تونس.. محطات سياحية متعددة والجذب واحد

حلقة الوصل بين أوروبا وأفريقيا

سوسة أو الجوهرة.. المدينة السياحية الأشهر بمراسيها
سوسة أو الجوهرة.. المدينة السياحية الأشهر بمراسيها
TT

تونس.. محطات سياحية متعددة والجذب واحد

سوسة أو الجوهرة.. المدينة السياحية الأشهر بمراسيها
سوسة أو الجوهرة.. المدينة السياحية الأشهر بمراسيها

بعد أن نفضت تونس عن أرضها غبار الربيع العربي الذي انطلق منها، أعادت بقوة إحياء موردها الأول (السياحة)، موجهة اهتمامها إلى العرب بعد أن ظل السائح الأجنبي لسنوات عدة هو المطلب، فوضع المسؤولون في قطاع السياحة خططًا وبرامج لجذب السائحين العرب وبالتحديد الخليجيين خصوصًا بعد أن تم أخيرًا افتتاح مكتب للترويج السياحي التونسي في الوطن العربي ومقره محافظة جدة السعودية، لجذب السياح العرب فيما يمكن وصفه بالسياحة العائلية استفادة من المعطيات والمعالم السياحية بهذا البلد التي تمثل عوامل جذب وترضي مختلف الأذواق بدءًا بالسياحة الثقافية ومهرجاناتها الثابتة التي تصل إلى 20 مهرجانًا تغطي كل الأرض التونسية، إلى سياحة الواحات والجبال والسهول، وسياحة الترفيه، والصولجان والصحة والاستجمام والعلاج، وحيث تتناغم في أرضها الرمال الذهبية مع الواحات الرائعة مؤلفة جمالاً ساحرًا، وتتعانق زرقة السماء مع زرقة المياه، ويستنشق الزائر للأرض الخضراء عبير ثلاثة آلاف سنة منذ حضارة الفينيق وقرطاج الرومان لتعيد مجددًا نفسها قبلة للزائرين وملاذًا للشعراء مرددين ما ذهب إليه الشاعر الراحل نزار قباني:
* يا تونس الخضراء جئتك عاشقًا وعلى جبيني وردة وكتاب
«الشرق الأوسط» زارت ضمن فريق الإعلام السياحي السعودي تونس بدعوة من وزارة السياحة، حيث الطبيعة الساحرة والمدن الموغلة في التاريخ، فهنا جامع الزيتونة، ومتحف باردوا القومي في هذه الأرض الخضراء تنام مدينة قرطاج بآثارها التي تركها الفينيقيون منذ ثلاثة آلاف عام بحماماتها الرومانية ومتاحفها ومسارحها، وعلى امتداد شواطئ قرطاج تستوقف الزائر مدينة «سيدي بوسعيد» أجمل المدن التونسية بطبيعتها الساحرة ولمسات الفن العماري اللافت وقبابها وجدرانها البيضاء وأبوابها الزرقاء وأزقتها العتيقة ومقاهيها التي تعج بالزائرين، هنا القيروان إحدى درر التراث التونسي حيث تخفي أرضها الكثير من الأسرار، وتملك سحرًا خاصًا محتضنة مسجد عقبة بن نافع التاريخي والأسواق العتيقة، التي ألهمت الكثير من الفنانين والشعراء، كما تعد سوسة أو مدينة الجوهرة إحدى المحطات الجاذبة في خريطة السياحة التونسية.
وبالإضافة إلى هذه المدن السياحية هناك محطات سياحية أخرى مثل توزر عاصمة النخيل، والشبيكة التي تعد من أروع الواحات في البلاد بصخورها ورمالها المتناثرة في الجبال، وتمغزة ذات الجبال المرمرية، وميداس ذات الآثار المنقوشة، ونفطة المدينة الرئيسية للواحات والمحاذية لمنابت النخيل التي تنتج «دفله النور» أجود أنواع التمور في المغرب العربي، وقفصة مدينة رومانية قديمة ومحطة مهمة للقوافل المقبلة من الصحراء وأشهر من ينسب لها العالم اللغوي ابن المنظور صاحب لسان العرب، والمنستير وهي موقع سياحي عصري، والمهدية ميناء فينيقي والعاصمة القديمة لأفريقيا، وجربة وهي جزيرة خلابة تعرف بأسطورة أوليس، وتشتهر باحتضانها الرياضات البحرية كالغوص والصيد والرحلات البحرية عبر المراكب وبنزرت المدينة الساحلية، وطبرقة وهي ميناء مشهور للصيد البحري وتجارة المرجان، وبلاريجيا ذات القصور العجيبة، وسبيطلة المنارة القديمة لأفريقيا الرومانية البيزنطية، ودفة أعظم مجمع للآثار الرومانية ذات المسارح وسجلت تراث إنساني، ومطماطة مدينة خزن الحبوب، ومدنين التي تحتضن مهرجان القصور في موسم الربيع، وتطاوين المركز الإداري والتجاري للقصور الصحراوية، ودوز بوابة الصحراء ذات الكثبان الرملية، وفبلّي الواحة المهمة، وقصر غيلان حيث ينعم الزائر بأجواء بدوية تحت الخيام أو بالفنادق وهناك واحات شاطئية مثل فابس، وجرجيس.
* مدن السياحة
وتمثل تونس حلقة الوصل بين أوروبا وأفريقيا، وقد أثرت وتأثرت بالحضارات العريقة التي توالت عليها حيث لعبت تونس أدوارا مهمة في التاريخ القديم منذ عهد الأمازيغ والفينيقيين والقرطاجيين، وقد عرفت باسم مقاطعة أفريقيا إبان الحكم الروماني لها. وقد دارت حروب بين قرطاج وروما عدت أحد أهم حروب العهد القديم. فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي. وأسسوا فيها مدينة القيروان سنه 50هـ لتكون أول مدينة إسلامية في شمال أفريقيا.
وتتكون تونس العاصمة من ثلاث مدن متلاصقة.. المدينة العتيقة وهي قلب تونس ولا تزال محافظة على تصميمها المعماري الفريد منذ خمسة قرون، وتضم عددًا من المعالم التاريخية، وسجلتها اليونيسكو ضمن التراث العالمي، والمدينة الأوروبية التي تم تشييدها في بداية القرن العشرين، والمدينة الحديثة التي تشكل المركز المالي لمدينة ومن أبرز معالمها جامع الزيتونة هذا الصرح العظيم الذي يعد منارة إسلامية وجامعة إسلامية وقام بنشر العلوم وتخرج فيه آلاف العلماء كما يعد تحفة معمارية وأحد الآثار الإسلامية المهمة، ومتحف باردو القومي، الذي يضم أكبر مجموعة فسيفساء رومانية في العالم، ومتحف الفنون والعادات الشعبية بالمدينة العتيقة وغيرها، كما أن من أبرز معالم العاصمة شارع الحبيب بورقيبة، الذي يعد أهم شوارع العاصمة فيه الكثير من الشوارع الرئيسية، ويظلل جنباته صف من الأشجار، ومن أبرز علامات الشارع المسرح البلدي الذي تم افتتاحه عام 1902، وهناك تمثال العلامة ابن خلدون في ساحة الاستقلال.
* بحر دافئ ورمال ذهبية
وفي ضواحي العاصمة الشمالية وعلى شواطئ قرطاج التي تمتد نحو 25 كيلومترًا على خليج تونس تقع مناطق قرطاج، سيدي بوسعيد، المرسى، وقمرت، حيث يستمتع السائح بالطبيعة الساحرة بالإضافة إلى الفنادق الحديثة التي تشمل المطاعم والمقاهي والمرافق الصحية والرياضية.
وتعد قمرت بطبيعتها الخلابة وهضباتها المطلة على شاطئها منطقة جذب للسياح حيث يوجد فيها أشهر فنادق الخمس نجوم. ولا بد للسائح من زيارة قرية سيدي بوسعيد التي تُعتبر أول موقع محمي في العالم.
وتقع قرية سيدي بوسعيد الساحلية في الضواحي الشمالية للعاصمة، وتبعد نحو 20 كلم عن وسط العاصمة، ويقطنها قرابة 5 آلاف ساكن، وهي قرية متوسطة الحجم عبارة عن جبل ضخم يكسوه الشجر والعشب والغابات، وأسفله بحر دافئ، ورمال ذهبية ناعمة يجاورها مرفأ سيدي بوسعيد السياحي.
وتعد قرية سيدي بوسعيد من أجمل المدن التونسية، حيث يلتقي بها عبق التاريخ بسحر الطبيعة ولمسات الفن المعماري العربي الإسلامي، من خلال قبابها وجدرانها البيضاء وأبوابها الزرقاء وأزقة تتدلى من على هضبة تشرف على الضفة الجنوبية للمتوسط.
وأوّل ما يسترعي انتباه المقبل إلى سيدي بوسعيد هو تناسق الألوان في هذه المدينة واتحادها، وهي ذات طابع معماري أصيل بلونيه الأبيض والأزرق وأبوابها التي تزيّنها المسامير السوداء وشبابيكها ذات المشابك المقوّسة حتى أعمدة الإنارة يزينها اللونان الأسود أو الأزرق دون سواهما.
وتضمّ القرية عددًا كبيرًا من الآثار التي تحكي تاريخ المكان والحقب التي مرّت عليه، كقصر البارون دي ارلنجر، الذي يسمى اليوم قصر النجمة الزهراء، وتقام فيه سهرات فنية وأمسيات شعرية ثقافية.
وفي بداية القرن العشرين أصبحت مدينة سيدي بوسعيد المكان المفضّل للفنانين والمثقفين الذين شدّتهم بأجوائها الساحرة، وقد اختاروها مقرّا لسكناهم ثم تبعهم الكتاب والمهندسون والفنانون التشكيليون والسينمائيون وغيرهم، وقد كان للبارون رودولف دي ارلنجر دورا بارزا في هذه المنطقة، حيث كان لهذه الشخصية المغرمة بالموسيقى وصاحبة الذوق الرفيع ارتباطًا وثيقًا بمصير المدينة، ولشدة تأثره بجمال الموقع قرّر الإقامة فيه وبناء قصره ذي الهندسة الشرقية، وسماه النجمة الزهراء وقد تواصلت مدة تشييده من 1912 إلى 1922.
وتنتشر في أعالي سيدي بوسعيد الكثير من المقاهي المعروفة لدى جميع الزوّار، وقد يكلّف المرء نفسه عناء السفر ساعات لتناول كوب من الشاي الأخضر بالبندق في أحد المقاهي، ونذكر منها القهوة العالية التي تعتبر من أقدم المقاهي في تونس، حيث كانت في عهد الباي مخصصة لأعيان البلاد فقط، وهي مقهى ذات سلالم عالية، يتوفر فيها طابع عربي أندلسي رائع. ومقهى سيدي شبعان في نهاية القرية، والمطل على خليج تونس وجبل بوقرنين.
* زرقة الزمرد
وفي قلب شبه جزيرة الوطن القبلي، ذات المناطق الخضراء العابقة بهدوء البحر، تقع مدينتا الحمامات ونابل، اللتان تعدان محطتين سياحيتين شهيرتين بشواطئهما الممتدة على طول شريط ساحلي من الرمل الصافي وجمال بحر في زرقة الزمرد، ليمثلا قطبين سياحيين شهيرين.
ويمتد الوطن القبلي، نحو أوروبا، التي لا تبعد عنها صقليا سوى 140 كلم، حيث يكاد يكون أشبه بحديقة ياسمين فسيحة وهادئة، تتجاور فيه الكروم والزهور مع أشجار الحمضيات، كما يتميز بسهوله الخصبة وتلاله المنخفضة، وشواطئه الرملية الممتدة، التي يداعب رملها بحرًا يتميز بزرقة اللازورد، محيلة إياه إلى بركة يحلو فيها العيش، وقد شكل الوطن القبلي منذ عهد قرطاج منطقة زراعية نشطة، إلا أن قربه من أوروبا جعله مطمعًا للغزاة، ويتجلى ذلك في صورة الرباطات المتوزعة على سواحله. كما شكل على مر العصور، موطن لجوء لكثير من الأقوام، من الأندلسيين والصيادين الصقليين، فضلا عن وقوع الكثير من المشاهير والفنانين في سحره، من أمثال ونستون تشرشل، وأوسكار وايد، وأندري جيد، وبول كلي، وصوفيا لورين. كل هذه الصفات أتاحت للزائر التمتع بخصائص مدينة الحمامات وشاعرية مدينتها العتيقة التي تحيط بها أسوار بلون الذهب وحدائق تتنازعها أصناف الورود والزهور والياسمين، فوسط أسوارها السابحة في البحر، ورباطها المنيع الذي يعود إلى القرن الخامس عشر، تقدم المدينة العتيقة لزوارها بهاء أزقتها الملتوية، حيث يبدو الزمن قد توقف، بين أبواب زرقاء ساطعة تحتضنها جدران بيضاء، تنوعت بين متاجر ورواقات للفنون أو متاحف صغيرة للملابس التقليدية.
وإلى الجنوب من الحمامات تقع مدينة ياسمين الحمامات، التي تمثل معلمًا سياحيًا حديثًا. تتميز بشوارعها الواسعة وفنادقها التي تتنافس في الفخامة والمجهزة بأحدث التقنيات والوسائل، وهناك الكثير من أماكن الترفيه والتسلية التي تضفي حركة نشطة في هذه المدينة العصرية. وعلى شاطئها الممتد على مسافة 1500 متر تقع المقاهي والنوادي التي تحمل الزائر إلى أجواء ألف ليلة وليلة. وفي قلب المحطة تقع المارينا بمواصفاتها العالمية ويتسع المرفأ لأكثر من 700 يخت وقارب وتحيط بها الفنادق وشقق الإقامات الفخمة.
وعلى بعد مسافة قصيرة من ياسمين الحمامات يجد المغرمون برياضة الصولجان ضالتهم في منطقة الحمامات، حيث يحتوي الملعب على مسارين كبيرين، يلتويان حول التلال المخضرة، في أجواء معتدلة، ومناظر تطل على البحر والنباتات المتوسطية المميزة، فضلا عن احتواء المنطقة على 4 مراكز للمعالجة بمياه البحر، تقدم تشكيلة واسعة من الخدمات، بدءا من الاسترخاء إلى التدليك الشرقي، فيما تتميز مدينة نابل بأجوائها الساحرة، حيث تشتهر بصناعاتها التقليدية، مما أحالها إلى عاصمة المحافظة على التراث ونمط العيش الجامع بين العراقة والجمال، إذ تقدم صورة المدينة الصغيرة العائمة في البحر، حيث يطيب العيش، في أحياء عتيقة تتقاطع مع أنهج حيث تجارة مزدهرة، فيما يؤكد ثراء الصناعات التقليدية، وتتحول المدينة يوم سوقها الأسبوعي إلى عاصمة للمنطقة ككل.
* جوهرة السياحة
أما مدينة سوسة، فتعد أشهر مدينة سياحية تونسية، وتستقطب نحو مليوني سائح أجنبي سنويًا، ويعود تاريخ المدينة إلى 3000 سنة خلت، فقد بناها الفينيقيون قبل قرطاج على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، وإلى جانب المدينة وأحيائها الحديثة توجد المدينة العتيقة التي لا تزال محافظة على طابعها الأصيل وتضم معالم أثرية مهمة يعود عهدها إلى القرنين الثاني والثالث الهجريين، ومن أبرزها الرباط والجامع الكبير ومتحف أثري الذي يضم مجموعة فريدة من الفسيفساء.
وعلى بعد بضعة كيلومترات توجد المحطة السياحية «القنطاوي»، وهي أول مجمع سياحي مدمج بالبلاد التونسية، حيث يمكن للسائح التمتع بما يتوافر فيه من منشآت ترفيهية ورياضية.
وتعرف سوسة باسم الجوهرة، وهي المدينة السياحية الأشهر بفضل عشرات الفنادق والمطاعم والمحلات الترفيهية التي يتواصل نشاطها ليل نهار، فهي المدينة التي لا تنام، وهي قبلة العائلات والمجموعات من تونس ومن الخارج، كما تشتهر بقلعتها المطلة على البحر وبصيفها الذي يشهد عددا من المهرجانات المنظمة والتلقائية حيث تعيش أجواء أفراح متواصلة، ومن أهمها مهرجان أوسو الشهير الذي كان يقام حسب ما تشير الدراسات والبحوث التاريخية منذ ما لا يقل عن 2000 سنة. ومن مميزات سوسة المدينة القديمة، وسورها الخارجي، والجامع الكبير بالإضافة إلى عدد من المعالم المهمة الأخرى مثل متحف العادات والتقاليد ودار القضاء الشرعي القديم. وفي سوسة خيارات كثيرة من وسائل الترفيه مثل النوادي والملاهي والمطاعم وفيها الكازينو الذي يوفر متنفسًا للعائلات وللسهرات الهادئة والعروض الفنية، كما تتعدد فيها المرافق المخصصة للأطفال مثل المسابح ومدن الألعاب على غرار أكوالاند أو مدينة حنبعل أو حديقة أفريقيا للحيوانات التي تقدم تشكيلة من أهم الحيوانات الأليفة والمتوحشة. أما التسوق في سوسة فله نكهة خاصة، فهناك صناعة النحاسيات والتحف والزجاج والقطع البلورية والفضيات وغيرها التي تتميز بجودتها وبأسعارها المناسبة.
* سياحة علاجية
لا تقتصر أوجه السياحة في تونس الخضراء على زيارة المدن والمواقع التاريخية والتمتع بجمال الطبيعة، بل تأخذ منعرجًا آخر يتحول معه العلاج إلى سياحة، حيث تولي الحكومة التونسية قطاع السياحة العلاجية أهمية كبرى، ويعتبر هذا القطاع من أكثر البنى التحتية تقدمًا في العالم بعد فرنسا، وخصوصا في مجال العلاج بمياه البحر والأعشاب الطبية.
ولعل توافر المناخ المناسب والمعتدل لهذا النوع من العلاج، إضافة إلى تطور الخدمات الاستشفائية وخبرة العاملين في هذا المجال والمنتجات الطبيعية والمياه المعدنية جعلها وجهة لأكثر من 200 ألف زائر يبحثون عن هذا العلاج سنويا.
ويصل عدد مراكز المعالجة بمياه البحر والأعشاب إلى 60 مركزا منتشرا في كل المدن التونسية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وذلك داخل المنتجعات والفنادق الخمس نجوم الراقية، وتستقطب مدن مثل سوسة ونابل والحمامات التي تتركز فيها أغلب هذه المراكز أعداد كبيرة من السياح الغربيين، فبالإضافة إلى الاستفادة من العلاجات المتوافرة، فإنهم يقصدونها بحثًا عن دفء الشمس والتمتع بزرقة السماء وصفاء مياه البحر وممارسة الرياضات البحرية المفضلة.
وتستطيع هذه المراكز استيعاب 6500 شخص في اليوم، وتقدم هذه المراكز علاجات ناجعة لأمراض مثل روماتيزم المفاصل باستخدام الطحالب البحرية، حيث تلعب دورًا مهمًا في استعادة المفاصل لحيويتها ومرونتها، كما يوجد علاج لتنشيط الساقين حيث يعيد هذا العلاج حيوية الأوردة وتقوية أغشيتها وتنشيط الشرايين والتخفيف من الآلام، وذلك باستخدام الأعشاب ومياه البحر والمياه المعدنية.
كما تقدم هذه المراكز علاجات ضد إدمان التبغ الذي يستخدم فيه مزيج بين طريقة الوخز بالإبر ومياه البحر حيث يمكن تطهير الجسم من كل مكونات التبغ، وإضافة إلى العلاجات التي توفرها هذه المراكز لأمراض العصر كالتوتر والقلق والاكتئاب.
فضلا عن علاجات ناجحة في مجال الجراحة التجميلية وبأسعار منخفضة وكفاءة عالية وخصوصًا في مجال شد الوجه والتخسيس وطب الأسنان وهذه تنافس كبريات المراكز في العالم في هذا المجال.



دليلك إلى أجمل حقول الخزامى بالقرب من لندن

من أفضل الأوقات لزيارة الحقول ما بين يونيو وأواخر أغسطس (شاترستوك)
من أفضل الأوقات لزيارة الحقول ما بين يونيو وأواخر أغسطس (شاترستوك)
TT

دليلك إلى أجمل حقول الخزامى بالقرب من لندن

من أفضل الأوقات لزيارة الحقول ما بين يونيو وأواخر أغسطس (شاترستوك)
من أفضل الأوقات لزيارة الحقول ما بين يونيو وأواخر أغسطس (شاترستوك)

في هذه المدة من كل عام، ووفقاً للخوارزمية الخاصة باهتماماتي على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر لي فيديوهات حالمة لأجمل حقول الخزامى أو الـ«Lavender» القريبة من لندن.

روعة هذه الحقول تُبهر محبي تمضية اليوم بالكامل في أحضان الطبيعة، وفي أماكن ليست بعيدة جداً من العاصمة، ولكن في الوقت نفسه تشعر فيها كأنك بعيد كل البعد عن زحمة لندن ووتيرتها السريعة.

طبيعة رائعة وفكرة لتمضية أجمل يوم (كاسل فارم)

فإذا كنت تتطلّع إلى الاستمتاع بجمال حقول الخزامى بالقرب من لندن، فأنت محظوظ، لأنه توجد عديد من المزارع الساحرة على مسافة معقولة من المدينة.

فيما يلي أفضل الخيارات:

1. مزرعة «مايفيلد لافندر» Mayfield Lavender Farm

• الموقع: بانستيد، ساري Banstead, Surrey.

• المسافة: نحو 15 ميلاً من وسط لندن.

«مايفيلد لافندر» هي واحدة من مزارع الخزامى الأكثر شعبية بالقرب من لندن. تتميّز بحقل مذهل بمساحة 25 فداناً من الخزامى العضوي. توفر المزرعة مقهى ومتجراً لبيع المنتجات الجميلة والجولات المصحوبة بمرشدين.

• أفضل وقت للزيارة: منتصف يونيو (حزيران) إلى أواخر أغسطس (آب).

2. «هيتشن لافندر» Hitchin Lavender

• الموقع: إيكلفورد Ickleford.

• المسافة: نحو 40 ميلاً من وسط لندن.

تضمّ هذه المزرعة الجميلة 25 ميلاً من صفوف الخزامى وحقل عباد الشمس. يمكن للزوار اختيار الخزامى الخاصة بهم، والاستمتاع بالمناظر البانورامية للمناطق الريفية المحيطة. يحتوي الموقع أيضاً على متحف ومقهى.

• أفضل وقت للزيارة: منتصف يونيو إلى أواخر أغسطس.

3. «كاسل فارم» Castle Farm

• الموقع: شورهام Shoreham في كينت.

• المسافة: نحو 25 ميلاً من وسط لندن.

تشتهر هذه المزرعة بحقول الخزامى المذهلة، وتقدّم جولات وورشات عمل ومتجراً لبيع مجموعة واسعة من السلع. تنتج المزرعة أيضاً الزيوت العطرية وغيرها من المنتجات التي يدخل بها الخزامى، مثل العسل.

• أفضل وقت للزيارة: أواخر يونيو إلى أواخر أغسطس.

4. مزرعة «هارتلي بارك» Lavender Fields at Hartley Park Farm

• الموقع: ألتون Alton في هامشير.

• المسافة: نحو 50 ميلاً من وسط لندن.

توفّر هذه المزرعة، التي تديرها عائلة واحدة، أجواء خلابة يطغى عليها لون الخزامى البنفسجي. يمكن للزوار الاستمتاع بقطف الزهور وشراء مواد الطهي ومستحضرات التجميل.

• أفضل وقت للزيارة: بين يوليو (تموز) وأواخر أغسطس.

حقول الخزامى الجميلة (مزرعة هارتلي بارك)

قبل الذهاب

توفّر كل من هذه المزارع تجربة فريدة من نوعها، بدءاً من التنزه عبر الحقول العطرة وحتى الاستمتاع بمنتجات اللافندر الطازجة. ولكن قبل الذهاب تأكّد من مراجعة الموقع الإلكتروني الخاص بالمزرعة المحددة للحجز، وأوقات العمل؛ لأنها قد تختلف.

من المهم ارتداء الملابس المناسبة للمكان والأنشطة. فيُنصح بارتداء ملابس مريحة ومصنوعة من أقمشة قابلة للتنفس، مثل القطن أو الكتان. يُفضّل ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة؛ لأنها تعكس ضوء الشمس وتبقيك أكثر برودة. كما يبدو رائعاً على خلفية حقول الخزامى.

من الضروري ارتداء قبعة واسعة الحواف توفّر الظل وتحمي وجهك ورقبتك من أشعة الشمس، ونظارات شمسية. ولا تنسَ واقي الشمس حتى لو كان اليوم غائماً.

من المهم أيضاً انتعال أحذية مريحة ومغلقة من الأمام وداكنة اللون حتى لا تتسخ.

وأهم شيء تأخذه معك خلال هذه الزيارة كاميرا جيدة أو هاتف بتقنية تصوير عالية لالتقاط أفضل الصور؛ لأن الهدف هو التصوير في المقام الأول. زيارة حقول اللافندر جميلة، ولكنّ الصور قد تكون مدهشة أكثر من الحقيقة، فاعلم بأن الزيارة ستكون شيقة، ولكنها لا توازي ما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن الصور التي تُنشر قد يكون من التقطها محترف، فتبدو أكثر جمالاً مما هي عليه في الحقيقة.

يجب التنبه إلى أن الحقول تجذب كثيراً من النحل والحشرات؛ لذا يُوصى بأخذ رذاذ الحشرات خصوصاً إذا كنت تعاني من الحساسية.

من أفضل الأوقات لزيارة الحقول ما بين يونيو وأواخر أغسطس (شاترستوك)

ماذا يحدث للخزامى في نهاية الموسم؟

بعد أن يتمتّع الزوار بالتقاط أجمل الصور وتناول الشاي ورؤية أروع المناظر الطبيعية، ففي نهاية موسم الخزامى، الذي يحدث عادة في أواخر الصيف، تقوم المزارع بعدة أنشطة. فيما يلي نظرة عامة على ما يحدث:

1. حصاد الخزامى

• يجري حصاد اللافندر عادة عندما تكون الزهور في حالة إزهار كامل؛ ما يضمن أعلى جودة وتركيز للزيوت الأساسية.

• الطريقة: اعتماداً على المزرعة، يمكن أن يتم الحصاد يدوياً باستخدام المنجل أو المقصات، أو ميكانيكياً باستخدام معدات متخصصة. يُعدّ الحصاد اليدوي أكثر كثافة في العمالة، ولكنه يمكن أن يكون أكثر لطفاً على النباتات.

منتجات مصنوعة من الخزامى (كاسل فارم على «إنستغرام»)

2. معالجة الخزامى

• استخلاص الزيوت العطرية: أحد الاستخدامات الأساسية للافندر المحصود هو استخلاص الزيوت العطرية. ويتم ذلك عادة من خلال عملية تُسمّى «التقطير بالبخار». يُوضع الخزامى الطازج في وحدة التقطير لتتم عملية تبخر الزيوت الأساسية التي يتم تجميعها بطريقة مبتكرة.

• التجفيف: يجري تجفيف بعض الخزامى المحصودة، إما لاستخدامها في صنع أكياس الزهور المجففة، وإما لأغراض الطهي. تتضمّن عملية التجفيف تعليق حزم الخزامى رأساً على عقب في منطقة جيدة التهوية ومظلمة وجافة للحفاظ على اللون والعطر.

• منتجات اللافندر: يجري استخدام اللافندر المجفف والزيوت العطرية في صناعة مجموعة متنوعة من المنتجات. وتشمل:

. منتجات العلاج العطري: الزيوت العطرية، والشموع المعطرة، وأجهزة نشر الروائح.

. مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة: الصابون، والمستحضرات، والبلسم، والكريمات.

استخدامات الطهي: يمكن استخدام الخزامى في الطهي والشاي، وعشباً في الأطباق المالحة.

3. صيانة المزارع

حقول الخزامى تجذب هواة التصوير (مزرعة هارتلي بارك)

• التقليم: غالباً ما تُقلّم النباتات لتشجيع النمو الصحي وإعدادها للموسم التالي. يساعد التقليم في الحفاظ على شكل النباتات، ويمنعها من أن تصبح ناشفة في الموسم المقبل.

• الإدارة الميدانية: الاهتمام بالتغطية وإزالة الأعشاب الضارة وإدارة التربة؛ لضمان ظروف النمو المثالية للعام المقبل.

4. الاستخدامات التجارية

• البيع بالجملة: قد تبيع بعض المزارع كميات كبيرة من زيت اللافندر أو الزيوت العطرية إلى شركات مستحضرات التجميل أو مصنّعي المواد الغذائية أو غيرها من الشركات التي تستخدم اللافندر عنصراً في منتجاتها.