انتخاب إلياس العماري أمينًا عامًا لـ«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض.. والمنصوري رئيسة لمجلسه الوطني

الحضور الوازن للأحزاب الاشتراكية الأوروبية في المؤتمر زكّى الهوية الاجتماعية الديمقراطية للحزب

انتخاب إلياس العماري أمينًا عامًا لـ«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض.. والمنصوري رئيسة لمجلسه الوطني
TT

انتخاب إلياس العماري أمينًا عامًا لـ«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض.. والمنصوري رئيسة لمجلسه الوطني

انتخاب إلياس العماري أمينًا عامًا لـ«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض.. والمنصوري رئيسة لمجلسه الوطني

انتخب مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض بعد ظهر أمس إلياس العماري أمينا عاما للحزب خلفا لمصطفى بكوري، بعد أن تقدم كمرشح وحيد للمنصب. كما انتخب المؤتمر فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة للمجلس الوطني للحزب.
وجرى انتخاب القياديين من طرف المجلس الوطني للحزب المتكون من 600 عضو، والذي تشكل الليلة قبل الماضية، حيث استمرت عملية انتخاب أعضاء المجلس الوطني حتى الثانية بعد منتصف الليل. وعرف المؤتمر تجاذبا قويا بين تيارين، أحدهما يدافع عن ترشيح إلياس العماري للأمانة العامة والثاني يعارض ذلك، ويعتبره مؤشرا على هيمنة التوجه اليساري على الحزب. وحتى آخر لحظة لم يعلن أي من قياديي الحزب رسميا ترشيحه للأمانة العامة. ورفض العماري الإدلاء بأي تصريح حول موضوع ترشيحه للأمانة العامة قبل موعد الحسم، واكتفى بالقول: «أنا أمارس السياسة بالواقعية، وليس بالنية». فيما صرّح عدد من القياديين عزمهم عدم الترشيح للأمانة العامة، خصوصا حكيم بنشماس وفاطمة المنصوري وعبد اللطيف وهبي. وفي هذا السياق، قالت المنصوري إنها لم تترشح للأمانة العامة لسبب بسيط، هو أنها تدعم وتطالب وتنادي بترشيح إلياس العماري الذي وصفته بـ«رجل المرحلة»، و«لديه الشجاعة اللازمة لقيادتها إضافة إلى وضوح خطه السياسي، وكون شباب الحزب يجدون فيه أنفسهم ويتماهون معه ومع عمله ورؤيته النضالية. وأنا أساند هذا المناضل الكبير».
وتواصلت أشغال المؤتمر أمس من أجل استكمال هياكل الحزب وانتخاب أعضاء مكتبه السياسي ومكتبه الفيدرالي، وهما معا يعملان تحت رئاسة الأمين العام. ويتولى المكتب السياسي التدبير الاستراتيجي للحزب، فيما يتولى المكتب الفيدرالي التسيير العملياتي والتنظيمي وتدبير الانتخابات.
واحتد النقاش حول تمثيلية الجهات (المناطق) في المكتب السياسي، فيما دافع البعض عن اعتماد معايير الكفاءة في انتخاب أعضائه، علما بأن المجلس الفيدرالي يتكون من الأمناء العامين للتنظيمات الجهوية للحزب، بالإضافة إلى رؤساء المنظمات الموازية.
وتميزت الجلسة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر مساء السبت بحضور وازن لممثلي الأحزاب الاشتراكية الأوروبية، الشيء الذي اعتبر مؤشرا على تأكيد التوجه اليساري للحزب، وسعيه لقيادة اليسار المغربي من أجل تشكيل قطب موازن للإسلاميين. وتجدر الإشارة إلى أنه بين الأهداف الكبرى للمؤتمر تدقيق هوية الحزب من خلال مناقشة الوثيقة المذهبية التي أعدتها قيادته، والتي وضعت تحت السؤال الكبير «من نحن؟».
وبهذا الصدد، قال محمد الشيخ بيد الله، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، خلال الجلسة الافتتاحية «نحن نعتبر أننا نبني هويتنا رويدا رويدا، طبعا يجب أن نتموقع على الصعيد الدولي والوطني»، مشيرا إلى أن الحزب في طموحه لتسيير الشأن العام يريد «ابتكار طريقة جديدة لزيادة إنتاج الخيرات وتوزيعها توزيعا عادلا على جميع المغاربة لصيانة كرامتهم». وأكدت الوثيقة المذهبية للحزب على هويته «الديمقراطية الاجتماعية»، وهي ترجمة غير شائعة لمصطلح «سوشال ديموكراسي» الأوروبي، الذي يترجم عادة بالاشتراكية الديمقراطية. كما أعطى الحزب في وثيقته المذهبية حيزا كبيرا ومفصلا لحقوق الإنسان، الشيء الذي وجد صدى كبيرا في الأوساط الحقوقية المغربية التي حضرت بكثافة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكل أطيافها، كما حضرت الاتحادات العمالية المغربية. ومن أبرز مستجدات المؤتمر إعلان «المنظمة الديمقراطية للشغل»، اتحاد عمالي يساري انضمامها رسميا إلى الحزب ومشاركتها في مؤتمره.
كما حضر المؤتمر أمناء الأحزاب السياسية المغربية الكبيرة، باستثناء صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية وأمين عام التجمع الوطني للأحرار، الذي يوجد في مهمة في البحرين. ومثّل حزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر الخصم اللدود لحزب الأصالة والمعاصرة، لحسن الداودي وزير التعليم العالي، نيابة عن عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي تخلف عن الحضور لأسباب تتعلق بالتزاماته حسب تصريحات الداودي. وقال الداودي للصحافة عند وصوله إلى موقع المؤتمر «حزب العدالة والتنمية حاضر رسميا وسياسيا من خلال تفويض الداودي والشيخي للحضور». وأضاف: «حضورنا حضور سياسي ونابع من اعترافنا لكل الأحزاب بالحق في الوجود وفي اتخاذ المواقف». وثمن الداودي احترام حزب الأصالة والمعاصرة للديمقراطية، وهنأه على تنظيم مؤتمره في الوقت المحدد، وقال: «المغرب هو الرابح من ذلك».
وعن الخصومات بين الحزبين، قال الداودي إن الأمر يتعلق بالتنافس السياسي وليس بالعداء، وإن المستقبل مفتوح على كل الاحتمالات.
من جهته، لم يستبعد إدريس لشكر، أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، إمكانية التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة، وربط ذلك بنتائج المؤتمر والبرامج التي سيعتمدها الحزب.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.