عمليات الاغتيالات والإرهاب «يقف خلفها أمنيون سابقون»

خلافات بين الميليشيات الحوثية في إب تنتهي بمصرع أحد قيادييها

عمليات الاغتيالات والإرهاب «يقف خلفها أمنيون سابقون»
TT

عمليات الاغتيالات والإرهاب «يقف خلفها أمنيون سابقون»

عمليات الاغتيالات والإرهاب «يقف خلفها أمنيون سابقون»

داهمت قوات من شرطة عدن، جنوب البلاد، شقة في مدينة كريتر جنوب عدن، أمس الخميس، وذلك بعد اشتباكات مع أفراد عصابة مسلحة، أسفرت عن مقتل أحد أفراد العصابة من محافظة حجة شمال اليمن والقبض على أربعة آخرين. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الشقة عثر فيها على أسلحة ومواد متفجرة وأجهزة وأدوات مستخدمة في عمليات تفجير، منوهة بضبط شرائح ذكية وهواتف وعملات نقدية محلية وأجنبية، مشيرة إلى أن تنفيذ عملية المداهمة تمت بنجاح دون خسائر بشرية بين أفراد شرطة عدن.
وأكدت مصادر مقربة من قيادات أمنية سابقة موالية للرئيس المخلوع وأقاربه أن الاغتيالات الحاصلة في محافظة عدن، وكذا الأعمال التخريبية والإرهابية، هي صنيعة أجهزة أمن دولة وليست مجرد حوادث مرتكبة من جماعات متطرفة أو خارجة على القانون، مثلما ذهبت مختلف وسائل الإعلام لتصويرها خلال الأشهر التالية لتحرير مدينة عدن منتصف يوليو (تموز) من العام المنصرم. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن هذه العمليات الانتحارية أو التخريبية أو الاغتيالات يديرها ويشرف عليها مسؤولون أمنيون سابقون في عدن.
وكشفت المصادر عن أسماء شخصيات تجارية واستثمارية أخرى داعمة وممولة لهذه العمليات الهادفة إلى زعزعة الأوضاع الأمنية في المحافظات المحررة، وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة للبلاد، عدن، مشيرة إلى أن من بين هذه الأسماء شخصية عرفت خلال السنوات الماضية بقيامها بأنشطة تجارية واستثمارية وإعلامية مشبوهة، منها عمليات تهريب لممنوعات وبحماية من سلطات الأجهزة الأمنية ذاتها.
وأضافت أن العملية الإرهابية التي طالت أنبوب نقل النفط بمصفاة البريقة غرب عدن، فجر يوم الجمعة الماضي، تعد واحدا من الشواهد المدللة على أن هذه الجرائم خلفها قيادات أمنية سابقة، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الفيلا التي عثر فيها على مخزن لمختلف المواد المتفجرة والأدوات وقائمة بأسماء الذين تم تصفيتهم أو يزمع اغتيالهم.
وأشارت إلى أن الشخص الذي تداولت وسائل الإعلام اسمه باعتباره صاحب الفيلا المؤجرة لأفراد العصابة هو ذاته الشخص الذي سبق استخدام اسمه في أعمال غير مشروعة قام بها مدير القوات الخاصة، وكذلك التاجر الكبير صاحب العقارات والفنادق وشركات الاستيراد (أ، أ).
وربطت بين ضبط نقطة تفتيش في محافظة الضالع قبل أيام لنواظير وأحزمة أسلحة آلية وجعب ذخيرة، وبين التفجيرات والاغتيالات الواقعة في مدينة عدن، مشيرة إلى أن القيادات الأمنية والعسكرية تحتفظ بأسلحة جديدة وذخيرة في مخابئ لها تستخدمها، وفي عمليات يقوم بها شباب تم تصنيفهم كجماعات إرهابية تابعة لـ«القاعدة» أو «داعش»، بينما حقيقتهم أنه مسيطر عليهم من قيادات أمنية سابقة.
وذكرت أن المقاومة في مدينة المنصورة ضبطت مؤخرا نحو 95 شخصا مسلحا في أحد الهناجر الكائنة في منطقة بئر فضل، وذلك عقب ورود معلومات للمقاومة بتردد عشرات الشباب إلى المكان الذي تمت مداهمته في الساعات الأولى وعثر فيه على هؤلاء الشباب.
وفي محافظة إب قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن قياديا حوثيا يدعى أبو صقر قتل برصاص قيادي حوثي آخر يدعي أبو الحسن ظهر أول من أمس الأربعاء، إثر خلافات نشبت بينهما خلال الأيام الماضية وتطورت أمس الخميس إلى اشتباكات بينهما أمام بوابة مستشفى يريم العام.
ولم تُشِر المصادر إلى طبيعة الخلافات نتيجة التحفظ الكبير من قيادات ميليشيات الحوثي على الحادثة، وينتمي القيادي القتيل أبو صقر والمتهم بالحادثة القيادي أبو الحسن إلى محافظة صعدة شمال اليمن. ونشبت مؤخرا خلافات حادة بين أجنحة ميليشيات الحوثي وصالح وزادت حدتها خلال الأسابيع الماضية نتيجة خلافات أغلبها كان على عوائد وأرباح السوق السوداء للغاز والمشتقات النفطية، فقد قتل الخميس الماضي القيادي البارز في جماعة الحوثي عادل الشامي برصاص قيادي حوثي آخر أمام فندق الفخامة بمدينة إب.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.