قد فجرت مطلع الأسبوع الحالي مبنى الأمن العام بالحوطة.
وأكد المحافظ ناصر الخبجي لـ«الشرق الأوسط» أنه لا تزال في محافظة لحج جبهتان مشتعلتان، هما كرش والصبيحة، حيث تحاول الميليشيات اختراق الحدود الجنوبية من لحج، لتحقيق مكسب، ولكن المقاومة والجيش يستبسلون في صد الميليشيات وتكبيدها دروسا قاسية في ظل محاولات كثيرة للميليشيات للتقدم والسيطرة على كرش الحدودية الرابطة بين محافظتي تعز ولحج.
وأردف قائلاً: «هناك ملفات كثيرة وكبيرة موضوعة أمامنا في قيادة لحج، أهمها الملف الأمني وتأمين الحوطة وتبن، ونحن ساعون فيه من خلال دمج أفراد المقاومة بالجيش، وعسكرتهم ضمن جيش جنوبي قوي يستطيع تأمين الحدود والحفاظ على المكاسب التي تحققت».
ودعا محافظ لحج دول التحالف العربي، والقيادة السياسية، إلى الإسراع في دعم قيادة لحج، لتحقيق مهامها، والمسؤوليات الملقاة على عاتقها. كما طالب المنظمات الدولية والمحلية، إلى دعم لحج، وإلى إرسال وفود لتقصي الحقائق وتقييم الأضرار التي قضت على البنية التحتية بالكامل، وإلى المساعدة في انتشال أوضاع الناس المعيشية، من خلال مشاريع الإغاثة الدعم وتوفير سبل الحياة، ودعم إعادة الخدمات الأساسية لهم.
وتتخذ الجماعات المسلحة من مدينة الحوطة منطلقًا لتنفيذ عمليات الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية، وهو ما دفع وسائل إعلام الحوثيين والمخلوع صالح لبث الإشاعات بسيطرة «القاعدة» على الحوطة. إلا أن زيارة مدير أمن لحج الجديد العميد عادل الحالمي تدحض كل تلك الإشاعات.
وكان الحالمي قد تعهد عبر تصريحات إعلامية بالعمل من داخل عاصمة المحافظة لاستعادة الأمن والاستقرار وتطهير المحافظات من الجماعات المسلحة، وهو ما دفع بالجماعات الإرهابية إلى تفجير مبنى الأمن العام بعد يوم واحد فقط من زيارة مدير امن لحج عادل الحالمي.
وتعد محافظة لحج واحدة من ضمن خمس محافظات جنوبية تم تحريرها من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في منتصف العام الماضي بدعم قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.