الرئيس المصري يطلع مدير المخابرات المركزية الأميركية على رؤية بلاده في مكافحة الإرهاب

برينان أكد أن واشنطن تعد القاهرة شريكًا رئيسيًا

الرئيس عبد الفتاح السيسي  لدى لقائه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان في القاهرة أمس
الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى لقائه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان في القاهرة أمس
TT

الرئيس المصري يطلع مدير المخابرات المركزية الأميركية على رؤية بلاده في مكافحة الإرهاب

الرئيس عبد الفتاح السيسي  لدى لقائه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان في القاهرة أمس
الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى لقائه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان في القاهرة أمس

أطلع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مدير المخابرات المركزية الأميركية، جون برينان، على رؤية بلاده بشأن تعزيز مكافحة الإرهاب. وجدد السيسي تأكيده على ضرورة طرح مقاربة شاملة تضمن وقف الانتشار السريع للجماعات، منوها بأن تلك المقاربة يتعين أن تشمل المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، والجوانب الاقتصادية والفكرية، فيما أكد مدير المخابرات المركزية الأميركية على أن واشنطن تعد القاهرة شريكا رئيسيا على المستوى الثنائي والإقليمي.
واستقبل السيسي برينان، أمس، في قصر الاتحادية الرئاسي (شرق القاهرة)، بحضور خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة المصرية، والسفير الأميركي بالقاهرة ستيفن بيكروفت، بحسب بيان صدر عن الرئاسة.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي أكد أن بلاده تقدر علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتتطلع إلى تدعيمها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، وإلى أن يشمل تميز العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين جوانب العلاقات بينهما كافة.
وأوضح الرئيس أن الرؤية المصرية تقدر أهمية تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة الموجودة في بعض دولها، من خلال مقاربة شاملة تضمن وقف الانتشار السريع لتلك الجماعات، بحسب البيان.
وأوضح أن تلك المقاربة يتعين أن تشمل المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، وكذا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، والأبعاد الفكرية والثقافية. وأشار إلى الجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب في بعض المناطق المحدودة بشمال سيناء، والتي لا تتجاوز 1 في المائة من مساحة سيناء الإجمالية، فضلاً عن الجهود الحالية لتأمين حدود مصر الغربية الممتدة مع ليبيا.
وأكد الرئيس أن مصر تدعم الجهود الرامية لتسوية الأزمات في عدد من دول المنطقة والتوصل إلى حلول سياسية لها، بما يحافظ على وحدة أراضي تلك الدول وسلامتها الإقليمية، ويصون كياناتها ومؤسساتها ومقدرات شعوبها.
ويخوض الجيش المصري حربا شرسة في مواجهة تنظيمات إرهابية على صلة بتنظيم داعش، ويتركز نشاطها في شبه جزيرة سيناء، لكنها تقدم من حين لآخر على تنفيذ عمليات في الوادي.
كما يثير تمدد تنظيم داعش في ليبيا مخاوف القاهرة من فتح جبهة جديدة على حدودها الغربية.
من جانبه، أشاد مدير المخابرات المركزية الأميركية بالعلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، منوها بأهمية مواصلة تعزيزها والبناء عليها في كل المجالات، ومن بينها المجال الأمني، آخذا في الاعتبار كون مصر ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد برينان على أن مصر تعد شريكا مهما لبلاده، ليس فقط على الصعيد الثنائي، ولكن أيضًا على مستوى المنطقة وكذلك على الصعيد الدولي، ومن ثم فإن الولايات المتحدة مهتمة بالتعرف على تطورات الرؤية المصرية إزاء التعاون في عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، وكذا تسوية أزمات المنطقة.
وخلال اللقاء أكد الطرفان على أهمية متابعة نتائج الحوار الاستراتيجي الذي عقد بين الجانبين في القاهرة خلال أغسطس (آب) من العام الماضي. كما تم الاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق في كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.