هادي البحرة لـ«الشرق الأوسط»: جهات تعمل على زرع وفد مؤيد للنظام السوري داخل طيف المعارضة

قال إن مؤتمر الرياض هو المرجعية التفاوضية

هادي البحرة لـ«الشرق الأوسط»: جهات تعمل على زرع وفد مؤيد للنظام السوري داخل طيف المعارضة
TT

هادي البحرة لـ«الشرق الأوسط»: جهات تعمل على زرع وفد مؤيد للنظام السوري داخل طيف المعارضة

هادي البحرة لـ«الشرق الأوسط»: جهات تعمل على زرع وفد مؤيد للنظام السوري داخل طيف المعارضة

قبيل انطلاق مفاوضات جنيف 3 المقررة يوم بعد غد الجمعة لبحث الأزمة السورية، أكد هادي البحرة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» السابق في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط»، أن مؤتمر الرياض «هو المرجعية التفاوضية للوفد السوري المعارض»، الذي وصفه بالطيف الوطني الذي لا يضم فقط الائتلاف المعارض. ونفى البحرة أن يكون قرار الائتلاف بالمشاركة من عدمها في مفاوضات جنيف نابعًا من أي ضغوط قد تفرض على الهيئة المعارضة، مشيرًا إلى أن الائتلاف جاهز لما وصفها بـ«معركة التفاوض بكل جدية».
البحرة قال إن هناك «جهات تعمل على زرع وفد مؤيد للنظام داخل طيف المعارضة المطالب برحيل بشار الأسد في جنيف»، محملا موسكو مسؤولية تعطيل انطلاق العملية التفاوضية. ثم أردف: «إن الائتلاف ينتظر المعطيات النهائية ماذا كانت العملية التفاوضية بنيت على قاعدة منصفة ونزيهة وإن القرار السوري لا يمكن تجييره لأطراف أخرى». وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أكد خلال مؤتمر صحافي عقد في أنقرة مساء أول من أمس أن هناك جهات تعمل على تمييع وفد المعارضة السوري المشارك في مفاوضات جنيف وحذر جاويش أوغلو من دخول ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية كطرف في المفاوضات هناك.
من جهته، أكد هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية في «الائتلاف الوطني»، أنه يرفض شخصيا الذهاب إلى طاولة المفاوضات في «جنيف 3». وأشار المالح إلى أن أربع نقاط في إعلان «جنيف 1» هي نقاط أساسية لم يلتزم بها النظام السوري وتتمثل في: سحب الأسلحة الثقيلة من المدن والقرى، ووقف القصف، وإطلاق سراح المعتقلين، وعدم التعرض للمظاهرات السلمية. ووصف المالح النظام السوري بـ«النظام المارق الذي لا يلتزم ببنود المعاهدات».
وفي رده على تصريحات وزير الخارجية الأميركية جون كيري التي حذر فيها المعارضة السورية من خسارة دعم حلفائها ما لم تذهب إلى محادثات «جنيف 3»، وصف المالح كيري «بالنسخة المشوهة لسيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي»، واتهم روسيا «بمحاولة تشتيت وفد المعارضة وكسب الوقت لحين تمكنها من إنهاء الثورة السورية على النظام بالتعاون مع إيران وأطراف لبنانية. ووصف رئيس اللجنة القانونية للائتلاف الذهاب للمفاوضات في ظل وجود مناطق سوريا محاصرة والقصف المستمر بـ«العمل غير المنتج».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.