المعارك في اليمن تسير وفق المخطط لا تعجيل ولا تأجيل

العميد ركن سمير الحاج: خلايا «داعش» النائمة يحركها صالح.. وقلل من أهمية دعوات الانفصال

المعارك في اليمن تسير وفق المخطط لا تعجيل ولا تأجيل
TT

المعارك في اليمن تسير وفق المخطط لا تعجيل ولا تأجيل

المعارك في اليمن تسير وفق المخطط لا تعجيل ولا تأجيل

أكد الجيش اليمني أن معركة تحرير اليمن من الميليشيات الانقلابية، المشكّلة من تحالف الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح تسير وفق الخطط العسكرية المتفق عليها مسبقا مع قوات التحالف والجيش الوطني، دون الحاجة لفرض التعجيل في هذا الأمر، ودون أي تقهقر أو تأجيل، أي إن الأمور تسير وفق المخطط لها.
وأوضح الجيش الوطني أن الفوضى الأمنية التي تتعرض لها عدن في الفترة الحالية، ناتجة عن تحريك أعداء الشرعية للخلايا الإرهابية النائمة التي زرعتها شوكة في خاصرة البلاد، وذلك بالتزامن مع محاولات يائسة للاستفادة من وجود أصوات تنادي بانفصال الجنوب عن الشمال، والتي من مظاهرها رفض وجود قادة شماليين في الجنوب.
وفي هذا الخصوص أبلغ «الشرق الأوسط» العميد ركن سمير الحاج المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني، أن المشاهد من بعد يرى أن التقدم لتحرير المناطق التي تقع تحت سيطرة التمرد يسير ببطء، لكنها في الوقت نفسه تتم وفق المخطط العسكري المرسوم مسبقا، مستشهدا بأفغانستان التي جرى تحريرها في عشر سنوات والعراق التي لا تزال محافظات كاملة خارج سيطرة الأجهزة الرسمية للدولة عليها، ومقارنة بهذه الحروب التي كان العدو فيها أضعف من الحوثي وصالح فإن الحرب في اليمن تسير بشكل جيد وفق مخطط قوات التحالف والجيش الوطني.
ولمح إلى قرب تحرير العاصمة صنعاء، قائلاً: «إن الأيام المقبلة تحمل مفاجآت تتعلق بتحرير العاصمة»، معربا عن أن أمله في أن تضع الحرب أوزارها في أقرب وقت ممكن بعد أن تعود الأمور إلى نصابها.
وبيّن أن «عدن كانت مدينة هادئة قبل أن تتعرض لانهيار جميع أجهزة الدولة بما في ذلك الأجهزة الأمنية»، مشيرا إلى أن هذا «الانهيار تسبب في انتشار الأسلحة والألغام، وانكشاف النقاط الضعيفة التي استغلها ضعاف النفوس، ممن يجري الإجرام في عروقهم».
وأشار إلى أن انهيار الدولة أدى إلى انكشاف تنظيمات سرية زرعها الرئيس اليمني المخلوع علي صالح، الذي دخل في تحالف ضد الشرعية في البلاد مع الحوثيين، استخدم أذرعته غير الشرعية في اليمن، المتمثلة في الخلايا الإرهابية النائمة التي استيقظت بأمره لبث الفتنة في جنوب اليمن وشماله.
وأوضح أن الخلايا النائمة تنتمي لـ«داعش»، تتحرك بإذن من صالح والحوثي لإشعال الفتنة والفوضى، وزعزعة الأمن، ورفع مستوى التوتر، والعمل على ضمان عدم التهدئة بما يخدم الطامعين بالسلطة في اليمن.
وذهب إلى أن تحالف «صالح والحوثي» يحاول أن يثبت للمجتمع الدولي أن خروجهم من عدن أدى إلى ظهور التنظيمات الإرهابية، على أن الرغم أنهم هم من زرعوا هذه الخلايا التي استيقظت بناء على الأوامر التي وصلتها من كهوف صالح والحوثي.
وأقر بوجود حالة من رفض وجود القيادات الشمالية في الجنوب، لكنه رفض منحها أهمية، مؤكدا أن «الرفض موجود لكنه غير مؤثر»، وأضاف «لدى رئيس الجمهورية مشروع وطني واضح، وهو العمل على تنفيذ مخرجات الحوار التي أقرت الأقاليم الستة التي أقرها أيضًا الشعب اليمني ممثلا بالنخب والمثقفين».
وقلل من «ظهور صوت هنا، وآخر هناك ينادي بالانفصال». وقال «هذه الأمور تحدث، لكن الصوت الغالب مع تنفيذ المشروع الوطني الذي أقر الأقاليم الستة بما يتوافق مع مخرجات الحوار الوطني»، واصفا دعوات الانفصال بـ«النتوءات الصغيرة إلى ليس لها أثر، وهي مرفوضة من المجتمع المحلي والمجتمع الدولي على السواء».
وأرجع أسباب الاضطراب الأمني في عدن إلى وجود تنظيم الدولة فيها كخلايا نائمة لإشعال الفتنة والاضطراب الأمني فيها، وذلك بناء على ما يصدر من توجيهات من قبل الميليشيات الحوثية والرئيس اليمني المخلوع علي صالح، وقال «إن تمدد تنظيم القاعدة الإرهابي في حضرموت وشبوة يمثل مشروعا بديلا لصالح والحوثي، بدليل ظهورهم بعد طرد الحوثيين».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.