تأرجح {جنيف 3}.. والقرار النهائي لـ{الهيئة العليا للمفاوضات} السورية ما زال معلقاً

ماخوس لـ {الشرق الأوسط}: تلكؤ الإجابات المرتقبة صعّب الإعلان عن موقف موحّد

تأرجح {جنيف 3}.. والقرار النهائي لـ{الهيئة العليا للمفاوضات} السورية ما زال معلقاً
TT

تأرجح {جنيف 3}.. والقرار النهائي لـ{الهيئة العليا للمفاوضات} السورية ما زال معلقاً

تأرجح {جنيف 3}.. والقرار النهائي لـ{الهيئة العليا للمفاوضات} السورية ما زال معلقاً

حفلت الساعات الماضية بكثير من التناقضات بشأن الاجتماعات الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية، التي كان من المفترض أن تنطلق في جنيف مساء اليوم، إلا أن المعارضة السورية بدت غير جاهزة تقنيا وسياسيا للمشاركة في هذا التوقيت، مقابل تأكيد أممي على أن {لا تغيير في المواعيد}.
وحتى مساء أمس، كانت «الهيئة العليا للمفاوضات» السورية لا تزال تنتظر إجابات سريعة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا، وذلك رغم مرور الوقت بشأن الموعد المحدد لـ«جنيف3» اليوم الجمعة. حيث أكد عضو بالهيئة لـ«الشرق الأوسط»، أنه حتى اللحظة لم يتخذ قرار نهائي بشأن الذهاب إلى «جنيف3» أو التغيب، مشيرا إلى أن هناك إجماعا على ضرورة إعطاء الأولوية لإيقاف القصف الروسي وتجويع النظام السوري لأطفال ونساء المناطق المحاصرة. سالم المسلط، المتحدث الرسمي باسم «الهيئة العليا»، قال: «إن الهيئة العليا ما زالت تنتظر رد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مبينا في الوقت نفسه، أن المعارضة تنتظر رد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالإيجابية»، مشيرًا إلى أن هناك حالة من التفاؤل، مشددًا على أن التعثر الذي حدث حتى الآن ليس من طرف المعارضة، وإنما من طرف روسيا التي تقصف الأطفال والنساء، على حدّ تعبيره.
وفي ما يتعلق بمصير موعد المفاوضات المحدد اليوم الجمعة، لمح المسلط إلى أن «المواعيد قابلة للتأجيل يومًا أو يومين»، ومؤكدًا في الوقت نفسه، أن «الأولوية الآن تنصبّ في كيفية التعاطي مع المسألة الإنسانية المتعلقة بقتل وتجويع الأطفال الذين يقصفون في سوريا، من دون أن يصلهم الغذاء»، وشدد على ضرورة إيقاف القصف وإيصال المساعدات في المقام الأول.
وفي السياق نفسه، قال منذر ماخوس، سفير «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في باريس، وعضو «اللجنة العليا» في حوار مع «الشرق الأوسط» إنه «حتى الآن لم نصل إلى قرار نهائي، وذلك لأن هناك إعادة قراءة وتقييم لمجمل ما توصل إليه النقاش داخل الهيئة العليا للمفاوضات. ورغم ضيق الزمن، فإن هناك إجماعا على ضرورة انتظار أجوبة الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي لسوريا، ردا على رسائلنا التي بعثناها لكليهما». وأوضح ماخوس أن «اجتماعات الهيئة العليا مستمرة، لأن هناك الكثير من الإشكاليات التي تواجه مصير ما نخرج به من قرار نهائي، بشأن الذهاب إلى (جنيف3) من عدمه». ولفت إلى «إجماع بين مكونات المعارضة على ضرورة إعطاء الأولوية لإيجاد حلول عاجلة للوضع المأساوي لشرائح الأطفال والنساء في المناطق المتأثرة بالقصف الروسي وتجويع النظام السوري». وفي موضوع ذي صلة، هناك بيان صدر عن «الهيئة العليا» حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، قالت فيه ما يلي: «نشكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا على رسالته الجوابية، وعلى تأكيده على أن الفقرة 12 و13، التي طالبنا بتنفيذها، هي حق مشروع تعبر عن تطلعات الشعب السوري وهي غير قابلة للتفاوض». وتابعت الهيئة في البيان: «أرسلنا رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالب أعضاء مجلس الأمن، خاصة الدول الخمس الدائمة العضوية، بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم بتطبيق القرار 2254، وننتظر الرد منه».
وأضافت الهيئة في البيان ذاته: «نحن جادون في المشاركة وبدء المفاوضات، لكن ما يعوق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.