وزير الخارجية الأميركي: الاتفاق النووي لا يلغي قلقنا من أنشطة إيران

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الاتفاق النووي مع إيران «لا يبدد مخاوفهم من طهران في المنطقة».
وقال كيري في جلسة خاصة عدد من الصحف العالمية وحضرته «الشرق الأوسط» في بلدة دافوس إنه «إذا الولايات المتحدة ترى تغييرًا في الحكومة الإيرانية بعد الاتفاق، فمن الواضح أنه لن تستبعد من قلقنا الإيراني في منطقة الشرق الأوسط»، وأضاف: «وإلى ذلك لا تزال العقوبات مفروضة على إيران، من قبل حظر الأسلحة وحقوق الإنسان، ولهذا السبب سأتوجه إلى السعودية خلال الأيام المقبلة، لإبلاغ حليفنا بالخطوات التالية حول ما سيحدث مع إيران لهذا العام».
وحذر الوزير الأميركي بقوله: «إذا كشفنا أن إيران تمول الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، سوف يواجهون مشكلات كبيرة مع الكونغرس والسلطة الأميركية»، وتابع: «ولذلك لدينا طريق طويل، لا نستطيع تغيير الأمور حول إيران. وليس هناك تحول مفاجئ في مخاوفنا حول المسألة الإيرانية. فإنه لا تزال موجودة، وسنراقب ونكون حذرين بشأن طهران».
وأكد كيري أن التوترات الدبلوماسية بين السعودية وإيران لن تعرقل محادثات السلام حول الأزمة السورية، التي من المقرر أن تُعقد الأسبوع المقبل، وقال: «أنا على أمل أنه لن يكون هناك أي تعارض بين إيران والسعودية، والتوترات بينهما لن تؤثر على تطور محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة».
وتحدث كيري حول أن جميع الأطراف في محادثات السلام السورية «يريدون سوريا موحدة، والشيء الوحيد الذي يختلف عليه جميع الأطراف، هو كيفية استعدادهم لتحقيق ذلك»، وتابع: «هذا لن يكون أمرًا سهلاً، يجب أن يكون هناك إرادة للحديث وإيجاد حل للوضع من كل الأطراف».
يُذكر أنه تم تأجيل محادثات السلام السورية التي من المقرر أن تعقد في جنيف الأسبوع المقبل، يومًا أو يومين، ولكن أعلن كيري خلال الجلسة أن «الاجتماعات التمهيدية التي ستجري في جنيف ستكون غير مباشرة»، وقال: «الاجتماع الأول سيكون غير مباشر...لن تروا وضعًا يجلسون فيه على مائدة يحدقون إلى بعضهم البعض أو يصرخون في بعضهم البعض».
وقال كيري أيضًا إن «مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لن يوجه على الأرجح دعوات حتى بعد غد (الأحد)»، وتابع الوزير الأميركي: «ما سيحدث هو أنه سيكون هناك بعض المناقشات في جنيف خلال يوم الاثنين المقبل، ويمكن أن أقول إن المشاركين في المفاوضات سيكون بمقدورهم المجيء بحلول الثلاثاء والأربعاء المقبلين».
وفي سياق متصل، تحدث كيري على عمليات القصف التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، وأنها بنهاية 2016 ستحقق هدفها بـ«إضعاف التنظيم بشكل كبير»، وقال كيري: «أعتقد أنه في النهاية سيتحقق هدفنا بإضعاف تنظيم داعش بشكل كبير في العراق وسوريا، ومحاولة أن يكون لذلك تأثير على الرقة والموصل»، معقلي التنظيم في كل من سوريا والعراق.
وقال كيري من الفندق السويسري ديربي: «نحن نسير على الطريق الصحيح لمواجهة (داعش)»، وأضاف كيري: «فقد تنظيم داعش 40 في المائة من أراضيه في العراق، ولقد رفعت مشاركتنا بجدية، وزادت قدرة التحالف ضد (داعش)».
وأعلن كيري أنه في الشهر المقبل سيجتمع مع جميع وزراء الخارجية في مدينة روما الإيطالية، 2 فبراير (شباط) المقبل، وقال: «سنسلط الضوء على استراتيجيتنا لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، وسنحصل على التزامات إضافية من الدول الـ24 التي ستكون هناك. وسأجتمع مع مجموعة صغيرة. ولن نطلب من التحالف أن يأتي»، وأكد أن «لدينا الإمكانيات الكبيرة لتدمير التنظيم في سوريا والعراق».
ومن جانب آخر، بين كيري أن قوات الأمن العراقية في بغداد تبحث حاليًا عن ثلاثة مواطنين أميركيين اختُطفوا الأسبوع الماضي، مضيفًا أن هذه العملية هي المرة الأولى التي يختفي فيها أميركيون في العراق منذ انسحاب القوات الأميركية عام 2011. واجتمع كيري مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، في دافوس، حيث سئل العبادي في بداية الاجتماع عما إذا كان يعتقد بوجود صلة لإيران باختفاء الأميركيين الثلاثة، فأكد أنه يتشكك في ذلك بقوة، وأنه لا يعرف إن كانوا قد خُطفوا و«كل ما هو معروف أنهم مفقودون وحسب».
ومن جانبه، قال كيري خلال الجلسة الخاصة مساء أمس، إن «الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع العراق بشأن الحادث»، وتابع: «الحكومة العراقية تحقق في الأمر بشكل جدي. والعبادي يتابع ذلك. لم يستطع أن يحدد من أو أين أو ماذا حدث ولا يزالون يعملون على جمع المعلومات». وذكر كيري أنه أثار القضية أيضًا خلال اجتماع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وأضاف: «طلبت من ظريف المساعدة بأي شكل؛ إن كانت إيران تستطيع بأي شكل تقديم المساعدة أو إن كانت هناك طريقة ما يمكن أن تمارسها للوصول إلى النتيجة الصحيحة»، وذكر أن ظريف قال إنه سيتعامل مع الأمر بروية، وسيحاول بذل ما في وسعه. «لم يكن لديه أي معلومات فورية عن الأمر».
ومن جانب آخر، أعلن كيري أنه في العام الحالي سيركز على «الوضع في اليمن وسوريا وليبيا. لا يزال لدينا بعض الأعمال غير المنجزة، بين إسرائيل وفلسطين، بخصوص غزة. وسنشارك في الحديث بين الجانبين لمحاولة تعزيز بعض الخطوات المتواضعة، التي قد تكون قادرة على معالجة العنف هناك».