لبنان: الحراك الرئاسي في حلقة مفرغة بانتظار موقف حزب الله من مبادرة «عون ـ جعجع»

وزير العدل: نرفض انتخاب رئيس مرتهن للنظامين السوري والإيراني

مارة على كورنيش بيروت يلتقطون صورا تذكارية في ظل العاصفة المحملة بالأمطار التي تضرب لبنان والمنطقة هذه الأيام (إ.ب.أ)
مارة على كورنيش بيروت يلتقطون صورا تذكارية في ظل العاصفة المحملة بالأمطار التي تضرب لبنان والمنطقة هذه الأيام (إ.ب.أ)
TT

لبنان: الحراك الرئاسي في حلقة مفرغة بانتظار موقف حزب الله من مبادرة «عون ـ جعجع»

مارة على كورنيش بيروت يلتقطون صورا تذكارية في ظل العاصفة المحملة بالأمطار التي تضرب لبنان والمنطقة هذه الأيام (إ.ب.أ)
مارة على كورنيش بيروت يلتقطون صورا تذكارية في ظل العاصفة المحملة بالأمطار التي تضرب لبنان والمنطقة هذه الأيام (إ.ب.أ)

في وقت يبدو واضحا أن ملف رئاسة الجمهورية بات يدور في الحلقة المفرغة في ظل سياسة الصمت المطبق التي يتبعها حزب الله حيال موقفه من المعركة التي يخوضها حليفاه المرشحان للرئاسة، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والنائب ميشال عون، من المتوقع أن يشهد هذا الأسبوع «اتجاهات الأفرقاء الحاسمة» وفق ما وصفته مصادر متابعة للحراك السياسي الرئاسي في لبنان. وأشارت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن اليوم باتت الكرة بشكل أساسي لدى فريق 8 آذار، وتحديدا لدى حزب الله الذي طالما أعلن دعمه لعون في المعركة الرئاسية وها هو لغاية الآن لم يصدر أي تعليق على المبادرة التي نتج عنها ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية عون للرئاسة، في وقت فضل حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري انتظار مواقف الأفرقاء لإعلان موقفه. لكن في المقابل، شدّد أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» الذي يرأسه عون، «على الثقة بموقف حزب الله الداعم للعماد ميشال عون، مؤكدا في الوقت عينه أن الاتصال والتواصل قائم مع حليفنا سليمان فرنجية وسيحصل لقاء فيما بيننا».
وقال كنعان في حديث تلفزيوني «نحن نعلم أن مسار العلاقة مع حزب الله قائم على الوضوح المتبادل، ولم نتبلغ رسميا بأي موقف مغاير لدعم وصول العماد عون إلى الرئاسة».
وهو ما أشار إليه النائب في الكتلة نفسها، حكمت ديب، معتبرا أن صمت حزب الله مفيد جدا، ولا لبس في دعم حزب الله للعماد عون، من دون أن يستبعد مشاركة فريقه السياسي في جلسة انتخاب الرئيس المقبلة في 8 فبراير (شباط) المقبل، وذلك بعدما كان عون يقاطع الجلسات السابقة، رافضا المشاركة ما لم يكن يضمن حصوله على أكثرية الأصوات النيابية التي توصله إلى قصر بعبدا.
وفي حين كان تيار المستقبل قد أكد استمرار دعمه لفرنجية للرئاسة، غرّد وزير العدل أشرف ريفي، خارج سرب قرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، منتقدا تأييده فرنجية كما تأييد جعجع لعون، رافضا انتخاب رئيس مرتهن للنظام السوري والإيراني. وقال ريفي في الذكرى الثامنة لاغتيال الرائد وسام عيد «ما أحوجنا اليوم إلى رئيس ينحني أمام تضحيات الشهداء، رئيس لا يتباهى بأنه شقيق المجرم، ونريد رئيسا لا يساوم على أمن وطنه، ونريد رئيسا قادرا وقويا، يعمل على إرساء المصالحة بين اللبنانيين، ويصون علاقات لبنان العربية وليس حصان طروادة لإيران والمشروع الفارسي». وأضاف: «لا لرئيس مرتهن للنظام السوري وإيران أيا كان، ولا نجد فرقا في التحالف بين هذا وذاك لأنه يخالف الثوابت الوطنية في 14 آذار، وقد أعلنا مرارا رفضنا لانتخاب رئيس من فريق 8 آذار، والاستسلام ليس موجودا في قاموسنا.
من جهته، أكد النائب في «الكتائب اللبنانية» ايلي ماروني على أحقية حزبه في طرح أسئلة على النائب ميشال عون حول أمور تشكل هواجس لدى عدد كبير من اللبنانيين، مشددا على «إننا نادينا دومًا بأهمية انتهاء الفراغ الرئاسي». وكان رئيس «الكتائب» سامي الجميل، قد حسم موقف الحزب برفض انتخاب رئيس ينتمي إلى مشروع فريق 8 آذار، طالبا من عون الإجابة عن أسئلة حول موقفه من سياسة لبنان الخارجية ومن الأزمة السورية بشكل خاص.
وقال ماروني: «بقدر ما يقترب عون سنقترب وبقدر ما يقترب فرنجية سنقترب»، مشيرًا إلى أن «لبنان لا يخلو من الكفاءات ويمكننا الاتفاق على شخص خامس خارج الـ4 والأسماء كثيرة».
بدوره، رأى النائب عن الجماعة الإسلامية، عماد الحوت أنه «لن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية في (8 آذار) ما دام هناك أي مرشح آخر غير عون»، موضحا في حديث إذاعي: «لن يسهل تأمين النصاب ما دام غير مطمئن للنتيجة، كما أن المرشح الحقيقي لحزب الله حاليا هو الفراغ الرئاسي، فأي رئيس جمهورية حتى لو كان من فريقه لن يرضى أن يتم تجاوزه بالكامل في المواقف الخارجية والقتال خارج لبنان وانتشار السلاح في الداخل».
ورأى الحوت في مبادرتي الحريري وجعجع خطأ تكتيكيا حصر خيارات الرئاسة بمرشحين يحملان برنامج «8 آذار»، مشددا على «عدم وجود مشكلة للجماعة الإسلامية مع الأسماء أو الأشخاص، وبقدر ما يقترب المرشح من مشروع الدولة على حساب الدويلة بقدر ما تقتنع الجماعة به، لذلك نحن متريثون حتى نسمع ونرى».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».