في ظل تسابق شركات الطيران بتنويع وتطوير منتجها السياحي الخدمي هل يمكن لمقاعد الدرجة الأولى كما اصطلح عليه منذ عدة عقود من الزمن أن تنقرض وتحل محلها درجة رجال الأعمال مثلا؟ سؤال يبحث عن أجابة، خاصة عندما تصبح التوقعات بشأن الدرجة الأولى بالرحلات الجوية أكثر تناقضا هذه الأيام. حيث يصف البعض الدرجة الأولى بـ"النوع المنقرض"، بينما يتحدث آخرون عن "النهوض وتحقيق الفخامة".
والحقيقة المسلم بها أن الكثير من شركات الطيران خفضت في السنوات الأخيرة بشكل واضح عدد المقاعد في الدرجة الأولى، ولكنها تعمل في الوقت نفسه على جعل ما تبقى منها أكثر فخامة. وهذا يرسي تعريفا واضحا لدرجة رجال الأعمال؛ حيث ستتم اضافة المزيد من أسباب الراحة. لذا فإن الإجابة على السؤال بشأن ما إذا كان عهد الدرجة الأولى قد ولى يمكن أن تتمثل بوضوح في: نعم ولا.
فقد قامت مجلة الطيران السويسرية " إيرو تليغراف" بإجراء نظرة متفحصة في السوق. ومن بين الملاحظات التي توصلت إليها هي أن الخطوط الجوية القطرية تعمل على التوسع في الدرجة الأولى على الكثير من طائراتها، بينما تخلصت شركة "اسيانا إيرلاينز" بالكامل من الدرجة الأولى. كما خفضت شركة "أميركان إيرلاينز" وشركة "يونايتد إيرلاينز" عروض الدرجة الأولى. وكذلك هو الحال مع شركة "كانتاس" الاسترالية.
لم حدث هذا؟ الأمر يتعلق بالمال بشكل طبيعي.
وبحسب البروفيسور كريستوف بروتسل خبير الطيران، فإن عائدات الدرجة الأولى لم تتماش ومدخلات الموارد.
ويعمل بروتسل في كلية التجارة وإدارة الأعمال في الجامعة الدولية للعلوم التطبيقية في باد هونيف بألمانيا، ويقول "إذا تحدثنا من الناحية الاقتصادية فان (الدرجة الأولى) مجرد هراء"؛ فعندما توازن شركة طيران بين عائدات مقاعد الدرجة الأولى وعائدات مقاعد الدرجة الاقتصادية، فانها تجني المزيد من الأموال. بل الأهم من ذلك فإن على صعيد العمليات الخاصة بالدرجة الأولى قامت شركتا الاتحاد والإمارات الخليجيتين برفع كبير للمعايير؛ فقبل عام أدخلت "الاتحاد" جناحا فخما تحت اسم "ذا ريزيدنس" أو "الإقامة"، حيث يشعر الراكب وكأنه في فندق ويضم الجناح ثلاث غرف بما في ذلك حمام خاص ودوش. إلا أن جناح "الإقامة"، يعد أرقى من الدرجة الأولى التي ما زالت "الاتحاد" تقدمها.
من ناحية أخرى، قامت شركة "الإمارات" بتحسين مقاعد الدرجة الأولى في طائرات ايرباص (ايه 380) إلى أجنحة صغيرة بها سرير وطاولة وشاشة تلفزيونية 32 بوصة وثلاجة صغيرة. وتعمل الشركة حاليا على تقديم أجنحة خاصة تماما.
ويضيف بروتسل أن الأهمية الأكبر للدرجة الأولى تكمن في الرحلات الجوية عبر الشرق الأوسط إلى آسيا. وفي هذا السوق مسألة الصورة مهمة للغاية، حسبما يقول.
وتتعرض الدرجة الأولى لضغط لتصبح أكثر حصرية، لأن درجة رجال الأعمال في الوقت الحالي تطورت إلى منتج عالي الجودة يلبي احتياجات أغلب المسافرين الأثرياء بالطائرات، بحسب بروتسل.
واختتم بروتسل كلامه قائلا "درجة رجال الأعمال تحل مكان الدرجة الأولى. وما كان يسمى درجة رجال الأعمال أصبح الآن الدرجة الاقتصادية المميزة". وبالتالي بينما لم يعد يتم توفير الدرجة الأولى بالقدر الذي كانت عليه، فأنها تشهد ارتقاء بجودتها.
هل ستنقرض مقاعد الدرجة الأولى من الرحلات الجوية؟
في ظل تقليل بعض الشركات لمقاعدها وجعل المتبقي منها أكثر فخامة
هل ستنقرض مقاعد الدرجة الأولى من الرحلات الجوية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة