توقع تعديل وزاري في العراق يشمل زيباري والجعفري والغبان

سياسي يشكك في قدرة العبادي على إجراء أي تغييرات في حكومته

توقع تعديل وزاري في العراق يشمل زيباري والجعفري والغبان
TT

توقع تعديل وزاري في العراق يشمل زيباري والجعفري والغبان

توقع تعديل وزاري في العراق يشمل زيباري والجعفري والغبان

نفى برلماني عراقي من التحالف الوطني أن يكون هناك تغيير وزاري وشيك أو دمج بعض الوزارات في الحكومة العراقية، مشيرا إلى أنه «طالما هناك محاصصات سياسية وطائفية وضغوط داخلية وخارجية على حيدر العبادي رئيس الحكومة فلن يكون هناك أي تغيير وزاري ولا إصلاحات حقيقية».
وقال البرلماني العراقي الذي فضل عدم نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط» ببغداد أمس، «كانت هناك مداولات بين رئيس الحكومة وبعض المقربين المعتدلين لإجراء تعديل وزاري محدود، لكن قياديين في حزبه، الدعوة، وكتلته البرلمانية (دولة القانون) التي يتزعمها رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، وبعض الأطراف في التحالف الوطني والأحزاب المشاركة في الحكومة حذروا من القيام بهذه الخطوة راهنا بسبب ما يعتقدون أن مثل هذا التعديل سوف يفاقم الأزمات ويثير المشكلات بين التحالفات السياسية والبرلمانية وخصوصا داخل التحالف الوطني مما أدى إلى أن يؤجل العبادي هذا الإجراء، إن لم يكن قد تراجع عنه».
وأشار البرلماني العراقي إلى أن «التعديل الوزاري الذي كان من المفترض إجراؤه كان سيتضمن إقالة كل من وزير المالية هوشيار زيباري (القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق)، وللإيحاء بمحاولة لمعالجة الأزمة المالية التي لم يكن زيباري أصلا سببها، كما كان هذا التعديل الوزاري سيشمل وزير الداخلية محمد سالم الغبان، من كتلة الفضيلة، للتخفيف من الاحتقان الأمني، وإبراهيم الجعفري وزير الخارجية بسبب توتر العلاقات الخارجية للعراق مع بعض دول الجوار العربي، وتعيين محمد الكربولي، وزير الصناعة السابق، وزيرا للتجارة بدلا من ملاس عبد الكريم، من ائتلاف (الوطنية) بزعامة إياد علاوي الذي كان العبادي قد أقاله لاتهامات تتعلق بالفساد المالي».
من جانبه، قال السياسي العراقي المستقل عزة الشابندر، عضو البرلمان العراقي السابق بهذا الصدد، إن على العبادي «أن لا تكون الأسماء المرشحة لتسلم وزارات في التعديل الحكومي، إن حدث وأنا أشك بحدوثه كون مثل هذا التعديل سوف يضيف متاعب جديدة على كاهل رئيس الوزراء هو ليس بقادر عليها، بمثابة مكافأة الفاسدين والفاشلين بدلا من تقديمهم للعدالة».
وأضاف الشابندر قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «تردد أن حسين الشهرستاني، وزير التعليم العالي، مرشح للبقاء في الوزارة الجديدة، إن حدث هذا التعديل، وهذا يعني مكافأة الفاشلين كونه (الشهرستاني) السبب الرئيسي في تدمير الاقتصاد العراقي وملف الطاقة»، داعيا «رئيس الوزراء إلى أن تكون وزارة الداخلية غير حزبية وبعيدة عن الطائفية، بل مهنية، وأن تبتعد الهيئات المستقلة، مثل البنك المركزي وشبكة الإعلام العراقية وشبكة الاتصالات وغيرها عن المحاصصة وأن يتولى مسؤولياتها مهنيون أكفاء ومستقلون» مشددا على أن «يتم الاهتمام بملف المصالحة». واختتم الشابندر حديثه قائلا، إن «هذا التعديل الوزاري إن حصل بطريقة مهنية بعيدة عن التحزب والطائفية سيكون الفرصة الأخيرة أمام العبادي للخروج من الأزمة التي يمر بها العراق».



اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
TT

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)

أوقفت الجماعة الحوثية، خلال الأيام القليلة الماضية، صرف المساعدات النقدية المخصصة للحالات الأشد فقراً في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها، في ظل اتهامات لها باستقطاع مبالغ مالية من المساعدات التي تُخصصها المنظمات الأممية والدولية لمصلحة الفقراء في اليمن.

وذكرت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تعمدت وضع صعوبات وعراقيل عدة، لمنع صرف المساعدات النقدية للمستحقين في نحو 35 مركزاً خاصاً في 6 محافظات يمنية تحت سيطرتها، وهي صنعاء، وإب، والمحويت، وذمار، وريمة، وعمران، من خلال ما سمته «المرحلة الـ18 لمشروع الحوالات النقدية للمستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية».

إشراف عناصر حوثية على عملية صرف مساعدات نقدية طارئة في محافظة إب (إعلام حوثي)

ويستهدف مشروع الحوالات النقدية المموَّل من البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف)، في هذه المرحلة، ما يزيد على مليون ونصف المليون أسرة، تضم نحو 10 ملايين شخص في صنعاء وبقية المحافظات، بينما يبلغ إجمالي المبلغ المخصص بوصفه معونات نقدية في هذه المرحلة أكثر من 63 مليون دولار.

واشتكى مستفيدون من تلك الحوالات في صنعاء ومدن أخرى لـ«الشرق الأوسط»، من عراقيل وصعوبات مستمرة تتعمد الجماعة وضعها، وتؤدي لإيقاف عملية صرف المساعدات النقدية ساعات وأحياناً أياماً، في مراكز عدة؛ الأمر الذي يزيد من معاناتهم ومتاعبهم نتيجة الوقوف ساعات طويلة أمام تلك المراكز.

وتتم عملية الصرف التي يُشرِف عليها عناصر يتبعون ما يسمى «المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية»، وهو هيئة مخابراتية شكَّلتها الجماعة للرقابة على أنشطة الإغاثة والمنظمات الدولية والمحلية، إضافة إلى موظفين في بنك الأمل وصندوق التنمية الاجتماعي، عبر أكثر من 2500 مركز صرف تنتشر في نحو 40 ألف قرية.

جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

ويبرر هؤلاء المشرفون إيقاف عمليات الصرف في تلك المراكز وحرمان المستفيدين من الحصول على مستحقاتهم المالية الزهيدة، بزعم عدم انتظام المستفيدين في طوابير خاصة بعملية التسلُّم، وعدم تجهيز كشوفات أسماء بعض المستفيدين، إضافة إلى التحجج بوجود أعطال فنية في المراكز.

استقطاع متكرر

كشف مستفيدون آخرون من تلك الحوالات في قرى عدة في مديريات العدين وحبيش ومذيخرة في محافظة إب، ومديريات الجبين والجعفرية في محافظة ريمة، والرجم وحفاش في المحويت، وعتمة في ذمار، والعشة في عمران، ومناطق أخرى في صنعاء، عن وجود استقطاعات حوثية حالية من مستحقاتهم الزهيدة لدعم جبهات القتال.

ولفت المستفيدون إلى أن تلك الاستقطاعات يسبقها في كل مرة عمليات إيقاف متعمدة للصرف ساعات طويلة، دون إبداء الأسباب.

الجوع والفقر يدفعان يمنيين في صنعاء للتسول (الشرق الأوسط)

وبيَّن (أمين ع.)، وهو أحد المقربين من أحد المستفيدين من الضمان الاجتماعي في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن قريبه لم يتسلم هذه المرة سوى مبلغ يساوي 15 دولاراً أميركياً تقريباً (8 آلاف ريال يمني)، وتفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار يساوي (536 ريالاً) كمساعدة نقدية مخصصة له، وذلك بعد عناء وجهد من أحد مراكز الصرف في ضواحي مدينة العدين.

وأوضح أن قريبه سبق له أن تَسَلَّمَ في المرحلة السابقة مبلغ 22 دولاراً (12 ألف ريال)، أي أنه تم استقطاع ثلث مستحقاته هذه المرة.

واتُّهم أمين الجماعة باستهداف الفقراء بشكل متكرر، ونهب كل مدخرات وموارد برامج الحماية الاجتماعية (شبكات الضمان الاجتماعي)، ما أدى إلى تعميق الفقر وارتفاع نسبته، وفقدان اليمنيين في عموم مناطق سيطرتها للحماية.

تدمير شبكة الضمان

ليست المرة الأولى التي تعرقل فيها الجماعة الحوثية صرف المساعدات العينية أو النقدية لصالح الفقراء والنازحين؛ إذ سبق أن اشتكى مستفيدون في مدن تحت سيطرتها مرات عدة من عمليات نهب واستقطاع مستحقاتهم.

وكشفت مصادر حقوقية في يونيو (حزيران) من العام قبل الماضي عن استقطاع قيادات انقلابية تدير مكاتب الشؤون الاجتماعية في المحافظات التي تحت سيطرتها، مبالغ من مستحقات الفقراء المستفيدين من مشروع الضمان الاجتماعي، تراوحت في حينها بين 6 و12 دولاراً (3 آلاف و7 آلاف ريال) عن كل حالة.

أسر يمنية في صنعاء تلجأ للحصول على وجبات طعام من مخلفات القمامة (الشرق الأوسط)

كما اتهمت المصادر الجماعة حينها بعدم مراعاة معاناة آلاف الأسر المعوزة المستفيدة من تلك المبالغ، وقد باتت مُعظمها لا تملك أي مصادر دخل غير تلك المستحقات الزهيدة التي تُصْرف لها كل 3 أشهر بعد انقطاع دام أعواماً، بفعل سطو قادة الجماعة على أرصدة صندوق الضمان الاجتماعي.

وأظهرت تقارير محلية وأخرى دولية تعرُّض عدد من الصناديق الإيرادية بما فيها «صناديق التقاعد» في مناطق سيطرة الجماعة لعمليات سطو منظمة، من بينها صندوق الضمان الاجتماعي، وصندوق النشء والشباب، وصندوق مؤسسة التأمينات الاجتماعية.

وعمدت الجماعة عقب انقلابها، وفق التقارير، إلى نهب أموال صناديق التقاعد، وأوقفت في المقابل مشاريع البنية التحتية، كما أحجمت عن تسديد ديونها للبنوك ومؤسسات التمويل الأصغر، ما قاد هذه المكونات التي تقدم العون والمساعدة لشريحة كبيرة من اليمنيين، إلى التوقف عن العمل.