انتعشت أسعار النفط لترتفع أكثر من دولار من أدنى مستوياتها في 12 عامًا، أمس (الخميس)، متجهة بذلك صوب أكبر مكاسبها اليومية هذا العام، حيث أعطى صعود الأسواق المالية مبررًا للمراهنين على انخفاض الأسعار للبيع من أجل جني الأرباح في مراكز مدينة قياسية.
واستفاد النفط من تعافي أسواق الأسهم الأوروبية والأميركية وسط آمال بمزيد من التيسير النقدي في أوروبا. ولم تتأثر الأسعار سلبًا ببيانات تظهر زيادة فاقت التوقعات في مخزونات الخام والبنزين الأميركية التي بلغت مستويات قياسية مرتفعة. بل إن التقرير أوقد شرارة عمليات بيع بين المتعاملين الذين كانوا قلقين من أرقام أسوأ.
لكن لا أحد يتوقع تعافيًا سريعًا من انحدار نسبته 20 في المائة هذا العام في ظل الضغوط التي يتعرض لها النفط من تخمة المعروض المتفاقمة ومؤشرات الضعف الاقتصادي في الصين.
وارتفعت العقود الآجلة لـ«برنت» تسليم مارس (آذار) 63.1 دولار إلى 51.29 دولار للبرميل بزيادة 9.5 في المائة. وتقدم الخام الأميركي 54.1 دولار إلى 89.29 دولار للبرميل بزيادة 4.5 في المائة.
وفقد «برنت» 26 في المائة من قيمته في يناير (كانون الثاني) ويتجه إلى أكبر خسارة شهرية له منذ 2008.
وتعززت موجة الصعود اليوم بتصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي عن ضرورة مراجعة السياسة النقدية للبنك في مارس، مما جدد الآمال في مزيد من التيسير الكمي. فيما أكد رئيس مجلس إدارة «أرامكو السعودية» خالد الفالح، أمس (الخميس)، أن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم ما زالت مستعدة للعمل مع المنتجين الآخرين لضبط سوق الخام.
وأضاف الفالح متحدثًا خلال جلسة متلفزة بالاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أنه يعتقد أن أسعار النفط تراجعت أكثر من اللازم وأنها ستبدأ بالتعافي.
وقال: «إذا كانت هناك تغييرات قصيرة الأجل ينبغي القيام بها، وإذا كان المنتجون الآخرون مستعدين للتعاون، فإن السعودية ستكون مستعدة للتعاون. لكن السعودية لن تضطلع بضبط الاختلالات الهيكلية الحاصلة اليوم بمفردها».
وقال إن من المرجح أن ترتفع أسعار النفط في نهاية السنة عن مستوياتها الحالية. وقال: «أشعر أن السوق تراجعت أكثر من اللازم ولا بد أن تبدأ بالارتفاع. أراهن أنها ستكون أعلى من مستواها اليوم بنهاية السنة». وتابع: «إذا استمرت الأسعار منخفضة فسنكون قادرين على تحملها لفترة طويلة».
في الوقت الذي أوضح فيه باتريك بويان الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» متحدثًا لمنتدى في دافوس الخميس أن نزول النفط الخام عن 30 دولارًا للبرميل يؤثر سلبًا على ربحية مصادر الطاقة المتجددة واستثماراتها. وتراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات بسبب تخمة المعروض العالمي.
وقال بويان: «أنا مستثمر كبير في الطاقة الشمسية وكنت أباهي بأن لدينا 20 بلدًا يمكننا أن نجعل من الطاقة الشمسية فيها عملاً مربحًا. لم يعد الأمر كذلك اليوم. هذا غير ممكن في أي بلد عند 30 دولارًا للبرميل».
النفط يصعد 5 % من أقل سعر في 12 عامًا مع ارتفاع الأسهم
رئيس «أرامكو»: السعودية مستعدة للعمل مع منتجي النفط الآخرين
النفط يصعد 5 % من أقل سعر في 12 عامًا مع ارتفاع الأسهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة