إعفاء بالوتيللي من تطبيق الميثاق الأخلاقي وضمه لمعسكر الآزوري

برانديللي: اللاعب نفذ العقوبة مع الميلان واستبعاده سيؤثر عليه نفسيا

إعفاء بالوتيللي من تطبيق الميثاق الأخلاقي وضمه لمعسكر الآزوري
TT

إعفاء بالوتيللي من تطبيق الميثاق الأخلاقي وضمه لمعسكر الآزوري

إعفاء بالوتيللي من تطبيق الميثاق الأخلاقي وضمه لمعسكر الآزوري

أسدى تشيزاري برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي لكرة القدم معروفا كبيرا لماريو بالوتيللي لاعب الميلان عندما قرر المراوغة وتجنب تطبيق الميثاق الأخلاقي للمنتخب على المهاجم الأسمر عقب طرده أمام فريق نابولي وإيقافه ثلاث مباريات في الدوري الإيطالي. وهكذا سيكون ماريو بالوتيللي ضمن اللاعبين الذين سينضمون اليوم (الاثنين) لمعسكر كوفيرتشانو استعدادا للمباراتين النهائيتين في تصفيات المونديال. وسوف يواجه الآزوري بعد ضمان التأهل بالفعل كلا من الدنمارك في كوبنهاغن يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري وأرمينيا في نابولي في 15 من نفس الشهر.
ولكن كيف نجح بالوتيللي في تجنب الإيقاف مع المنتخب عقب إهانته لبانتي حكم مباراة نابولي والميلان وتعرضه للإيقاف؟ لقد أعرب برانديللي عقب الواقعة مباشرة عن غضبه من تصرفات المهاجم الشاب ودعاه إلى تحمل المسؤولية وعدم تكرار أخطاء الماضي الفادحة. وتوقع الكثيرون إذن أن يقوم برانديللي بالاتفاق مع اتحاد الكرة الإيطالي بتوجيه رسالة قوية لبالوتيللي تجعله يشعر أنه ليس في منأى عن العقاب وأن مشاركته في المونديال قد تتعرض للخطر بسبب تصرفاته المتهورة. لكن الأمور تغيرت بمرور الوقت. فقد منح الميلان بالوتيللي فرصة التكفير عن خطئه عندما تنازل النادي عن حقه في الطعن على عقوبة الإيقاف ليلقن اللاعب درسا قاسيا كلفه الغياب عن ثلاث مباريات مهمة في الدوري الإيطالي. وساهم هذا في تمكين برانديللي من تجنب تطبيق الميثاق الأخلاقي للمنتخب. فقد صرح مدرب المنتخب الإيطالي قائلا في هذا الصدد: «لقد نفذ بالوتيللي عقوبة الإيقاف وعدم ضمه للمنتخب كان سيصبح عقوبة إضافية فوق عقوبته الأصلية». وهناك أسباب أخرى دفعت برانديللي لعدم استبعاد اللاعب من المعسكر القادم.. فلو أن بالوتيللي عوقب بالحرمان من اللعب للمنتخب وارتكب حماقة جديدة في الدوري لاضطر برانديللي في هذه الحالة إلى استبعاده بشكل نهائي من الفريق الذي سيشارك في المونديال. ويبدو هذا حلا مبالغا فيه من شأنه الإضرار باللاعب والمنتخب على حد سواء. ولذلك لم يلجأ إليه برانديللي. لكن السبب الأهم الذي دفع المدرب البارع إلى إعفاء بالوتيللي من العقوبة هو سبب نفسي بحت. وقد قال برانديللي في هذا الصدد: «أنا غاضب من ماريو، مثل كل من يحبونه». وهكذا يتضح أن برانديللي يفضل اتخاذ نهج أبوي في التعامل مع اللاعب الشاب، وخاصة أن قائد الآزوري هو أحد المدربين القلائل الذين تمكنوا من فتح قناة اتصال مع اللاعب المعروف بتهوره وأنه يرى أن المسؤولية يمكن أن تساهم في نضج هذا اللاعب المميز داخل الملعب.
لكن مسألة ضم بالوتيللي إلى المنتخب وإيقاف تطبيق الميثاق الأخلاقي تثير العديد من الشكوك. فهناك من يخشون أن يشعر بالوتيللي أنه لاعب لا يمكن الاستغناء عنه وأن هذا الميثاق الأخلاقي لا يمكن أن يطبق عليه بعد اليوم. ولعل برانديللي فكر في هذا الاحتمال ولذلك فإنه يميل إلى إبقاء اللاعب على مقاعد البدلاء خلال مباراة الدنمارك القادمة كنوع من العقوبة المخففة له ثم يدفع به بعد ذلك في آخر مباريات التصفيات والتي تقام في نابولي، ولا سيما أن بالوتيللي قد ساهم في الدعاية لمناهضة عصابات المافيا في تلك المدينة. ويتمنى الجميع أن تساعد المسؤولية بالوتيللي على تجاوز أزمته الأخيرة حتى لا يفتقد الآزوري جهود لاعب مميز في أرض السامبا البرازيلية.



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.