إسرائيل تهدد حماس بإغلاق كامل لغزة إذا استمرت في «استغلال التسهيلات»

أجهزتها الأمنية تعتقد أن الحركة غير معنية بمواجهة في غزة وتريدها في الضفة

إسرائيل تهدد حماس بإغلاق كامل لغزة إذا استمرت في «استغلال التسهيلات»
TT

إسرائيل تهدد حماس بإغلاق كامل لغزة إذا استمرت في «استغلال التسهيلات»

إسرائيل تهدد حماس بإغلاق كامل لغزة إذا استمرت في «استغلال التسهيلات»

قال يؤاف مردخاي، رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية (منسق نشاطات الحكومة الإسرائيلية في الضفة)، إن إسرائيل ستغلق معابر قطاع غزة كافة، وستمنع سكانه من مغادرته إلى الضفة أو إسرائيل لأي سبب كان، إذا ما واصلت حماس استغلال الفلسطينيين من غزة وتجنيدهم للمساعدة أو تنفيذ أعمال «إرهابية» خارج القطاع.
وحذر مردخاي حركة حماس، من استغلال التسهيلات الممنوحة لمواطني غزة، التي تسمح لهم بدخول إسرائيل أو الضفة، مشددا على أن إسرائيل ستغير نهجها تجاه القطاع ما لم تتراجع الحركة الإسلامية. وقال مردخاي: «حماس تحاول استغلال التسهيلات الممنوحة للتجار والمرضى والعمال لأهداف إرهابية». وأضاف: «هذا الأمر يدعو إسرائيل إلى التفكير مرّات عدة قبل منح تلك التسهيلات، وهو ما قد يستدعي في وقت لاحق إغلاق القطاع، ومنع خروج المواطنين منه بشكل مطلق».
وادعى أن حماس طلبت من أحد المرضى، من خان يونس، وكان نقل لتلقي العلاج في نابلس، نقل معلومات وتوجيهات إلى عناصرها (في الضفة).
واتهم اللواء الإسرائيلي الذي يتحكم في حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، وفي الضفة، ووصفه المسؤول الفلسطيني صائب عريقات، مؤخرا، بأنه «الرئيس الفعلي للشعب الفلسطيني»، حركة حماس بالاستعداد للمواجهة العسكرية المقبلة. وقال مردخاي: «الخطة الإسرائيلية تهدف إلى دعم المواطنين في غزة اقتصاديا، من خلال منحهم تسهيلات، إلا أن حماس تمس بذلك وبسكان غزة على وجه الخصوص، ولا ترغب في مساعدتهم».
وزعم مردخاي أن إسرائيل تحاول تخفيف معاناة الغزيين «حيث أصدرت أكثر من مائة ألف تصريح لدخول إسرائيل لتلقي العلاج الطبي والتجارة والصلاة خلال عام 2015، بينما تفرض حماس من جانبها، الضرائب على حركة الناس على المعابر، وتستثمر الأرباح في تعزيز قدراتها العسكرية».
وتفرض إسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة منذ يونيو (حزيران) 2006، إثر خطف جندي إسرائيلي، ثم شددته في يونيو 2007، إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.
وفي أغسطس (آب) 2014، أنهى وقف لإطلاق النار حربا استمرت خمسين يوما على غزة، وتضمن اتفاقا على آلية لإدخال البضائع وإعادة إعمار القطاع تخضع لرقابة دولية.
وقالت مصادر إسرائيلية إن سلطة المعابر بالتعاون مع جهاز الأمن العام أحبطت نحو تسعين محاولة لتهريب البضائع المحظورة إلى حماس عن طريق معبر كرم أبو سالم، وذلك إلى جانب مئات المحاولات الأخرى التي تم إحباطها قبل أن تصل إلى المعبر.
وجاءت تصريحات مردخاي في وقت حذرت فيه مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، من نشوب مواجهة بين إسرائيل وجهات معادية بينها حماس. وقالت المصادر، إن هذه الاحتمالات ازدادت منذ مطلع العام الحالي، ليس بسبب تخطيط أي جهة للهجوم على إسرائيل، وإنما بسبب احتمال تدهور الأوضاع الأمنية في أعقاب وقوع حادث عرضي والانجرار إلى معركة عسكرية كبيرة.
وبحسب التوقعات العسكرية، فإن المعركة المستقبلية التي قد تواجهها إسرائيل، سوف تنطوي على مخاطر جمة، بسبب الوسائل القتالية المتطورة الموجودة بحوزة الأطراف «المعادية».
ويسود الاعتقاد لدى قيادة جيش الاحتلال، بأن قيادة حماس غير معنية، في الوقت الراهن، بخوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل، أو في أي تصعيد للأوضاع، لكنها تعكف حاليا على استعادة قدراتها العسكرية، وعلى حفر الأنفاق، بما في ذلك أنفاق تجتاز الحدود الإسرائيلية استعدادا لهذه المواجهة.
لكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية تعتقد أنه في الوقت الذي لا تريد فيه حماس مواجهة في قطاع غزة في هذا الوقت، تسعى لمواجهة مع إسرائيل في الضفة، لخلق حالة فوضى تؤدي إلى إضعاف السلطة بشكل أكبر. وقالت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إنها تراقب عن كثب، وستمنع أي نشاطات عسكرية محتملة لأي فصائل فلسطينية بما في ذلك حماس. وبحسب المصادر، فإن السلطة يقظة لمحاولة جر الضفة إلى أتون مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وترفض ذلك بشكل قاطع. وأضافت: «هجوم حماس الأخير على السلطة وعلى اللواء ماجد فرج (رئيس المخابرات)، يشير إلى مخططات مبيتة إلى الحد الذي اضطر الرئيس الفلسطيني إلى أن يكون حاسما وواضحا في دعم الأجهزة الأمنية وفرج».
وكان عباس قدم الدعم إلى رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، بتأكيد إحباط أي عمليات ضد إسرائيل من شأنها جر الفلسطينيين إلى أتون مواجهة كبيرة واعتقال أي منفذين محتملين، قائلا إن تلك هي سياسته. وذلك ردا على الحملة الكبرى التي قامت بها حماس وفصائل فلسطينية أخرى، ضد فرج، بعد تصريحاته حول إحباط 200 عملية ضد إسرائيل واعتقال 100.
وقال عباس: «نقوم بواجبنا على أكمل وجه. نعم (نحن) نمنع أي عمل بدو يصير هون أو هون (يحدث هنا أو هناك).. مهمة الأمن أن يمنع أو يحول دون اضطراب حبل الأمن. يعني أي أحد يحاول يشتغل ضد الأمن.. متفجرات.. سلاح.. خلايا.. يلقى القبض عليه. ولا يهم إلى أين يذهب بعد ذلك.. أنا لا أسمح لأحد أن يجرني إلى معركة لا أريدها».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.