«الإفتاء» المصرية تهاجم «الإخوان»: الدور الوطني للجيش لن تشوهه «أبواقكم» الإعلامية في الخارج

مستشار المفتي لـ {الشرق الأوسط} : التحريض ضد جيش مصر قاسم مشترك بين الجماعة و«داعش»

«الإفتاء» المصرية تهاجم «الإخوان»: الدور الوطني للجيش لن تشوهه «أبواقكم» الإعلامية في الخارج
TT

«الإفتاء» المصرية تهاجم «الإخوان»: الدور الوطني للجيش لن تشوهه «أبواقكم» الإعلامية في الخارج

«الإفتاء» المصرية تهاجم «الإخوان»: الدور الوطني للجيش لن تشوهه «أبواقكم» الإعلامية في الخارج

شنت دار الإفتاء المصرية هجومًا عنيفًا أمس على جماعة الإخوان، عقب حملات تشويه أطلقتها الإخوان ضد الجيش والمؤسسات الدينية «الإسلامية والمسيحية» عبر منابر إعلامية خارج البلاد.
وقالت الدار في تقرير لها إن «الجماعة عمدت إلى تشويه مؤسسة الجيش عبر نشر عدة تقارير تُصور الدور الوطني للجيش في دعم المواطن ومحاربة الغلاء، باعتباره سرقة لخيرات الوطن ونهبا لثرواته، وأخرى تتحدث عن تسييس المؤسسات الدينية المعارضة للجماعة والمعادية لمنهجها المتطرف الذي ينتج الكثير من أعمال العنف وسفك الدماء، واعتبار مواقفها إملاء من النظام لتلك المؤسسات، وذلك بهدف التأثير على مصداقية تلك المؤسسات لدى المواطن المصري، وتشويه صورة القائمين عليها.
في حين قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي مصر لـ«الشرق الأوسط» إن «الهجوم على الجيش المصري من قبل (الإخوان) وإلصاق التهم به، فضلا عن إصدار الفتاوى التي تحرم العمل به.. قاسم مُشترك بين الإخوان وتنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يؤكد أن غاية الجماعتين واحدة».
وسبق أن أفتت دار الإفتاء بأن دعوات «الإخوان» للعنف والتخريب في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير (كانون الثاني) مُحرمة، محذرة المصريين عامة والشباب خاصة من التورط في اقتتال واحتراب لا شرعية دينية له ولا مصلحة فيه. وأوضحت الإفتاء أن الأبواق الإعلامية للجماعة - والناطقة بلغات عدة - قد دشنت حملة منظمة لتشويه رموز الدولة المصرية ومؤسساتها، والنيل منها عبر نشر عدة تقارير وأخبار تحمل الشائعات والأكاذيب، التي تروج لها الجماعة في المحافل الإقليمية والدولية.
وأضافت الدار في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بالإفتاء، أن حملة التشويه تلك تعتمد بشكل كبير على إطلاق عدة شائعات تنال من سمعة المؤسسات ودورها الوطني وقدراتها الذاتية، وتمس أيضًا شخصيات دينية وسياسية وفكرية تحظى باحترام وتقدير جميع المصريين، وذلك بناء على مواقفهم المعارضة للجماعة ولأطماعها، مؤكدة أن جماعة الإخوان تُسخر كل إمكاناتها وكوادرها في الداخل والخارج وأبواقها الإعلامية، من أجل تشويه الرموز والمؤسسات المصرية ذات التاريخ العريق والدور الكبير، الذي يحظى بتقدير واحترام جميع فئات الشعب المصري.
وقال مرصد الإفتاء إن عملية التشويه تلك تتسق مع أهداف الجماعة في نشر الفوضى والنيل من الرموز والشخصيات المهمة في الوطن، التي تتصدى بكل قوة لمحاولات الجماعة الواهية للعودة من جديد إلى المشهد، وهي جهود تُبذل من جميع المؤسسات الوطنية التي تقف بالمرصاد لجماعات العنف والقتل المختبئة خلف ستار الدين والشعارات الإسلامية المختطفة.
وأعلنت مصر الإخوان جماعة إرهابية عقب عزل محمد مرسي عن الحكم قبل ثلاثة أعوام، وتحملها أعمال العنف والقتل والإرهاب التي تقع في البلاد، منذ ثورة 30 يونيو (حزيران) عام 2013.
وتؤكد دار الإفتاء أن سعي الجماعة لإحداث قلاقل في خلال شهر يناير (كانون ثاني) ليس الهدف من ورائه مصلحة الشعب ولا الدولة، إنما الهدف منه زعزعة الأمن والاستقرار، بعد أن فقدت الجماعة تأثيرها داخليًا وخارجيًا، وأصبحت تعاني من كثرة الانشقاقات داخل التنظيم الإرهابي.. وفقدت ما يسمى بعنصر الاستقواء بالخارج، خصوصًا بعد تخلي الكثير من حلفائها بالخارج عنها.
وأضاف مرصد الإفتاء في تقريره أمس، أن دعاية الجماعة لم تفرق بين المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية في هذا الشأن، فقد طالهما الأذى والتشويه المتعمد والمنهجي من الجماعة، الذي بدوره يؤكد أن الجماعة تعادي كل المؤسسات التي تساند الوطن وتذود عنه وترفض العنف والقتل الذي تحمله الجماعة وكوادرها، موضحًا أن جماعة الإخوان نشرت عدة تقارير في الآونة الأخيرة تتحدث عن عداء المؤسسات الدينية - الإسلامية والمسيحية - للثورة والثوار، وإطلاق الفتاوى والتصريحات الدينية التي تعادي الثورة، متغافلة عن أن مواقف تلك المؤسسات من الثورتين لا تُنسى.. فقد دعمت تلك المؤسسات الإرادة الشعبية الجارفة التي ثارت على الظلم وحكم جماعة دينية حاولت إعادة إنتاج ديكتاتورية جديدة في رداء ديني.
وتابع المرصد: «وقفت تلك المؤسسات أمام الدعاوى التي تتخفى خلف دعاوى الثورة والحرية كي تعيد الوطن إلى أحضان جماعات العنف والقتل والفوضى التي تعادي الوطن ولا تعترف بحدوده، وأصدرت الرأي الشرعي النابع من فهم صحيح لمقاصد الشريعة، التي تحرم القتل والعنف وسفك الدماء ودفع الوطن نحو الفوضى».
من جهته، قال الدكتور نجم إن جماعة الإخوان تعتبر أن الجيش المصري هو العقبة الكبرى أمام طموحاتهم في العودة إلى الحكم والسيطرة على البلاد، وهو ما يدفعها نحو الهجوم الدائم على المؤسسة العسكرية المصرية والتشكيك في ولائها ودورها الوطني، وإصدار الفتاوى الشاذة المتكررة والمتعددة، التي تدعو إلى الهرب من التجنيد ومقاطعة بل ومعاداة كل الأعمال والأنشطة التي يقوم بها الجيش المصري للحفاظ على أمن الوطن وتماسكه.
وتشدد دار الإفتاء على أن المؤسسة العسكرية وأفرعها المختلفة تتمتع بتأييد وثقة جميع قطاعات المصريين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، ولا يمكن لأي فصيل يدّعي الوطنية أن يجعل من الجيش الوطني خصمًا له يستهدفه بالقول والفعل، وهو أمر يؤكد أن الهجوم على الجيش المصري واتهامه بالأباطيل إنما هو لأغراض خاصة لا علاقة لها بصالح الوطن وأمنه ومستقبله، كما يؤكد أن الهجوم لا يستهدف المؤسسة العسكرية بذاتها، وإنما هو استهداف للوطن بأكمله عبر استهداف المؤسسة الأكثر قوة وصلابة في وجه التحديات التي تتعرض لها مصر في الداخل والخارج.
وقال المتحدث باسم دار الإفتاء المصرية إن الجماعة سحبت خلافها مع الدولة المصرية إلى كون القضية دينية وليست سياسية، وساقت الآيات والأحاديث التي تدعم موقفها على خلاف الواقع، وتناسى عناصرها أن استخدام الفتاوى الدينية وتسخيرها في تعميق الخلاف والشقاق بين أبناء الوطن الواحد، وإلصاق التهم بالمصريين والمؤسسات الوطنية من غير وجه حق، لمجرد الخلاف السياسي، أمر ترفضه الشريعة الإسلامية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».