النني.. لاعب كرة الشارع الذي لا يكل.. وينام والكرة بين أحضانه

والده مدرب الناشئين في بلدية المحلة أشرف على تدريبه وهو في الثالثة من عمره

فينغر اعتبر أن النني (يسار) سيكون إضافة جيدة لتشكيلة آرسنال (إ.ب.أ) - النني يحترم حياته الأسرية
فينغر اعتبر أن النني (يسار) سيكون إضافة جيدة لتشكيلة آرسنال (إ.ب.أ) - النني يحترم حياته الأسرية
TT

النني.. لاعب كرة الشارع الذي لا يكل.. وينام والكرة بين أحضانه

فينغر اعتبر أن النني (يسار) سيكون إضافة جيدة لتشكيلة آرسنال (إ.ب.أ) - النني يحترم حياته الأسرية
فينغر اعتبر أن النني (يسار) سيكون إضافة جيدة لتشكيلة آرسنال (إ.ب.أ) - النني يحترم حياته الأسرية

كانت الفكرة تتلخص في أن يصبح محمد النني والكرة شيئا واحدا. جاءت الفكرة من والده، الذي كان مدربا لفريق الناشئين في بلدية المحلة في مصر، وتحققت هذه الفكرة عمليا عندما كان النني في سن مبكرة جدا.
قال النني: «أذكر أن والدي طلب أن أخلد للفراش برفقة الكرة. قال لي: عليك أن تتواصل مع الكرة. بدأ بتوجيهي عندما كنت في الثالثة من عمري. وكانت أكبر أمنياته أن أصبح لاعب كرة محترفا». كان هذا النهج غير المباشر لمسة جديدة، لكن النني بدأ رحلة نقلته من الكرة المصرية إلى بازل في سويسرا والآن الآرسنال من خلال إصرار لافت على إدراك الهدف. والنني، الذي تعاقد معه النادي اللندني في صفقة بلغت 7.4 مليون جنيه إسترليني، والتي أكدها المدرب أرسين فينغر عقب مباراة فريقه مع ليفربول مساء الأربعاء والتي انتهت بالتعادل 3 - 3، لم يحصل على قدر كاف من التعليم، وكان يجتمع برفاقه للعب مباريات هواة لا يود لها أن تنتهي أبدا. قال النني: «عندما كنت طفلا، كنت ألعب الكرة في الشارع لـ10 ساعات في كثير من الأحيان.. وأعتقد أن هذا هو ما علمني الركض والركض من دون توقف».
يتمتع النني، صاحب الـ23 عاما، برئة عداء مسافات طويلة. وخلال النسخة الماضية لدوري أبطال أوروبا، وحتى دور الـ16 حيث ودع بازل البطولة بعد اصطدامه ببورتو، لم يقدم أي لاعب آخر معدلات جري أكبر من النني، وهو نفس الأداء الذي قدمه المصري الدولي في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، حيث ساعد فريقه الذي أصبح الآن السابق على التأهل إلى دور الـ32. لقد امتلك المدفعجية شيئا هم في أمس الحاجة إليه: إضافة جديدة في خط وسط الفريق تخفف الضغط على صفوفه المجهدة بفعل الإصابات - وهذا اللاعب جاء ومعه ما يؤكد استمرارية فائقة لأداء الفريق المميز هذا الموسم. كما أن آرسنال يمتلك بذلك لاعبا يتمتع بعقلية باتت مرهفة الإحساس بالفوارق الدقيقة في دور لاعب الوسط المدافع، وأضاف مؤخرا إلى هذا الدور تفكيرا هجوميا. خلال النصف الأول من الموسم، سجل النني 5 أهداف لصالح بازل في كل المسابقات؛ وكان على مدار الموسمين ونصف الموسم السابقين قد سجل 4 أهداف فقط.
انضم النني إلى بازل في يناير (كانون الثاني) 2013، قادما من نادي «المقاولون العرب» المصري، حيث خاض فترة اختبار عصيبة. يقول: «كان يتملكني شعور طاغ بالخوف». لكن بعد أن قدم النني أداء لافتا، حصل على عقد إعارة مدته 6 أشهر. كان هادئا وخجولا، ويتذكر كل من كانوا في بازل في ذلك الوقت، الشاب الذي كان يعيش في ظل صديقه الكبير محمد صلاح. كان صلاح الذي انضم لبازل من «المقاولون» في صيف 2012، مرحا وواثقا، ودائم الحديث والفكاهة، وفيما كان النني يتحدث العربية فقط، كان صلاح يقوم بدور المترجم والأخ الأكبر. قدم النني أداء كافيا ليربح عقدا لمدة 4 سنوات بنهاية الموسم، ودفع له بازل بموجه 800 ألف يورو. غير أن المفارقة تمثلت في انطلاقة النني بعد انتقال صلاح إلى تشيلسي في يناير 2014. اضطر النني حينها إلى الكلام مباشرة إلى الناس في النادي؛ تحسنت إنجليزيته كما سرعان ما اندمج مع الفريق، وهو يتحدث الإنجليزية الآن بشكل جيد جدا. بدأ النني يتكلم أكثر داخل الملعب أيضًا، وأصبح حضوره لافتا. في البداية، كان يقدم أداء للاعب يؤثر السلامة، فكان ينظر عادة بعرض الملعب أو إلى الخلف، من موقعه كلاعب وسط تغلب عليه الناحية الدفاعية أكثر في طريقة 4 - 2 - 3 - 1. ومع هذا، فباعتباره أول من يتسلم الكرة من المدافعين، بدأ النني استعراض قدرته على أن يكون منصة يتحرك الفريق من خلالها بتمريرات سلسلة وسريعة.
ولا يعتبر النني لاعبا قوي البنية، بقدر ما هو قارئ ذكي للمباراة، يعرف متى يحتفظ بالكرة ومتى يهدئ اللعب. إنه الركيزة الأساسية للفريق، وهو حلم لأي مدرب بسبب معدل المجهود الذي يقدمه وإنكار الذات لديه، وقد نضج وبخاصة في هذا الموسم، الذي كان خلاله أفضل لاعب في صفوف بازل. جلب النادي السويسري اللاعب السويدي أليكساندر فرانسون، 21 عاما، القادم من «آي إف كيه نوركوبينغ»، ليكون بديلا للنني. والمقابل المادي الذي حصل عليه بازل من آرسنال مقابل بيع النني يمثل عائدا ماديا كبيرا. غير أنهم سيفتقدونه من دون شك. يستمد النني قوته من أسرته وإيمانه، فهو متزوج ولديه طفل وينتظر مولودا جديدا، وهو مسلم متدين ملتزم بصلاته. يصطحب معه سجادة الصلاة في الرحلات البعيدة ويتحرى الالتزام بإقامة شعائر شهر رمضان.
قال النني في مقابلة مع إحدى الصحف السويسرية العام الماضي: «اختار لي الله أن أصبح لاعب كرة وأن انضم لبازل.. أستخير الله عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات. إذا كان هناك عرض آخر في وقت ما وكانت إرادة الله ألا أذهب، فأنا لا أذهب، والعكس». والنني ليس من نوعية اللاعبين الساعين إلى شهرة لا داعي لها بعيدا عن الملاعب، أو أن تشتته أضواء المدينة الساطعة. عاش في بازل في برج سكني مرتفع، يقع ضمن مجمع ستاد جاكوب بارك، وكانت وسيلة انتقاله إلى العمل هي المصعد والسلالم المتحركة. ومن الأمثلة على تركيزه الشديد، يمكنك العودة إلى بداية موسم 2013 - 2014، عندما لعب بازل في مواجهة مكابي تل أبيب في الجولة الثالثة المؤهلة لدوري الأبطال الأوروبي. وقع النني وصلاح تحت ضغوط هائلة في مصر لكي لا يخوضا المباراة، وأثار صلاح جدلا سياسيا عندما قال إنه لن يسافر مع الفريق إلى إسرائيل. غير صلاح رأيه، لكنه رفض مصافحة لاعبي مكابي قبل المباراتين. أما النني فحافظ على تركيزه والتزم بمهمته كلاعب كرة، ومضى اللاعب إلى مصافحة لاعبي الفريق المنافس.
وبينما يستعد النني لفصل الجديد من مسيرته الكروية، فهناك قلق لا مفر منه بشأن افتقاده لخبرة اللعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي الممتاز «البريميرليغ». ومع هذا، فقد قدم أداء جيدا في المواجهات الأوروبية ضد ليفربول وتشيلسي وتوتنهام هوتسبر. وكانت مواجهتا ليفربول في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي هي العنوان الأبرز. لمع نجم النني في ملعب «أنفيلد» في دور المجموعات، عندما تحقق لبازل ما أراد بمعادلة النتيجة والتأهل على حساب ليفربول لدور الـ16، لكن مباراة الجولة الأولى في ملعب سانت جاكوب - بارك كانت مثيرة كذلك بالنسبة له.
وكانت تلك هي الليلة التي سافر فيها والد النني من مصر لمشاهدته، بعد الفوز الشهير بهدف للاشيء. وأظهرت إحدى الصور الوالد وهو يحتضن نجله والدموع تملأ عينيه. كان لدى النني حلم آخر، وهو أن يسجل في حضور والده. قبلها بشهرين، وعندما حضر والده لمشاهدة مباراة لبازل للمرة الثانية فقط، سجل النني هدف التعادل ضد فيورنتينا في كأس الاتحاد الأوروبي. إن الرابطة التي تجمع النني بوالده هي رابطة عميقة، وهما مستعدان لأن يتشاركا المزيد من اللحظات التي لا تنسى.
من جهته، أعرب النني عن سعادته بالانتقال لآرسنال. وأكد النني خلال حوار مع قناة آرسنال الرسمية أن سعادته لا توصف لانضمامه لصفوف آرسنال الذي يعد واحدا من أكبر أندية العالم، مشيرًا إلى أنه سيسعى بقوة لإثبات ذاته مع الفريق. وقال: «آرسنال من الفرق القليلة في العالم التي تسعد برؤيتها وتفخر باللعب لها، والفرنسي آرسين فينغر مدرب كبير وشرف كبير لي أن يكون هو مدربي الحالي وأن استفيد من خبراته خلال الفترة المقبلة». وتابع النني قائلا: «أكثر ما يعجبني في آرسنال أنه يلعب كرة سهلة ويلعب دائمًا من أجل الهجوم، لذلك فجميع مبارياته مفتوحة ولا تعتمد على التكتلات الدفاعية». وفي إجابته عن سؤال: ماذا تعرف عن آرسنال، قال النني: «هو فريق كبير وبالتالي فأنا أعرف كل لاعبيه وأسلوب لعبهم وهذا سيساعدني كثيرًا».
من جانبه قال فينغر إن النني سيكون إضافة جيدة لتشكيلة الفريق، خصوصا أنه قضى فترة في أوروبا ولن يحتاج وقتا طويلا للتكيف مع الأجواء. وأضاف فينغر «إجمالا هو (النني) يمثل إضافة جيدة للتشكيلة لأنه لم يأت مباشرة إلى ناد كبير، بل قضى فترة في أوروبا لذلك سيتكيف مع الفريق في وقت أقل. كما أن عمره 23 عاما ويملك خبرة اللعب في دوري الأبطال والدوري الأوروبي والدوري السويسري كذلك ويمكنه اللعب في كل مراكز خط الوسط». وتابع المدرب الفرنسي: «أردنا التعاقد مع لاعب يمكنه الأداء الدور الدفاعي والهجومي في وسط الملعب. وهو يتمتع بنقاط قوة كبيرة مثل رؤيته للملعب وذكائه كما أنه يملك قدرات بدنية تمكنه من اللعب عند أعلى المستويات». وواصل المدرب المخضرم حديثه عن النني قائلا: «يحتاج للتكيف مع التحديات والتمتع بالقوة اللازمة للبقاء بالدوري الممتاز وأعتقد أن هذا يتطلب جهدا للتكيف لكن عموما أعتقد أنه لديه كل المواصفات لتقديم أداء جيد».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.