الجيل الحالي لتوتنهام.. الأقل تخييبًا للآمال في تاريخ «سبيرز» الحديث

لاعبون في يد مدرب مثالي صاحب ثبات انفعالي وهدوء رصين

ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام قليل الانفعال («الشرق الأوسط»)
ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام قليل الانفعال («الشرق الأوسط»)
TT

الجيل الحالي لتوتنهام.. الأقل تخييبًا للآمال في تاريخ «سبيرز» الحديث

ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام قليل الانفعال («الشرق الأوسط»)
ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام قليل الانفعال («الشرق الأوسط»)

كان المدرب ماوريسيو بوتشيتينو مفعما بالحماس على غير المعتاد خلال المباراة الأخيرة التي انتهت بهزيمة فريقه، توتنهام هوتسبر 0 - 1 أمام ليستر سيتي التي جرت على ملعب «وايت هارت لين» مساء الأربعاء. ولم يكن هذا واضحا فقط عند إطلاق صافرة نهاية اللقاء أو خلال الدقائق السبع التي أعقبت إحراز روبرت هوث هدف الفوز بضربة رأس؛ فمنذ بداية المباراة وبوتشيتينو يقفز، ويضرب يدا بيد، ويصرخ بذلك الصوت العميق المزعج والمدوي، ويتحرك بمعطفه الطويل كرجل تشتته هواجس كارثة وشيكة.
ما زال «السبيرز» يحتلون المركز الرابع في جدول المسابقة. وقد لعبوا بشكل جيد رغم الخسارة. وكانت هذه الهزيمة الثانية التي يتلقاها الفريق على مدار 16 مباراة. كما كان من الممكن أن تسير المباراة في اتجاه مغاير لو وجدت التسديدة التي صوبها هاري كين في الشوط الثاني، وأنقذها الحارس كاسبر شمايكل ببراعة، طريقها إلى المرمى ولم ترتطم بالعارضة. ربما يكون الأمر الأهم هو أن تؤخذ هذه الهزيمة بجدية كبيرة، وأن يكون بوتشيتينو بحاجة لأن يغضب حتى للتراجع الطفيف في قوة فريقه. يخوض السبيرز في الأيام القادمة مجموعة من المباريات السهلة في بطولة الدوري، فالفريق سيواجه بعد مباراة اليوم على ملعبه أمام ساندرلاند، فريق كريستال بالاس ثم نرويتش وواتفورد. وبهذا سيواجه توتنهام فرقا من نفس المستوى الذي أسهم في الصورة الحالية لتوتنهام كفريق يسير من دون عقبات أو عثرات. وبهذا قد ينتهي الحال بالنسخة الحالية للسبيرز كأقل الأجيال تخييبا للآمال في تاريخ توتنهام الحديث.
والحقيقة أنه حتى في ظل الهزيمة هناك الكثير من الأسباب التي تدعو للتفاؤل بشأن هذه النسخة الجديدة من توتنهام، والافتتان بها. عند هذه اللحظة نعود إلى الوراء، في أعقاب نهاية 2013 مباشرة، وصفقة بيع غاريث بيل، أو ما سمي بـ«صيف بيل». في مثل هذا الأسبوع منذ سنتين، كان توتنهام يتلقى سابع هزيمة في 14 مباراة، بما في ذلك هزيمة بنتيجة 1 – 5، وهزيمتان بنتيجة 0 - 4. وكان قد جرى للتو تعيين المدرب الثالث خلال 3 سنوات، وهو تيم شيروود. ما زال النادي ومشجعوه يشعرون بدوار من هيستريا الصفقات التي تظل بالنسبة إلى الكثيرين مرادفا لتبديد الأموال، والمرارة، والإنفاق الكارثي بعد الصفقة الذهبية المتمثلة في بيع غاريث بيل إلى ريال مدريد، التي جلبت أموالا هائلة.
ومع الاحتفاظ بهذا في الذاكرة، فاللافت هو أن سنة الانطلاق لصعود فريق توتنهام الحالي، ونقطة الارتقاء للكثير من الإيجابيات الآن، يجب أن تكون «صيف بيل». إن توتنهام الحالي، المبدد للأموال، وصاحب المركز الرابع، هو النادي الوحيد في البريميرليغ الذي حقق أرباحا من وراء الصفقات على مدار السنوات الخمس الماضية. وقد بات الفريق عامرا باللاعبين صغار السن وذوي الخبرة. وكان هؤلاء اللاعبين تشتتوا بين هاري ريدناب وأندريه فيلاس - بواس وشيروود - وهم 3 مدربين شديدو الاختلاف لدرجة أن تعيينهم الواحد تلو الآخر يشبه تقديم وجبة ثلاثية للاعبين تشمل السوشي والفوندو السويسري ودجاج الجلفريزي، ثم التساؤل بعد ذلك لماذا يبدو عليهم الغثيان. الآن أصبح هؤلاء اللاعبون في يد مدرب مثالي، هو بوتشيتينو، الداهية صاحب الثبات الانفعالي.
نحن أمام فريق حقق مكسبا ماليا، ومستقر، ويحتل الترتيب الرابع. ودعونا نواجه الأمر، فلم يكن من المفترض أن يحدث هذا على الإطلاق. وبالنسبة إلى جماهير السبيرز، فهم مفتونون لدرجة تجعلهم لا يريدون أن يغفلوا طرفة عين عن مشاهدة فريقهم. ومع هذا، فلا تزال هناك بعض الأمور بحاجة إلى إعادة ترتيب، فبرغم كل شيء، هناك حاجة إلى إعادة تقييم «صيف غاريث بيل»، الذي ما زال مرادفا لتبديد الأموال والخوف، والفرص الضائعة. انتقل بيل إلى ريال مدريد في يونيو (حزيران) 2013 بمقابل يتراوح بين 77 و86 مليون جنيه إسترليني، بناء على أي رقم من الرقمين تصدقونه. ولتعويضه، تعاقد السبيرز مع 7 لاعبين، اعتمادا على عائد بيع بيل، وتوم هادلستون وكلينت ديمبسي وستيفن كولكر. ومع قدوم باولينهو، وناصر الشاذلي، وروبرتو سولدادو، وإتيان كابوي وفلاد شيريشيز، وإريك لاميلا، تهكم اللاعب السابق غارث كروكس، قائلا إن توتنهام «باع إلفيس واشترى البيتلز».
وبحلول الخريف كان هذا قد تغير. وتبين أن السبيرز باع «الملك» (غاريث بيل) واشترى نجوم مسلسل «اس كلاب سيفن». شارك لاميلا وكابوي وسولدادو وباولينهو والشاذلي في هزيمتي توتنهام أمام مانشستر سيتي وليفربول 6 - 0 و5 - 0 على الترتيب. لكن في الوقت الحالي تطور أداء اللاعبين، عدا واحدا، حيث استمر بعضهم فيما انتقل البعض الآخر بسعر كبير. وقد تم بيع باولينهو، وهو الأسوأ في كل تلك الصفقات، إلى غوانزغو إيفرغراند مقابل 9.9 مليون جنيه إسترليني. أما سولدادو، الذي يظل الكارثة الحقيقية، فبيع إلى فياريال بخسارة بلغت 16 مليون إسترليني بعد موسمين في البريميرليغ، سجل خلالهما 10 أهداف فقط.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.