سقوط تشيلسي.. شرخ بين مورينهو ولاعبيه.. أم انهيار جاء متأخرًا

تغيير المدرب الذي يتحول غالبًا إلى كبش فداء لن يعيد الفريق إلى منصات التتويج

هل أدار اللاعبون ظهورهم بالفعل لمدربهم
هل أدار اللاعبون ظهورهم بالفعل لمدربهم
TT

سقوط تشيلسي.. شرخ بين مورينهو ولاعبيه.. أم انهيار جاء متأخرًا

هل أدار اللاعبون ظهورهم بالفعل لمدربهم
هل أدار اللاعبون ظهورهم بالفعل لمدربهم

هل كان جوزيه مورينهو محقًا في كل ما قال؟ لقد تحسن أداء تشيلسي إلى حد ما، ولكن هل يبوح ضياع هيبة الفريق بالكثير عن مستوى اللاعبين، أكثر من المدرب؟
النبأ السار بالنسبة إلى تشيلسي هو أن الفريق لم يتعرض للهزيمة منذ تولى غوس هيدنيك تدريب الفريق، خلفًا لجوزيه مورينهو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. أما النبأ السيئ فهو أن الحصول على 10 نقاط من 6 مباريات في الدوري قد لا يكون بداية جيدة لتقليص المسافة وراء الأربعة الكبار في البريميرليغ (الدوري الإنجليزي الممتاز) – والتي تصل لـ14 نقطة. ما زالت حظوظ الفريق قائمة في كأس الاتحاد الإنجليزي، لكنه في حال أخفق تشيلسي في نيل لقب دوري أبطال أوروبا، لن يكون تغيير المدرب وحده كفيلا بإنقاذ سجله هذا الموسم. يمر الفريق البطل بانهيار غير مسبوق في تاريخ البريميرليغ «وهو في هذه الحالة اختزال مفيد لأن نقول منذ فرضت اقتصادات كرة القدم وجود نخبة دائمة، وفئات ثابتة».
وليس هناك حاجة لنفي أن وجود مورينهو كان قد أصبح ذا تأثير سلبي على الفريق، لكي نشير إلى أنه عندما يكون هناك مشكلة في فريق ما، يكون الحل الأسهل هو إقالة المدرب، الذي تحول لكبش فداء. هو طقس وضعته عدة مجموعات موضع النفاذ حرفيا، وبصور متفاوتة، على مدار ما يقرب من ألف عام، كما يوضح جيمس فريزر في كتاب «الغصن الذهبي». ويقول المدرب بارني روناي في صحيفة «ذا مانيجر» أن هذا الدور قد تم اختراعه لرفع المسؤولية عن مجالس الإدارة. وهناك عدد متزايد من الأصوات التي تعتقد بأن المدرب ليس بالأهمية التي أولتها له كرة القدم. في مقاله «لماذا تخسر إنجلترا»، على سبيل المثال، يدفع سيمون كوبر (كاتب رياضي) وستيفان شيمانيسكي (أستاذ لقسم الإدارة في الرياضة في جامعة ميتشيغان) بأنه، خلال 10 سنوات، وبدءا من عام 1998، بأن الإنفاق الكلي على الرواتب في فريق، كان هو المسؤول بنسبة 89 في المائة عن التغيير الذي طرأ على ترتيبه في جدول الدوري. وفي كتاب «لعبة الأرقام»، يعتبر كريس أندرسون (كاتب رياضي) وديفيد سالي (خبير اقتصادي عالمي) أن العقد ما بين بين 2001 - 2002 إلى 2010 - 2011، ويخلصان إلى أن الرقم الفعلي هو 81 في المائة - أي أن المدرب يكون مسؤولا بنسبة 19 في المائة عن ما يحققه أي فريق بنهاية الموسم.
ويبدو أن الدرس المستفاد هو أن على الأندية أن تصب تركيزها على الإنفاق على اللاعبين وليس المدرب - وهذا قد يؤدي إلى الافتراض القائل بأن السبب في معاناة تشيلسي هذا الموسم يعود بشكل كبير إلى الإنفاق على انتقالات اللاعبين - وهي نقطة أشار إليها مورينهو ضمنيا في بعض الأحيان، ويوضحها غياب الغطاء الهجومي. قد يكون هذا صحيحًا. لكن إذا كانت أيام هربرت تشابمان (أحد أشهر اللاعبين والمدربين الإنجليز في ثلاثينات القرن التاسع عشر)، وسحر المدرب تشوشان على هذه الفكرة، فوفقًا لنظرية «الرجل العظيم» التاريخية لتوماس كارليل، هناك بعض النقاط المثيرة للفضول. هناك فقط 4 مدربين (توم واتسون، وتشابمان، وبرايان كلوف وكيني دالغليش) فازوا بالبريميرليغ مع أكثر من ناد واحد. صحيح أنه لم يكن من المعتاد أن يتنقل المدربون كثيرا مثلما هو الحال اليوم، لكن هذا ما زال يوحي بأنه نادرا ما يجد المدرب المناسب نفسه مع اللاعبين المناسبين وسط الظروف المناسبة.
وقد يكون الأمر المدهش أكثر هو أن عدد المدربين فازوا بالبريميرليغ مع تشيلسي (تيد دريك، مورينهو وكارلو أنشيلوتي) هو نفسه العدد مع مانشستر يونايتد (إرنست مانغال، ومات باسبي، وأليكس فيرغسون)، رغم أن مانشستر كان أكثر قوة من تشيلسي من الناحية المادية على مدار فترات أطول من تاريخه. ويوحي هذا بأنه حتى عندما تكون الظروف مواتية، فإن الأمر يستلزم وجود عبقرية من نوع معين لاستغلالها (بطبيعة الحال، إذا امتد التحليل مسافة أبعد إلى الوراء عندما كانت الفروقات بين الأندية الغنية والفقيرة ليست واضحة بقوة، سيكون الإنفاق على أجور اللاعبين أقل أهمية. والإنفاق على الأجور بالطبع يتضمن الإنفاق على مستحقات المدير الفني).
تستطيع الأندية الأغنى الاستعانة بالمدربين الأفضل، كما يمكنهم استقدام أفضل اللاعبين: فهناك علاقة ارتباط قوية بين ترتيب الفرق في بطولة الدوري وبين الإنفاق على الأجور، الذي يصبح عندئذ، بصورة جزئية على الأقل، انعكاسا لمستوى المدرب. لكن قد يكون الأمر الأهم هو أن الإنفاق على الفريق والقدرات الفنية للمدرب ليسا شيئين منفصلين؛ فالأداء الذي يقدمه لاعب ما في عهد مدرب بعينه يحدد ضمنيا ما يتقاضاه. ويمكن القول بأنه بشكل عام، كلما كان المدرب أفضل، كلما زاد حجم الأموال التي يتم إنفاقها، وبمرور الوقت تميل الأندية الغنية إلى الازدهار.
وكما يشير سالي وأندرسون، الأمر الأهم هو - في هذه الحالة - هو أن تنظر في عينة صغيرة، وتلاحظ التفاوت من موسم لآخر. بين الفترة الأولى لتولي مورينهو تدريب تشيلسي، والمرة الثانية، عين النادي اللندني 5 مدربين، عملوا جميعا بنفس الموارد إلى حد بعيد. ونجح مدرب واحد فقط في تحقيق نفس النتائج التي حققها مورينهو في المرتين، والفوز بالدوري، وهو شيء يميل لتأكيد خصوصية مورينهو.
ورغم كل هذا، فإن تاريخ مورينهو، وإخفاقاته العادية في ولايته الثانية في النادي والشائعات التي تسربت من داخل الفريق عملت كلها على رحيله؛ حيث كان هنالك انطباع بحدوث شرخ لا يمكن إصلاحه في العلاقة بين المدرب وعدد من لاعبيه على الأقل. السؤال التالي هو لماذا يوجد هكذا اختلاف بين أداء تشيلسي الموسم الماضي وطريقة أدائهم هذا الموسم؟ رأى البعض في هذا الفرق الواضح في أداء تشيلسي في دوري الأبطال والبريميرليغ دليلا على أن اللاعبين توقفوا عن اللعب من أجل مورينهو. قد يكون هذا صحيحا، وربما لو كان مورينهو ما زال موجودا، ما كان اللاعبون ليقاتلوا من أجل العودة مرتين في مباراة الأسبوع الماضي أمام إيفرتون. لكن السؤال الأكبر يتعلق بكيفية تأخرهم 0 - 2 و2 - 3 في المقام الأول، حيث بدا أداء تشيلسي مخيفا في فترات طويلة في هذه المباراة.
قد يكون ما في الأمر أن اللاعبين يعتبرون البريميرليغ قضية خاسرة، وأنه طالما أنهم لن يهبطوا، فهم ليسوا بحاجة للقتال من أجل الوصول للمركز الثامن، وأن الفريق سيظهر بصورة أفضل في كأس الاتحاد الإنجليزي ودوري الأبطال الأوروبي (كما فعلوا في 2012 عندما فاز تشيلسي بالبطولة بينما كان أداء الفريق عاديا جدا في البريميرليغ). ولا بد أن الخوف بالنسبة إلى تشيلسي هو أن تثبت صحة ما قاله مورينهو عقب الهزيمة من ليستر، التي كانت آخر مباراة له كمدرب. ماذا لو كان ما نشهده هو فريق يسقط، لا بفعل العلاقة المتوترة بين المدرب ولاعبيه، وإنما بسبب مستواه الحقيقي؟ وماذا لو كانت عبقرية مورينهو وحدها هي ما وصل بالفريق لذلك المستوى العالي الموسم الماضي؟ حتى ولو كان هذا مقبولا جزئيا، فإن تغيير المدرب مرة أخرى في الصيف لن يكون كافيا. الأمر يتعلق بالـ81 في المائة من اللاعبين وكيفية بناء الفريق، مثلما هو يتعلق بالـ19 في المائة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.