وصول وفد أممي رسمي إلى مدينة تعز المحاصرة

استمع إلى شهادات حية وتجول في شوارعها

وصول وفد أممي رسمي إلى مدينة تعز المحاصرة
TT

وصول وفد أممي رسمي إلى مدينة تعز المحاصرة

وصول وفد أممي رسمي إلى مدينة تعز المحاصرة

وصل، صباح أمس، إلى مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية وسط اليمن، وفد رسمي من الأمم المتحدة للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والكارثة الإنسانية التي حلت بالمدينة جراء الحصار الذي فرضته ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح على جميع منافذ المدينة منذ تسعة شهور، وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية والإغاثية وكل المستلزمات.
وسمحت الميليشيات الانقلابية بدخول الوفد الأممي، ويضم ممثل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وممثل برنامج الأغذية العالمية وممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عبر منطقة الحوبان، المنفذ الشرقي للمدينة، بعدما أخفت الميليشيات الانقلابية مسلحيها من المنفذ وكذلك الحواجز الإسمنتية، لتوهم الوفد بأن المعبر مفتوح أمام المواطنين.
واستقبل وفد الأمم المتحدة وكيل محافظة تعز، رشاد الأكحلي، وبعض قيادات المقاومة الشعبية والمنظمات الحقوقية، إضافة إلى ناشطين وناشطات حقوقيين وإعلاميين وصحافيين من مدينة تعز.
وأكد الناطق الرسمي للمجلس العسكري في محافظة تعز العقيد الركن منصور الحساني لـ«الشرق الأوسط» أنه «للمرة الأولى منذ حصار الميليشيات الانقلابية على جميع منافذ مدينة تعز، منذ تسعة أشهر للمدينة، يقوم وفد أممي رسمي يتكون من ممثلي عدد من المنظمات الأممية العالمية بالاضطلاع على الأوضاع الإنسانية في المدينة، بالإضافة إلى قيامهم بالتجول في شوارع جمال وشارع 26 ومركز السرطان ومستشفى الثورة اليمنية، التي تعرضت للقصف مرات عدة من قبل الميليشيات».
استمرت زيارة الوفد لمدة ساعتين، تجول خلالها على عدد من شوارع تعز المدمرة، وتعرف على الوضع الإنساني وحجم الدمار الذي لحق بالمنازل السكنية والمدارس والمرافق الحكومية ومعاناة المدنيين.
وأكد الحساني أن «الوفد الأممي عقد اجتماعًا مع ممثلي السلطة المحلية ومجلس تنسيق المقاومة الشعبية واللجنة الطبية العليا، وعددا من المنظمات المحلية بتعز في مقر شركة النفط، واستمع خلالها لشهادات حية على الأحداث التي شهدتها المدينة، واستمع إلى التقارير والاحتياجات الضرورية للمحافظة وما تعانيه من القصف والحصار».
وأشار إلى أنه «تم إعطاء وفد الأمم المتحدة ملفات كاملة تحتوي على انتهاكات الميليشيات الانقلابية، ووعد الوفد بأن زيارته لن تكون الأولى وأنها ستكون هناك زيارات أخرى، وأنه جاء لزيارة تعز ليقدم المساعدات الإنسانية للمحافظة».
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، قد وعد خلال زيارته الأخيرة، منتصف الشهر الحالي، بزيارة محافظة تعز المنكوبة خلال زيارته القادمة إلى اليمن.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.