رئيس الحكومة المغربية يحل بمجلس النواب للمساءلة الشهرية

تهم قضايا الاستثمار والجفاف والصحة

رئيس الحكومة المغربية يحل بمجلس النواب للمساءلة الشهرية
TT

رئيس الحكومة المغربية يحل بمجلس النواب للمساءلة الشهرية

رئيس الحكومة المغربية يحل بمجلس النواب للمساءلة الشهرية

يحضر رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران، يوم الثلاثاء المقبل، جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، وذلك في إطار مقتضيات الفصل 100 من الدستور الذي ينص على أن «تُقدم الأجوبة على الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة، وتخصص لهذه الأسئلة جلسة واحدة كل شهر».
وكشفت مصادر برلمانية لـ«الشرق الأوسط» أن أحزاب الغالبية الحكومية التي تضم أحزاب: العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، اتفقت على الاستماع إلى رئيس الحكومة فيما يتعلق بسياسته العمومية المرتبطة بتشجيع الاستثمار، بالنظر إلى أن رئيس الحكومة يترأس اللجنة الوطنية للاستثمارات، التي صادقت قبل ثلاثة أسابيع على 20 مشروع اتفاقية استثمار تبلغ موازنتها 4.5 مليار دولار، ومن شأنها توفير أكثر من 4467 منصب شغل مباشر وقار. وأضافت المصادر أن أحزاب الغالبية ترغب في تسويق منجزات الحكومة في مجال الاستثمار.
من جهتها، فضلت أحزاب المعارضة التي تضم أحزاب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، والأصالة والمعاصرة، والاتحاد الدستوري، تقديم أسئلة متفرقة خلال جلسة رئيس الحكومة. واقترح حزب الاستقلال، الذي يعد أعرق الأحزاب المغربية، توجيه مساءلة لرئيس الحكومة فيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها السلطة التنفيذية لتجاوز أزمة شركة تكرير البترول «سامير»، التي تعيش على وقع الأزمة بعد تضخم ديونها؛ مما دفع المسؤولين عنها إلى اتخاذ قرار بشكل أحادي يقضي بوقف الإنتاج إذا لم تستجب الحكومة لمجموعة من الطلبات، وفي مقدمتها الضغط على البنوك لحل إشكالية مديونيتها.
وفضل حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض تخصيص الجلسة لمساءلة رئيس الحكومة حول ما عده فشلاً لسياسة الحكومة في مجال برنامج المساعدة الطبية المعروفة باسم «راميد»، التي يستفيد منها نحو تسعة ملايين مغربي لا يتوفرون على تغطية صحية.
بينما قرر حزب الاتحاد الدستوري المعارض الاستماع إلى رئيس الحكومة حول تداعيات الجفاف الذي يهدد الموسم الفلاحي، خاصة بعد أن بدأت تخوفات الفلاحين تتضاعف بعد تأخر التساقطات المطرية، مما جعل الحكومة تشرع في اتخاذ تدابير استباقية، وفي مقدمتها المصادقة على مرسوم يقضي بتخفيض الرسوم الجمركية على استيراد القمح بنسبة 30 في المائة مع بداية السنة الحالية.
وما زال الغموض يسود محور المساءلة، الذي اقترحها كل من حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، حيث يرجح أن يحسم اليوم في موضوع استجواب رئيس الحكومة في آخر جلسة له خلال الدورة التشريعية الحالية، التي يرجح أن تختتم في 9 من فبراير (شباط) المقبل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.