حزب الترابي يتهم ميليشيات حكومية بزعزعة أمن دارفور

مصرع طالب وإصابة أربعة في احتجاجات طلابية بجامعة الخرطوم

حزب الترابي يتهم ميليشيات حكومية بزعزعة أمن دارفور
TT

حزب الترابي يتهم ميليشيات حكومية بزعزعة أمن دارفور

حزب الترابي يتهم ميليشيات حكومية بزعزعة أمن دارفور

لقي طالب مصرعه وأصيب أربعة آخرون إثر استخدام الشرطة السودانية للغاز المسيل للدموع والهراوات، لتفريق مظاهرات نظمها طلاب جامعة الخرطوم، كبرى الجامعات السودانية.
وقال شهود لـ«الشرق الأوسط»، إن الطالب علي أبكر موسى بكلية الاقتصاد لقي مصرعه في المستشفى متأثرا بجراح في الصدر، عقب المظاهرة التي نظمها طلاب تنديدا بتدهور الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور المضطرب، بينما لا تعرف حالة الأربعة الآخرين، ويرجح أن إصاباتهم طفيفة.
وأوضح طلاب مشاركون في الأحداث للصحيفة، أن تجمع روابط دارفور بالجامعات والمعاهد العليا، نظم مهرجان خطابة سياسية في الجامعة، ندد فيه المتحدثون بما يحدث في دارفور، من اختلال أمني، وقتل وتشريد المواطنين.
وحسب الشهود، فإن منظمي الخطابة السياسية دعوا الطلاب للخروج في مظاهرة تندد بالقتل وتردي الأوضاع الأمنية والإنسانية في الإقليم، إثر تجدد الصراع مجددا في الإقليم، بعد هدوء نسبي العام الماضي. وبنهاية المخاطبة، خرجت مجموعة من الطلاب تقدر أعدادهم بـ500 طالب من وسط الجامعة إلى الشارع العام، فتصدت لهم الشرطة وفرقتهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع. وفي سياق ذي صلة، قالت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد)، إن الآلاف فروا جراء العنف الذي تجدد في الإقليم، من منطقة «سرف عمرة» بولاية غرب دارفور، وإن زهاء 40 ألفا غادروا مساكنهم في موجة العنف التي تجتاح الإقليم.
واعترفت السلطات المركزية للمرة الأولى بشكل موارب، بأنها فقدت محليات ومناطق في ولاية شمال دارفور، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» عن نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن في ولاية شمال دارفور الفاشر، قوله إن هناك بشريات بشأن تلك الأوضاع في تلك المحليات التي طالتها أيدي التمرد، وخربتها ودمرتها، حسب قوله.
وأضاف النائب أنه اجتمع مع حكومة ولاية شمال دارفور والأجهزة الأمنية والعسكرية، وأن أجهزة الأمن أعدت الترتيبات العسكرية اللازمة لاسترداد تلك المناطق. وقال إن قوات الجيش عازمة على استرداد محليات «اللعيت جار النبي، الطويشة، كلمندو، وسرف عمرة»، في أقرب وقت، مجددا التأكيد على تصريحات الرئيس البشير ووزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بحسم التمرد بنهاية الصيف الحالي، وهو ما يعد أول اعتراف صريح بفقدان الحكومة لتلك المناطق. وتعهد الرئيس عمر البشير، باحتواء أحداث شمال دارفور.
وحمل حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي الخرطوم المسؤولية عما يدور في إقليم دارفور، وذكر أن قبوله للحوار مع الحزب الحاكم لن يكون على حساب قضية الإقليم.
وقال الأمين السياسي للحزب كمال عمر، إن حزبه منحاز لقضايا الإقليم، ودعا لمحاسبة من سماهم مرتكبي الجرائم في حق أهل دارفور، وشدد عمر على أهمية مشاركة قوات الجبهة الثورية في حوار شامل لا يستثني أحدا، مضيفا أنه لا جدوى من إقامة انتخابات ووضع دستور دائم للبلاد في ظل الحروب المشتعلة في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق.
وانتقد قيادي آخر بالحزب، حسب «شروق نت» تكوين الحكومة لقوات التدخل السريع، والتي تعرف شعبيا بقوات «الجنجويد»، ووصفها بأنها تحمل «طابعا إثنيا»، وأن الدفع بها إلى دارفور تسبب في نشوب الصراع بين قبائل الإقليم، واتهم الحكومة بالعجز عن القيام بواجبها في حماية المدنيين في شمال وجنوب دارفور.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.