ملخص بعمليات إيران الإرهابية

ملخص بعمليات إيران الإرهابية
TT

ملخص بعمليات إيران الإرهابية

ملخص بعمليات إيران الإرهابية

1979: في عام اندلاع الثورة الإيرانية، وبعد عودة آية الله الخميني إلى إيران، اقتحم إيرانيون سفارة الولايات المتحدة في طهران، واعتقلوا 90 شخصًا. في وقت لاحق، أطلقوا سراح نساء وأميركيين من أصول سوداء وهندية حمراء. واحتفظوا بخمسين دبلوماسيا لمدة 444 يومًا.
1980: مع بداية الحرب بين إيران والعراق، جرى تأسيس «فيلق القدس» كفرع من «الحرس الثوري الإيراني»، مسؤول مباشرة لسلطة المرشد، آية الله الخميني (يومذاك) الحاكم الفعلي للبلاد.
1982: إبان الحرب بين إيران والعراق، جنّدت إيران عناصر من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ليحاربوا معها.
1982: أسس علي أكبر محتشمي، السفير الإيراني في دمشق بين 1982 و1985، ثم وزير داخلية إيران بين 1985 و1989. حزب الله اللبناني الذي ما زال يشكل أداة سياسية وعسكرية وأمنية لخطط إيران في لبنان وسوريا.
1983: مقتل 58 أميركيًا ولبنانيًا عندما انفجرت شاحنة أمام السفارة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت. وفي وقت لاحق، أعلنت الولايات المتحدة أن حزب الله وإيران كانا وراء التفجير.
1983: هجومان انتحاريان على قاعدتين لقوات مشاة البحرية (المارينز) الأميركية والقوات الفرنسية في العاصمة اللبنانية بيروت أديا إلى مقتل 241 أميركيًا و58 فرنسيًا وستة مدنيين بجانب المهاجمين الاثنين، وجرح عشرات. وعام 2002. حسمت محكمة أميركية المسؤولية بوضعها على عاتق حزب الله وإيران.
1983: وقوع انفجارات متزامنة ومنسّقة في ست مؤسسات كويتية وأجنبية، منها سفارة الولايات المتحدة في الكويت. واتهمت رسميًا إيران وأدواتها بأنها وراء ما حدث.
1985: اختطاف طائرة ركاب مدنية من نوع بوينغ 727 تابعة لشركة «تي دبليو إيه» الأميركية على متنها 153 كانت تقوم برحلة بين العاصمتين اليونانية أثينا والإيطالية روما، وسوقها إلى بيروت. وهناك بعد أسبوعين وتنقل بين بيروت والجزائر، وقتل راكبين، أفرج عن الركاب على دفعات. «منظمة المضطهدين في الأرض» أعلنت مسؤوليتها، ولاحقًا تبين أن الخاطفين هم: عماد مغنية وحسن عز الدين وعلي عطوي ومحمد علي حمادي وكلهم من أعضاء حزب الله.
1989: فشل محاولة في لندن لقتل الروائي البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي (بسبب روايته «آيات شيطانية»)، وأعلن أن حزب الله اللبناني، بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، كان وراء المحاولة.
1992: تفجير استهدف سفارة إسرائيل في بوينوس آيرس عاصمة الأرجنتين. اتهم الحرس الثوري الإيراني بالضلوع بالعملية.
1994: تفجير في المركز الثقافي اليهودي في بوينوس آيرس عاصمة الأرجنتين. ومجددًا، اتهام الحرس الثوري الإيراني بأنه وراء التفجير.
1995: الحرس الثوري الإيراني ينظم مؤتمرًا عالميًا في طهران دُعيت إليه عدة منظمات متهمة بالإرهاب، منها: الجيش الأحمر الياباني والجيش السرّي الأرمني وحزب العمال الكردستاني التركي وحزب الدعوة العراقي وجبهة تحرير البحرين وحزب الله اللبناني.
1996: الاعتداء الإرهابي على أبراج الخُبر في المملكة العربية السعودية، الذي أسفر عن قتل 19 أميركيًا. اتهمت إيران وأدواتها بتنفيذ العملية.
1998: تفجيران يستهدفان السفارتين الأميركيتين في العاصمتين الكينية نيروبي والتنزانية دار السلام.
2001: بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة، نشرت تقارير أميركية بأن إيران قدّمت مساعدات لمنظمة القاعدة، وأنها سمحت لمتورّطين في الهجمات بالمرور عبر أراضيها. ومن ثم، أصدر الرئيس الأميركي جورج بوش الابن أمرًا تنفيذيًا بوضع منظمات معينة على قائمة الإرهاب، منها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
2002: صدور تقرير أميركي يفيد بأن إيران تدعم حزب الله اللبناني بما بين ستين مليون ومائة مليون دولار كل سنة. (قدرت تقارير أخرى أن الرقم يصل إلى مائتي مليون دولار كل سنة).
2002: تقرير أصدرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اتهم الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والجماعة الإسلامية المصرية وتنظيم «القاعدة» بالاشتراك في عمليات إرهابية بمنطقة «المثلث الحدودي» بين الأرجنتين والبرازيل والباراغواي.
2005: اغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق وعدد من مرافقيه (بينهم وزير سابق) والمواطنين في تفجير ضخم استهدف موكبه في بيروت. الادعاء في المحكمة الدولية المشكلة للتحقيق في الجريمة طلب عددًا من المتهمين (كلهم من أعضاء حزب الله اللبناني) لكن حزب الله رفض تسليمهم. ولاحقًا ضمت عدة جرائم اغتيال سياسي تلت اغتيال الحريري إلى وثائق المحكمة.
2005: صدور تقرير أميركي يتهم إيران بإيواء مقاتلين كانوا مع منظمة «القاعدة» في أفغانستان، من بينهم أقرباء لأسامة بن لادن.
2007: في استجواب أمام الكونغرس، قال الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في العراق، بأن إيران تدعم ميليشيا «جيش المهدي» ومقاتلين شيعة غيرهم، وإن هؤلاء مسؤولون عن قتل أكثر من ألف جندي أميركي في العراق (حتى ذلك الوقت).
2008: محاولة تفجير السفارة الإسرائيلية في باكو عاصمة أذربيجان. اتهام إيران وأدواتها بأنها وراء المحاولة.
2011: مؤامرة إيرانية لتفجير مطعم في العاصمة الأميركية واشنطن كان يرتاده السفير السعودي (يومذاك) عادل الجبير، الذي هو اليوم وزير الخارجية. ومع أن الهدف كان السفير السعودي، كان من شأن العملية الإيرانية قتل الكثير من المواطنين الأميركيين وهم يتناولون الطعام في المطعم.
2012: تفجير حافلة كانت تقل سياحًا إسرائيليين في مطار مدينة بورغاس البلغارية، قتل في العملية خمسة سياح وسائق الحافلة ومنفذ العملية. اتهام الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بالعملية.
2012: في محكمة في كينيا، اتهم إيرانيان موقوفان بأنهما عضوان في الحرس الثوري الإيراني، وأنهما خطّطا لتفجير سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل في العاصمة الكينية نيروبي.
2012: الشرطة الهندية تعلن أنه تأكد لها أن الحرس الثوري الإيراني كان وراء الهجوم الإرهابي في نيودلهي الذي استهدف دبلوماسيين إسرائيليين في ذلك العام.
2013: اكتشاف مؤامرة إيرانية في نيجيريا ضد شركة شحن إسرائيلية، و«مكتب المساعدات الخارجية الأميركية».
2013: اكتشاف عمليات تصوير سرية، خلفها إيران، استهدفت سفارة إسرائيل في باكو عاصمة أذربيجان.
2014: اتهام حزب الله اللبناني بالتخطيط لهجوم على سياح إسرائيليين في بانكوك عاصمة تايلاند.
2014: اعتقل جواسيس يعملون لحساب إيران في ليما، عاصمة البيرو، بهدف مهاجمة كنيس يهودي فيها، بينهم عضو في حزب الله.
2015: شرطة البحرين اكتشفت مصنع أسلحة ومتفجرات، وتعتقل عملاء للحرس الثوري الإيراني.
2016: وزارة الداخلية في البحرين تكتشف خلية إرهابية تابعة لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.



يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط
تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط
TT

يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط
تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط

تشهد كوريا الجنوبية، منذ نحو أسبوعين، تطورات متلاحقة لا تلوح لها نهاية حقيقية، شهدت اهتزاز موقع رئيس الجمهورية يون سوك - يول بعد إعلانه في بيان تلفزيوني فرض الأحكام العرفية، وتعليق الحكم المدني، وإرساله قوة عسكرية مدعومة بالهيلوكوبترات إلى البرلمان. ثم اضطراره للتراجع عن قراره في وجه معارضة عارمة. بيد أن تراجع الرئيس خلال ساعات قليلة من هذه المغامرة لم يزد المعارضة إلا إصراراً على إطاحته، في أزمة سياسية غير مسبوقة منذ التحوّل الديمقراطي في البلاد عام 1980 بعد فترة من الحكم التسلطي. ولقد تطوّرت الأوضاع خلال الأيام والساعات الأخيرة من الاحتجاجات في الشوارع إلى تصويت برلماني على عزل يون. وبعدما أقر البرلمان عزل الرئيس ردّ الأخير بتأكيد عزمه على المقاومة والبقاء... في أزمة مفتوحة لا تخلو من خطورة على تجربة البلاد الديمقراطية الطريّة العود.

دبلوماسي مخضرم خدم في كوريا الجنوبية قال، قبل بضعة أيام، معلقاً على الأزمة المتصاعدة: «إذا تم تمرير اقتراح العزل، يمكن وقف (الرئيس) يون (سوك - يول) عن مباشرة مهام منصبه لمدة تصل إلى 180 يوماً، بينما تنظر المحكمة الدستورية في القضية. وفي هذا (السيناريو)، يتولى رئيس الوزراء هان دوك سو منصب الرئيس المؤقت، وتُجرى انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً».

وبالفعل، دعا هان دونغ - هون، زعيم حزب «قوة الشعب»، الحاكم، إلى تعليق سريع لسلطات الرئيس مستنداً - كما قال - إلى توافر «أدلة موثوقة» على أن يون سعى إلى اعتقال القادة السياسيين بعد إعلانه الأحكام العرفية الذي لم يدُم طويلاً. ومما أورده هان - الذي كان في وقت سابق معارضاً للمساعي الرامية إلى عزل يون - إن «الحقائق الناشئة حديثاً قلبت الموازين ضد يون، بالتالي، ومن أجل حماية كوريا الجنوبية وشعبنا، أعتقد أنه من الضروري منع الرئيس يون من ممارسة سلطاته رئيساً للجمهورية على الفور». وتابع زعيم الحزب الحاكم أن الرئيس لم يعترف بأن إعلانه فرض الأحكام العرفية إجراء غير قانوني وخاطئ، وكان ثمة «خطر كبير» من إمكانية اتخاذ قرار متطرف مماثل مرة أخرى إذا ظل في منصبه.

بالتوازي، ذكرت تقارير إعلامية كورية أن يون يخضع حالياً للتحقيق بتهمة الخيانة إلى جانب وزير الدفاع المستقيل كيم يونغ - هيون، (الذي ذُكر أنه حاول الانتحار)، ورئيس أركان الجيش الجنرال بارك آن - سو، ووزير الداخلية لي سانغ - مين. وحقاً، تمثل الدعوة التي وجهها هان، وهو وزير العدل وأحد أبرز منافسي يون في حزب «قوة الشعب»، تحولاً حاسماً في استجابة الحزب الحاكم للأزمة.

خلفية الأزمة

تولى يون سوك - يول منصبه كرجل دولة جديد على السلطة، واعداً بنهج عصري مختلف في حكم البلاد. إلا أنه في منتصف فترة ولايته الرئاسية الوحيدة التي تمتد لخمس سنوات، شهد حكمه احتكاكات شبه دائمة مع البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، وتهديدات «بالإبادة» من كوريا الشمالية، ناهيك من سلسلة من الفضائح التي اتهم وعائلته بالتورّط فيها.

وعندما حاول يون في خطابه التلفزيوني تبرير فرض الأحكام العرفية، قال: «أنا أعلن حالة الطوارئ من أجل حماية النظام الدستوري القائم على الحرية، وللقضاء على الجماعات المشينة المناصرة لنظام كوريا الشمالية، التي تسرق الحرية والسعادة من شعبنا»، في إشارة واضحة إلى الحزب الديمقراطي المعارض، مع أنه لم يقدم أي دليل على ادعائه.

إلا أن محللين سياسيين رأوا في الأيام الأخيرة أن الرئيس خطّط على الأرجح لإصدار مرسوم «الأحكام العرفية الخرقاء» أملاً بحرف انتباه الرأي العام بعيداً عن الفضائح المختلفة والإخفاق في معالجة العديد من القضايا المحلية. ولذا اعتبروا أن عليه ألا يطيل أمد حكمه الفاقد الشعبية، بل يبادر من تلقاء نفسه إلى الاستقالة من دون انتظار إجراءات العزل، ومن ثم، السماح للبلاد بانتخاب رئيس جديد.

بطاقة هوية

ولد يون سوك - يول، البالغ من العمر 64 سنة، عام 1960 في العاصمة سيول لعائلة من الأكاديميين اللامعين. إذ كان أبوه يون كي - جونغ أستاذاً للاقتصاد في جامعة يونساي، وأمه تشوي سيونغ - جا محاضرة في جامعة إيوها للنساء قبل زواجها. وحصل يون على شهادته الثانوية عام 1979، وكان يريد في الأصل أن يدرس الاقتصاد ليغدو أستاذاً، كأبيه، ولكن بناءً على نصيحة الأخير درس الحقوق، وحصل على شهادتي الإجازة ثم الماجستير في الحقوق من جامعة سيول الوطنية - التي هي إحدى «جامعات النخبة الثلاث» في كوريا مع جامعتي يونساي وكوريا - وأصبح مدّعياً عاماً بارزاً قاد حملة ناجحة لمكافحة الفساد لمدة 27 سنة.

ووفق وسائل الإعلام الكورية، كانت إحدى محطات حياته عندما كان طالب حقوق عندما لعب دور القاضي في محاكمة صورية للديكتاتور (آنذاك) تشون دو - هوان، الذي نفذ انقلاباً عسكرياً وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. وفي أعقاب ذلك، اضطر يون إلى الفرار إلى الريف مع تمديد جيش تشون الأحكام العرفية ونشر القوات والمدرّعات في الجامعة.

بعدها، عاد يون إلى العاصمة، وصار في نهاية المطاف مدعياً عاماً، وواصل ترقيه الوظيفي ما يقرب من ثلاثة عقود، بانياً صورة له بأنه حازم وصارم لا يتسامح ولا يقدّم تنازلات.

مسيرته القانونية... ثم الرئاسة

قبل تولي يون سوك - يول رئاسة الجمهورية، كان رئيس مكتب الادعاء العام في المنطقة المركزية في سيول، وأتاح له ذلك محاكمة أسلافه من الرؤساء. إذ لعب دوراً فعالاً في إدانة الرئيسة السابقة بارك غيون - هاي التي أُدينت بسوء استخدام السلطة، وعُزلت وأودعت السجن عام 2016. كذلك، وجه الاتهام إلى مون جاي - إن، أحد كبار مساعدي خليفة الرئيسة بارك، في قضية احتيال ورشوة.

أما على الصعيد السياسي، فقد انخرط يون في السياسة الحزبية قبل سنة واحدة فقط من فوزه بالرئاسة، وذلك عندما كان حزب «قوة الشعب» المحافظ - وكان حزب المعارضة يومذاك - معجباً بما رأوه منه كمدّعٍ عام حاكم كبار الشخصيات، وأقنع يون، من ثم، ليصبح مرشح الحزب لمنصب رئاسة الجمهورية.

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2022 تغلّب يون على منافسه الليبرالي لي جاي - ميونغ، مرشح الحزب الديمقراطي، بفارق ضئيل بلغ 0.76 في المائة... وهو أدنى فارق على الإطلاق في تاريخ الانتخابات في البلاد.

الواقع أن الحملة الانتخابية لعام 2022 كانت واحدةً من الحملات الانتخابية القاسية في تاريخ البلاد الحديث. إذ شبّه يون غريمه لي بـ«هتلر» و«موسوليني». ووصف حلفاء لي الديمقراطيون، يون، بأنه «وحش» و«ديكتاتور»، وسخروا من جراحة التجميل المزعومة لزوجته.

إضافة إلى ذلك، شنّ يون حملته الانتخابية بناء على إلغاء القيود المالية والموقف المناهض للمرأة. لكنه عندما وصل إلى السلطة، ألغى وزارة المساواة بين الجنسين والأسرة، قائلاً إنها «مجرد مقولة قديمة بأن النساء يُعاملن بشكل غير متساوٍ والرجال يُعاملون بشكل أفضل». وللعلم، تعد الفجوة في الأجور بين الجنسين في كوريا الجنوبية الأسوأ حالياً في أي بلد عضو في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية».

أيضاً، أدى استخدام يون «الفيتو» تكراراً إلى ركود في العمل الحكومي، بينما أدت تهم الفساد الموجهة إلى زوجته لتفاقم السخط العام ضد حكومته.

تراجع شعبيته

بالتالي، تحت ضغط الفضائح والخلافات، انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «غالوب كوريا» أن شعبيته انخفضت إلى 19 في المائة فقط. وتعد «كارثة» الأحكام العرفية الحلقة الأخيرة في سلسلة من الممارسات التي حددت رئاسة يون وأخطائها.

إذ ألقي باللوم على إدارة يون في التضخم الغذائي، وتباطؤ الاقتصاد، والتضييق المتزايد على حرية التعبير. وفي أواخر 2022، بعدما أسفر تدافع حشود في احتفال «الهالوين» (البربارة) في سيول عن سقوط 159 قتيلاً، تعرضت طريقة تعامل الحكومة مع المأساة لانتقادات واسعة.

زوجته في قلب مشاكله!

من جهة ثانية، كانت كيم كيون - هي، زوجة الرئيس منذ عام 2012، سبباً آخر للسخط والانتقادات في وسائل الإعلام الكورية الجنوبية. فقد اتهمت «السيدة الأولى» بالتهرب الضريبي، والحصول على عمولات لاستضافة معارض فنية عن طريق عملها. كذلك واجهت اتهامات بالانتحال الأدبي في أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه وغيرها من الأعمال الأكاديمية.

لكن أكبر فضيحة على الإطلاق تورّطت فيها كيم، كانت قبولها عام 2023 هدية هي حقيبة يد بقيمة 1800 جنيه إسترليني سراً من قسيس، الأمر الذي أدى إلى مزاعم بالتصرف غير اللائق وإثارة الغضب العام، لكون الثمن تجاوز الحد الأقصى لما يمكن أن يقبله الساسة في كوريا الجنوبية وشركاؤهم قانونياً لهدية. لكن الرئيس يون ومؤيديه رفضوا هذه المزاعم وعدوها جزءاً من حملة تشويه سياسية.

أيضاً أثيرت تساؤلات حول العديد من القطع الثمينة من المجوهرات التي تملكها «السيدة الأولى»، والتي لم يعلَن عنها كجزء من الأصول الرئاسية الخاصة. وبالمناسبة، عندما فُتح التحقيق في الأمر قبل ست سنوات، كان زوجها رئيس النيابة العامة. أما عن حماته، تشوي يون - سون، فإنها أمضت بالفعل حكماً بالسجن لمدة سنة إثر إدانتها بتزوير وثائق مالية في صفقة عقارية.

يُضاف إلى كل ما سبق، تعرّض الرئيس يون لانتقادات تتعلق باستخدام «الفيتو» الرئاسي في قضايا منها رفض مشروع قانون يمهد الطريق لتحقيق خاص في التلاعب المزعوم بالأسهم من قبل زوجته كيم كيون - هي لصالح شركة «دويتشه موتورز». وأيضاً استخدام «الفيتو» ضد مشروع قانون يفوّض مستشاراً خاصاً بالتحقيق في مزاعم بأن مسؤولين عسكريين ومكتب الرئاسة قد تدخلوا في تحقيق داخلي يتعلق بوفاة جندي بمشاة البحرية الكورية عام 2023.

وهكذا، بعد سنتين ونصف السنة من أداء يون اليمين الدستورية عام 2022، وعلى أثر انتخابات رئاسية مثيرة للانقسام الشديد، انقلبت الأمور ضد الرئيس. وفي خضم ارتباك الأحداث السياسية وتزايد المخاوف الدولية يرزح اقتصاد كوريا الجنوبية تحت ضغوط مقلقة.

أمام هذا المشهد الغامض، تعيش «الحالة الديمقراطية» في كوريا الجنوبية أحد أهم التحديات التي تهددها منذ ظهورها في أواخر القرن العشرين.